الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:16 م - آخر تحديث: 09:15 م (15: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

هذا هو حــــزب الإصــــلاح

المؤتمرنت - بقلم: ياسر البابلي -
ديمقراطية الإرهاب.. وسياسة المورفين الديني
في زمن سملت فيه اليمن جفونها، تنفض عن ربوعها تعب البناء، ومشقة إقرار الأمن والسلم الاجتماعي، التي حرمت منهما سنيناً طويلة من جراء إرهاب الأيدي الغائرة بالشر والرذيلة، انتفض التجمع اليمني للإصلاح على حين غرة ليعيد كتابة صفحات الماضي المشحون بوقائع الألم على طريقته (الإسلامية) الخاصة، التي ينتحب فيها على الوطن، والوحدة، والحزب الاشتراكي، ولكن بحرقة تفوق أسى أبناء يعقوب على أخيهم يوسف.
ومع أن البلاد أكدت استقرارها، ووحدتها في الأعوام القليلة الماضية، إلا أن حاجة الإصلاح لتوزيع تهم الإرهاب على الآخرين كما حاجة (الغراب) حين يتذكر (دَيْن أبوه).. فبعد الفضائح التي كشفتها ملفات الحملة على الإرهاب، والاتهامات التي وجهت لعدد من رموزه القيادية، ومؤسساته الحركية المتوارية خلف عناوين شتى- تعليمية وخيرية- وجد الإصلاح نفسه محاصراً، ومقصياً عن مراتعه، وأقبيته السرية التي يستمد من مخلفات أثر مؤامراتها أسباب بقائه في ساحة العمل السياسي، ومبررات ديمومة مصالح رموزه - التجارية والمالية.. فلم يجد أمامه غير أن يحاول معالجة الإفلاس بالنبش في حسابات الماضي.
وعلى ما يبدو أن العدد الذي كرسه من صحيفة (الصحوة) لاكتساب شهادة (حُسن سيرة وسلوك)، ووثيقة تأييد بأنه (ليس من أرباب السوابق) لم يكن مطالباً بها من الشعب اليمني ، لولا أنه أدرك أخيراً أنه أصبح طرفاً منبوذاً في الساحة اليمنية، وأن عيون الآلاف من البسطاء الذين تاجر بجهالتهم بالأمس، واستغفلهم باسم الدين باتوا اليوم ينظرون له بازدراء بعد أن تنوروا بالعلم واكتشفوا زيف المنابر المرفوعة على صناديق الذخائر والأسلحة مما كان يصوبه للأبرياء، ويغري به الفتيان والمراهقين الباحثين عن الشهرة، والتواقين لاقتفاء خطى هوليود ورجال الكاوبوي.
ولا شك أن قيادات الإصلاح المتطرفة التي تطالب الآخرين بالتنحي عن الحكم تنسى دائماً أن من هم في السلطة قدموا من طريق الانتخابات الديمقراطية، بينما ظلت قيادة حزب الإصلاح متشبثة بمراكزها كما لو أنها من بقية مواريث الآباء والأجداد- ليس من التاريخ الذي تأسس فيه الحزب (سبتمبر 1990م) بل منذ أيام تحريم الحزبية في اليمن، وأيام (الجهاد ضد الجبهة الوطنية ومليشيات عدن)، وأيام (الجهاد في أفغانستان تحت ألوية الجنرالات الأمريكية)، وكذلك منذ أيام (الحرب على الدستور العلماني المقترح لليمن الموحد)، ثم أيام (التقرب إلى الله بسفك دماء الملحدين ممن أفتت الزعامات الدينية بتكفيرهم، وإباحة أموالهم وأعراضهم).
كم هو غريب أن يلجأ حزب كالتجمع اليمني للإصلاح إلى استجداء ثقة الجماهير ببضع تواريخ يدعي أنه أدان الإرهاب فيها، وببيان قديم - أعقب حادثة اغتيال جار الله عمر يوم أراد درء التهمة عن نفسه من خلاله- وافتتاحية لا يبدو أن كاتبها قد سمع رد الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) حين سُئل: (أيكون المؤمن كذاباً ؟).. بحيث ادعى كاتبها أن المؤتمر الشعبي العام توسل للإصلاح أن يبقى في حكومة ائتلافية معه عقب انتخابات عام 1997م، إلا أن قيادة الإصلاح ترفعت عن التورط في (المؤامرة) مع المؤتمر، ورفضت توسلاته، لأنها كانت حريصة على (تجذير التجربة التعددية) الديمقراطية لليمن.. فضلا عن تأويل أسباب القبول بالائتلاف السابق (الثلاثي) بأنه حرص إصلاحي للحيلولة (دون العودة إلى أوضاع ما قبل 22 مايو 1990م).
وهنا أود أن أضع القارئ أمام صورة لن يرسمها قلمي لمن يدّعي أنه النموذج اليمني الأمثل للإسلام، ويعلّم الناس من على المنابر فضيلة الأمانة والصدق.. بل سأقتطف نصوصاً خطتها أقلام مؤرخين ومثقفين لا يختلف عليهم اثنان.
· يقول الأستاذ نصر طه مصطفى في كتاب (علي عبد الله صالح.. التجربة وآفاق المستقبل)- ص 45-46 ما يلي: (وفي الشمال فوجئت الأوساط السياسية بموقف الحركة الإسلامية الذي رحب بالوحدة وأعلن رفضه لدستورها من منطق أنه علماني) ثم يضيف: (ولأن هذا الموقف لم ينطلق حينها من رؤية استراتيجية فقد اعتبرته جميع الأوساط السياسية رفضاً للوحدة ، وقلقاً من دخول الحزب الاشتراكي معادلاً أساسياً في سلطة الدولة الجديدة.. وظلت هذه التهمة تطارد الإسلاميين لفترة طويلة).
· أما الكاتب العربي المعروف (فيصل جلول) في كتابه: (اليمن: الثورتان، الجمهوريتان،ا لوحدة)، فيقول في الصفحة (211) عن نشأة حزب الإصلاح الآتي: (إن هذا التيار لم يكن يمارس المعارضة على صفحة بيضاء، فزعيمه صرح علناً، ومراراً بأنه يريد الوحدة، لكنه لا يريدها مع الماركسيين. الأمر الذي يعني بوضوح أنه لا يطمئن إلى مشاركة الاشتراكي في الحكم).
ويضيف في نفس الصفحة: (معارضة الإصلاح للحكم تثير حفيظة الاشتراكي أكثر من المؤتمر الشعبي العام، غير أن التدقيق في جوهر هذا المعارضة يسمح بالقول بأن ظاهرها كان أكثر حدة نحو الاشتراكي لكنها في حقيقتها معارضة تتناول الحكم برمته، لأنها مشكّلة من فئات مستبعدة من الحكم ولا مكان لها في خطط المستقبل).
إن المتتبع لمفردات موقف التجمع اليمني للإصلاح من الحزب الاشتراكي- الذي يحمل اليوم قميص أمينه العام المساعد ( رحمة الله) إلى كل محفل على طريقة مثلنا الشعبي( إنْ أحْجَرَت مَرَق، وإنْ عَزّت مَرق) لوجد حزب الإصلاح يوم 21 مايو 1990م يعلن انسحابه من اجتماع مجلس الشورى المنعقد في صنعاء، وهي الحالة التي حمل مواريثها النفسية إلى ما بعد إعلان الوحدة ليُلقي بنفسه في الوسط السياسي المتأزم أثناء المرحلة الانتقالية ، ليس كطرف وطني مصلح لذات البين، بل كطرف انتهازي يسعى إلى تصعيد حدة التوتر بوسائل متعددة- إحداها العمل الإرهابي ، والتصفيات الجسدية.
وإذا كان المؤتمر الشعبي العام حتى هذه الساعة يتحدث عن حرب الانفصال، ويعرج على يوم السابع من يوليو بنشوة ( تثبيت الوحدة) فإن التجمع اليمني للإصلاح حين أستعرض تاريخه ( النضالي) في افتتاحية ( الصحوة) قفز فوق هذه الحقبة ولم ينبز ببنت شفة حول موقفة من الحرب، ودوره فيها ، كما لو أنه يستعيب مشاركته، أو يظن أن الاشتراكيين الذين يتملقهم ( واضعا على وجهة مُنْخُل) لا يعلمون أن الشيخ عبد المجيد الزنداني كان يلقي خطبه المنبرية في المعسكرات، وبقية خطباء الإصلاح يعبئون الأهالي في المساجد.
ولعل ( فيصل جلول) كان محقا جدا حين وصف معارضة الإصلاح بأنها( في حقيقتها معارضة تتناول الحكم برمته).. إلاّ أننا هنا سنكشف حقيقة لا يعرفها الكثيرون نستقيها من تقرير أعده مبعوث نائب الرئيس ( آنذاك) على سالم البيض ، مؤرخ في 8 مارس 1994م وموجود حاليا في الملف القضائي.
يتحدث تقرير مبعوث البيض عن التأييد والدعم الخارجي للانفصال، ويقدم رؤى تحليلية للبيض من قبل مبعوثه يشبّه فيها التأييد ( العربي) بالتأييد الذي عبّرت عنه( إيريل غلاسبي) سفيرة أمريكا في العراق عشية احتلال الكويت، عندما أكدت للرئيس صدام حسين أن بلادها ستقف على الحياد، فآلت النتيجة إلى ما يعرفه الجميع.. ويؤكد المبعوث على الحقيقة التالية: ( إن هذا التأييد يرمي إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، فيُصفّي المؤتمر الحزب الاشتراكي وتُنهك الحرب الطرفين فيتسلم السلطة التجمع اليمني للإصلاح...).
إذن لا بد أن نفهم أن الديمقراطية عند تجع الإصلاح لا تحترم الوسيلة التي لا توصليها على الفور إلى كرسي الحكم، وأن العمل الوطني عند الإصلاح لا يمكن أبدا أن يقبل التموضع في معادلة واحدة مع آخرين يعتبرهم ( أحزاب علمانية لا تأخذ بكتاب الله) ويقيّمهم على أنهم ( مغتصبين لسلطة كان الإسلاميون الأولى بها).
وإذا كان حزب الإصلاح يعتقد أنه قادر بعمود في صحيفة مغمورة تضليل الرأي العام، والظهور بثوب الورع الطاهر، والقدوة الوطنية الحسنة فلا شك أنه سيعجز عن تزوير التاريخ الذي كتبته أقلام باحثين من مشارق الدنيا ومغاربها، ولا علاقة لها بالسلطة في اليمن، ولا تمتّ للمؤتمر الشعبي العام بصلة.
ولتذويب مفعول ( المورفين الديني) الذي يدّعيه تجمع الإصلاح وددت التعريج على أسطر كتبها العقيد عبد الولي الشميري ( وهو محسوب على الجماعات الإسلامية) في كتابه ( 1000 ساعة حرب) إذ يقول في الصفحة 133 ( إن الشيخ الزنداني أول من اعترض على ذلك الدستور – دستور الوحدة- وهاجمه بشدة وتبنى معارضته إعلاميا، وأصدر الفتاوى، وسلسلة من الأشرطة من دار إقامته حينذاك في حي العزيزية بمكة المكرمة..)
ويقول في ص 134 ( استصدر تنظيم الأخوان المسلمين الذي يقوده الأستاذ ياسين سعيد القباطي فتوى شرعية من أكثر من مائتين من علماء الدين الإسلامي بعدم جواز القبول بنصوص ذلك الدستور، وأنه علماني). ويضيف متحدثا عن الشيخ الزنداني( هو الذي أمَّ الجماهير المتظاهرة في ميدان السبعين وأذكى فيهم روح الحماس ضد الدستور) ويواصل إشادته حتى يقول" وأدى المتظاهرون صلاة الظهر بتيمم في شارع الستين أمام دار الرئاسة، وهتفوا وهم مئات الآلاف بهتافات ناقمة على ما أسموه بـ " ديمقراطية القهر".
وسأتجاوز ذكر الزامل الذي أورده الشميري لبشاعة معانية التكفيرية.. لكن أود لفت الانتباه هنا إلى حجم التماثل بين الأمس واليوم.. فالإصلاحيون ناهضوا الديمقراطية في عام 1990م تحت عنوان ( ديمقراطية القهر) وهم اليوم يكتبون موقفهم السياسي في ( الصحوة ) تحت عنوان ( ديمقراطية الإرهاب).. فيا ترى ما الذي تبدَّل في خطاب الإصلاح ومواقفه السياسية بين عامي ( 1990-2004م ..!؟
بالتأكيد أنهم يعيشون حالة الانفصام الوطني ذاتها لأنهم مازالوا يرضخون تحت وطأة العقليات البالية نفسها، التي تمنع حزب الإصلاح من تجاوز أزماته الداخلية المتأتية من الجمود الفكري، والتقوقع في حماقات العنف، وترويج الفتن، ومعارضة كل مشروع سياسي تحديثي من شأنه تسريع نهضة الوطن اليمني.
أن تلك القيادات المحتكرة لمراكز القرار السياسي للتجمع اليمني للإصلاح ظلت تنأى بالديمقراطية عن مساراتها الحقيقية التي تخدم البلد وشعبها، وتعاملت مع هذا المنجز العظيم بسلوك فظ وهمجي قائم على الكذب والتزوير، والشغب، والفتن ، والابتزاز والاستغلال لعفوية وصدق القوى الوطنية الأخرى.
ربما يحاول الإصلاحيون تأويل الوقائع السابقة بأنها محض مناكفات حزبية – رغم أنني مستقل ويعرف الأخ / الآنسي هذه الحقيقية عني جيدا- لذا آثرت أن أختتم موضوعي بفقرة أوردها الكاتب فيصل جلول ( لبناني) في كتابه المذكور سابقا، ص 243 : ( يُنسب إلى الأصوليين المتشددين الذين برزوا بعد الوحدة، السعي لخوض حرب ضد الاشتراكيين لأسباب أيديولوجية- تصفية حسابات قديمة، ولربما أمكن ربط محاولات الإغتيال الكبيرة التي طالت مسئولين اشتراكيين بهذا الطرف).

ملاحظة: أنوِّه إلى أن " فيصل جلول" كاتب لبناني مقيم في لندن، وليس عضوا في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي لا يقبل عضوية غير اليمنيين.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024