الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 07:59 م - آخر تحديث: 06:49 م (49: 03) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الزبيري (يبيع الأقفال والخردوات) ليلاً في شوارع "كراتشي"



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


الزبيري (يبيع الأقفال والخردوات) ليلاً في شوارع "كراتشي"

الإثنين, 15-نوفمبر-2004
المؤتمرنت-سعد الحفاشي - من الوقائع الفريدة التي كشفها الأديب والمؤرخ اليمني المعاصر الأستاذ عبدالرحمن طيب بعكر الحضرمي في كتابه "المجاهد الشهيد محمد محمود الزبيري" الطبعة الأولى 2001م، والصادر عن مكتبة الإرشاد بصنعاء.
ما نقله عن مجلة "المسلون" العدد (104) لسنة 1402هـ عن واحدة من أهم الوقائع التي حدثت في تاريخ جهاد المناضل الشهيد محمد محمود الزبيري رحمه الله، والتي وقعت في العام 1950م، كما رواها الرئيس "الرفاعي"، والذي يقول "كنت يومها (أي في عام 1950م) انتقل بين كراتشي وطهران، وكان ذلك أثناء حكم المرحوم لياقت علي خان، أما سبب تنقلي بين البلدان فكان عائداً إلى أنني كنت سفيراً في كليهما، وأثناء وجودي في "كراتشي" كان لي صديق عزيز هو سفير سوريا في ذلك الوقت الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري،وتعرفت أيضاً على شخصية يمنية هو المرحوم محمد محمود الزبيري، الزعيم اليمني آنذاك، فكنا نحن الثلاثة نرتاد شاطئ البحر، ونقضي وقت الأصيل على الشاطئ في شهر رمضان، وحدث أن كان الشعر بيننا القاسم المشترك فالزبيري كان شاعراً وعمر بهاء الدين الأميري كان أيضاً شاعراً وكان الأستاذ الزبيري قد ترك اليمن وحضر إلى باكستان كلاجئ سياسي بعد الحوادث التي جرت للإمام يحيى حميد الدين.
وكنا كلما دعونا الأستاذ الزبيري ليفطر معنا في رمضان كان يعتذر ويتمنع مقدماً المبررات حتى عبنّاً عليه وقلنا له متى نجلس على الفطور معاً، وفي ذات يوم جاءني الأستاذ عمر الأميري وقال لي: إنه أثناء تجواله في الليل في شوارع "كراتشي" شاهد شخصاً يحمل صندوقاً ويبيع الأقفال والمفاتيح والخردوات أثناء الليل. فلمح في ذلك البائع الزبيري فتقدم إليه سائلاً ما هذا؟ فرجاه الزبيري إن يكتم الخبر، وقال له أنه يتبع ذلك الأسلوب ليستعين به على العيش، فلما أبلغني السفير السوري ذلك تأثرت أعمق التأثير، وسافرت إلى "عمان" وعرضت الحكاية على المرحوم جلالة الملك "عبدالله" فتأثر رحمه الله وبعث رسالة إلى الإمام أحمد يتوسط فيها بأن يصدر عفواً عن الأستاذ الزبيري ليعود إلى وطنه، وجاء الجواب بالقبول والإيجاب، ورجعت إلى "كراتشي" فنقلت ما حدث معي حول جواب الإمام "أحمد" ونظرت إلى الأستاذ الزبيري فقال: لي أنه ممتن غاية الامتنان ومقدر كل التقدير حسن الصنيع الذي شمله له جلالة الملك، وأنه لا يستطيع إلا أن يقابله بالشكر والعرفان، ولكنه يرجو أن يقبل جلالة الملك عذره بعدم العودة لأنه لا يستطيع أن يحظى بتلك الفرصة منفرداً فأكبرت الرجدل فوق أكباري السابق له.
ثم يتابع الرئيس "الرفاعي" حديثه في روايته لهذه الواقعة فيقول: ومرت الأيام والأعوام وبعد أربعة عشرا عاماً من الزمن أي في عام 1964م، ذهبت إلى القاهرة لحضور مؤتمر القمة لدول عدم الانحياز في عهد المرحوم الرئيس جمال عبدالناصر، وبينما أنا في رواق البناء إذ بيدين تربتان على كتفي فإذا هو الصديق محمد حمود الزبيري الذي أصبح يومذاك وزيراً، ورئيس وفد بلاده إلى مؤتمر قمة عدم الانحياز، وأقسم أني ما سمعت هذه الحادثة تروى إلا وأحسست أن نياط قلبي يتمزق والعبرات تغمر عيني والحسرة تملأ مشاعري لأنها حادثة تجمع من الدلالات على صدق جهاد ذلك الشهيد وسمو روحه وشموخ إبائه وترفعه عن كل المغريات وافلاته من كل الشباك وليست تلك بحادثة وحيده في تاريخه، ولكنها واحدة من عشرات ضاعت او تكاد تضيع من حياة ذلك المجاهد العظيم.

مع شيخ الإسلام:
ويعود مؤلف الكتاب الأستاذ الحضرمي وبعد روايته لواقعة "بائع الأقفال" فيتحدث عن تلك الظروف البائسة واليأس الخانق اللذين كان يعيشهما المجاهد الشهيد محمد محمود الزبيري رحمه الله في تلك الفترة وما حدث له بعدها فيقول في بعض مما نقله في كتابه، وفي تلك الظروف البائسة واليأس الخانق هبت عليه نسمة من رحمة الله فتحت له مدخلاً كريماً للحياة بباكستان، وذلك أنه تعرف على شيخ الإسلام المرحوم شبير أحمد عثماني.. الذي تقدم بقصيدة تظهر ألماً لواقعه وواقع أمته وهيَ:
العالم اليوم بأيدي عصبة لا عقل يهديها ولا معتقد
تؤله القوة والمال ولا ترى إلهاً غير هذا يعبد
"شبير" أنت منقذي من محنتي وأنت شيخ ألمله الممجد
إن كان ذنبي أنني مجاهد وادع فأنت الحكم المجتهد

ونعرف من ديوانه الثالث "نقطة في الظلام" إن الإمام أتصل بالزبيري مرة عن طريق القاضي محمد عبدالله القمري، ومرة عن طريق شيخ الإسلام هذا يطلب منه العودة ويقسم بأغلظ الأيمان أن يضعه في أعلى مراكز الحكومة وأن يعمل على إصلاح الأوضاع، ولكن الزبيري كان يصر على إطلاق السجناء أولاً ومباشرة الإصلاحات ثانية قبل أن يعود.
ولقد هيأته صلته بشيخ الإسلام أن يقف أمام رجال المؤتمر الإسلامي بباكستان، وفيهم الكثير من رجالات العرب، وهناك ألقى رائعة من روائعه الإسلامية اقتطف المؤلف منها هذه الأبيات:
هذه روحه وهذي جنوده فليحاذره من بشر يريده
نام نوم الموتى فظنوه ميتاً وازدهاهم هجوعه وصموده
كيف هان الهزبر في حرم الغيل وسادت ضياعه وقروده
شد ما استنصر البغاث بقبر النسر واستأسدت على الليث دوده
إلى أن يقول:
أضيوف الإسلام في شعب باكستان حق عليكم تأييده
أنتم ذخره وأنتم أمانيه الغوالي وشدوه ونشيده
في يديه حق فلا تخذلوا الحق وأنتم حماته وجنوده

مع وزير المعارف الباكستانية:
وتحت هذا العنوان يتابع المؤلف حديثه عنما تلى وقفته تلك في المؤتمر الإسلامي فيقول"ولقد كانت لوقفته تلك صداها، فبعدان كان "الزبيري" يعيش في باكستان خائفاً يترقب لعدم حصوله على حق اللجوء السياسي، أو جواز الإقامة اهتمت به الأوساط العلمية وحصل عن طريق شيخ الإسلام على عمل كأستاذ بجامعة "كراتشي".

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024