المؤتمرنت - ترتفع وتيرة العنف في ليبيا يوماً بعد يوم، وسط استمرار الصراع بين القوى المتنافسة على السلطة، وفوضى الميليشيات، وغياب المرجعية السياسية، يفاقمها دخول تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" – "داعش" على خط الأزمة ، بعدما أصبح يسيطر على مناطق عدة في البلاد، ويشكل تحدياً مباشراً للدول المجاورة وجنوب أوروبا.

وفي هجوم يأتي مباشرة بعد مقتل 21 قبطياً مصرياً على يد "داعش" في ليبيا، والرد المصري بقصف مواقع التنظيم في درنة، قتل 40 شخصاً على الأقل، وجرح أكثر من 70 آخرين، اليوم الجمعة، في ثلاثة انفجارات بسيارات مفخخة هزت في وقت متزامن، صباح اليوم الجمعة، ثلاثة مواقع حيوية في مدينة القبة شرق ليبيا، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.

وقال مسؤول أمني في منطقة الجبل الأخضر أن "الضحايا سقطوا في ثلاثة انفجارات متزامنة بسيارات مفخخة، ربما يقودها انتحاريون، استهدفت صباح الجمعة مديرية أمن مدينة القبة ومحطة توزيع للوقود، إضافة إلى منزل رئيس البرلمان الليبي المعترف به دولياً عقيلة صالح عيسى".

وقال شهود عيان إن "الانفجارات كانت متزامنة، وكان دويها عالياً جداً وسمع في مختلف أرجاء المدينة"، فيما أشار مسعفون إلى أن "عدد الضحايا الأكبر كان في محطة توزيع الوقود في المدينة، ومعظمهم من المدنيين الذين قدموا للتزود بالوقود من هذه المحطة المزدحمة التي شح عنها الوقود خلال الأيام الماضية، ما تسبب في هذا الازدحام"، مؤكدين نجاة رئيس البرلمان من الحادثة.
ولاحقاً، أكد وزير الصحة الليبي رضا العوكلي، مقتل 35 شخصاً جراء الانفجارات، مشيراً إلى أن مستشفى المدينة "يعاني بسبب استقبال عدد كبير من الجرحى".

واعتبر العوكلي، في حديث إلى قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، إلى أن ما يجري في القبة يعد بمثابة "عقاب جماعي لأهلها" لرفضهم السماح لعناصر داعش بالمرور عبر مدينتهم والاستيلاء على مطار الأبرق الاستراتيجي".

وتخضع مدينة القبة، التي تقع على مسافة 50 كيلومتراً شرق مدينة البيضاء (حيث مقر الحكومة المعترف بها برئاسة عبد الله الثني)، وعلى مسافة أربعين كيلومتراً غرب مدينة درنة التي يسيطر ليها تنظيم "داعش"، تحت سيطرة الجيش الليبي والقوات الموالية للواء خليفة حفتر، وينتمي جميع سكانها إلى قبيلة العبيدات ينتمي إليها أيضاً رئيس البرلمان الليبي، وعبد الفتاح يونس، رئيس أركان الجيش الذي قاد الحرب على نظام العقيد الراحل معمر القذافي، وقتل على أيدي متطرفين إسلاميين في العام 2011.

ويحاصر الجيش وقوات اللواء حفتر، إضافة إلى مدنيين مسلحين، منذ أشهر، جميع مداخل ومخارج مدينة درنة، التي باتت تعلن ولاءها صراحة إلى "داعش"، إضافة إلى أنها تعد المعقل الأبرز للجماعات الإسلامية المتشددة.

ويأتي انفجار القبة بعد أيام قليلة من الغارات المشتركة التي نفذها سلاحي الجو الليبي والمصري على أهداف لمتشددي "داعش"، في رد على مقتل 21 قبطياً تم ذبحهم على يد الفرع الليبي للتنظيم في مدينة سرت وسط ليبيا.
إلى ذلك، وفي سرت، أعلن تنظيم "داعش"، الذي أصبح يسيطر على المدينة، اليوم، عبر الإذاعة المحلية، حظر التجول بدءاً من صلاة العشاء، محذراً الأهالي من مخالفة القوانين، فيما فر بعض السكان إثر التطورات الأخيرة.

وكان التنظيم المتشدد نفذ، أمس، استعراضاً عسكرياً لمسلحيه في المدينة .
وأظهرت صور نشرتها مواقع إلكترونية "جهادية" رتلاً من الآليات التابعة للتنظيم في عرض عسكري نظمته "ولاية طرابلس" في "الدولة الإسلامية"، يستقلها ملثمون، وهم يرفعون بنادق رشاشة وقاذفات صواريخ، فيما أفاد شهود عيان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن سرت سقطت بالكامل في قبضة تكفيريي "داعش".

المصدر: (أ ف ب، رويترز، "موقع السفير")