الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 09:03 ص - آخر تحديث: 11:23 م (23: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
محاولة إنقاذ مرضي السرطان



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من علوم وتقنية


عناوين أخرى متفرقة


محاولة إنقاذ مرضي السرطان

الخميس, 01-سبتمبر-2005
االمؤتمرنت -
مع اعلان خبر وفاة المدخن السابق (ومذيع نشرة الأخبار بشبكة أيه بي سي) بيتر جينينغز من جراء سرطان الرئة في سن ال 67 الأسبوع قبل الماضي وتشخيص اصابة دانا ريف، التي لم تدخن قط، بهذا المرض في سن ال ،44 أدرك ملايين الامريكيين الحقيقة المروعة، فأشد انواع السرطان فتكا لا يصيب فقط من يدخن علبة سجائر يوميا. وفجأة أصبح سرطان الرئة مصدر قلق الجميع، وهم محقون في ذلك. قد لا يلهم سرطان الرئة سباقات المشي الطويل أو حملات التوعية، لكن بعد ثلاثة عقود من الحرب علي السرطان وأربعة عقود من تقارير كبار الأطباء الامريكيين الحكوميين، يبقي الورم الخبيث الأكثر فتكا. فهذا المرض يؤدي بحياة 160.000 أمريكي سنويا، أكثر من سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان البروستاتا مجتمعة. وقد ازدادت أعباؤه بشكل مطرد في العقود الاخيرة، بسبب ازدياد نسبته لدي النساء، وبصعوبة تغيرت نسب النجاة منه. فنحو 60 بالمائة من المرضي يموتون بعد سنة من التشخيص تقريبا، ويموت 85 بالمائة في غضون خمس سنوات.

ان الاغلبية الساحقة من الحالات مرتبطة بالتدخين، لكن الحد من التدخين ليس بالتحدي الوحيد الذي نواجهه، فالمدخنون الامريكيون السابقون البالغ عددهم 46 مليونا ما زالوا معرضين لخطر الاصابة بسرطان الرئة. والاشخاص الذين يدخنون لا يواجهون كلهم العواقب نفسها. لماذا يبقي بعضهم بصحة جيدة، ويصاب غير المدخنين بالمرض الفتاك؟ هل النساء أكثر عرضة للاصابة به من الرجال؟ وما هي امكانات الكشف المبكر والتوصل الي علاجات أكثر فعالية؟ هل يستطيع العلم انقاذ مدخنين سابقين من المصير الذي لقيه بيتر جينينغز؟ ان الباحثين هم أول من يقر بالتحديات المثبطة التي يواجهونها. لكن مسؤولي الصحة يتعهدون بالتزامات جديدة - فقد كشف معهد السرطان القومي عن مبادرة أبحاث جديدة الاسبوع قبل الماضي - وبعد عقود من الاحباط، يعبر بعض الباحثين عن تفاؤل حذر .

ويركز أخصائيو الوراثة علي التحولات الجينية التي قد تجعل بعض الاشخاص عرضة للاصابة بالمرض. كما يبتكر علماء الاحياء وعلماء الأشعة طرقا جديدة لكشف الأورام الصغيرة الموضعية. وقد بدأت العلاجات الجديدة بإطالة الحياة، حتي لدي المرضي في المراحل المتقدمة، يقول الدكتور ديفيد جونسون من مركز فاندربيلت إينغرام للسرطان في ناشفيل بولاية تينيسي: ليست ضربة قاضية، لكن لا يمكن اعتبارها دفعة خفيفة .

ان اسباب سرطان الرئة لا تخفي علي أحد: فنحو 87 بالمائة من كل الحالات ناتجة مباشرة عن التدخين. أيا كان عمرك، أو جنسك، أو عرقك، أو عملك، أو تاريخ عائلتك، فإن أفضل طريقة لحماية نفسك هي تجنب التدخين أو الاقلاع عنه. ولكن لسوء الحظ، فإن الاقلاع عن التدخين لا يبطل نهائيا الضرر الجيني الذي يسببه دخان التبغ في أنسجة الرئتين، لذا يبقي المدخنون السابقون أكثر عرضة للاصابة بسرطان الرئة من غير المدخنين.

ما مدي قابلية اصابتهم به؟ يعتمد ذلك علي مدة وكمية التدخين. يقول الدكتور نورمان إيدلمان المسؤول الطبي في جمعية أمراض الرئة الامريكية: إذا دخنت علبة سجائر يوميا طوال 20 سنة أو أكثر، فإن احتمال وفاتك من مرض مرتبط بالتدخين سيكون بنسبة 50 بالمائة. ثمة علاقة مباشرة بين اجمالي التعرض للدخان وخطر الاصابة بالسرطان . لكن الخطر يتراجع بشكل ملحوظ فيما تحل الخلايا السليمة مكان الخلايا المتضررة في رئتي المدخن السابق. بعد 10 سنوات من الامتناع عن التدخين، يتدني احتمال اصابة المقلع عن التدخين بالسرطان بنسبة 50 بالمائة مقارنة بشخص لا يزال يدخن.

حتي بين المدخنين، لا تكون احتمالات الاصابة بالسرطان متساوية. فقد بدأ نيلسون مالاري بالتدخين في ال 19 من عمره، واستمر في ذلك لأكثر من ستة عقود، مدخنا 60 سيجارة يوميا وهازئا بأجيال من الأصدقاء والأقرباء الذين كانوا يلحون عليه كي يقلع عن التدخين. يقول: كنت مقتنعا بأنني لن أصاب أبدا بالسرطان . الآن وقد أصبح هذا المعالج النفسي من اتلانتا في سن ال ،83 لا يزال بمنأي عن السرطان.

(وأخيراً أقلع عن التدخين في السبعينات من عمره)، لكنه تعلم منذ ذلك الحين بعض الامور عن نزوات المرض. وقد أتت الضربة الاولي عام ،2000 عندما أودي سرطان الرئة بحياة ابن زوجته البالغ 43 عاما. وبعد ثلاث سنوات فقط، لقي ابنه البيولوجي المصير نفسه. فقد تشارك كلا الرجلين ادمان أبويهما. لكن لسوء الحظ، لم يتشارك أي منهما حظه.

أي عوامل قد تؤثر في احتمالات الاصابة بالمرض، عدا عن التدخين؟ من الواضح ان الملوثات البيئية جزء من المشكلة، وأهمها الرادون، وهو غاز طبيعي عديم الرائحة يمكن ان يتسرب الي المنازل والمباني من التربة، والمواد الاصطناعية مثل الأسبستوس والزرنيخ. السن عامل مهم آخر (تزداد النسبة الي حد كبير بعد ال 50). وعلي غرار معظم الأورام الخبيثة، فإن سرطان الرئة مرتبط الي حد كبير بالتاريخ العائلي. فالأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو اخواتهم بالمرض معرضون للاصابة به بنسبة ضعفين الي ثلاثة اضعاف، مقارنة بأشخاص آخرين يواجهون عوامل الخطر نفسها، ويركز الباحثون الآن علي جينين علي الأقل قد يساعدان علي تفسير تلك الظاهرة. في دراسة أنجزت العام الماضي، قام فريق يقوده اختصاصي الوراثة مارشال أندرسون من المركز الطبي لجامعة سينسيناتي بتحليل عينات دم وأنسجة من 52 عائلة معرضة بنسبة عالية للخطر واقتفوا أثر عامل الخطر المشترك بينهم الي منطقة صغيرة من الصبغية البشرية 6. ويقضي الهدف بالاشارة الي جينات القابلية للسرطان ، والتحولات الجينية الموروثة التي تجعل بعض الاشخاص معرضين بشكل خاص للعوامل المسببة للسرطان في السجائر والبيئة. إذا استطاعت المختبرات اجراء اختبارات لكشف تلك التحولات - كما تفعل الآن فيما يتعلق بجينات سرطان الثدي وسرطان القولون - يمكن تحديد الاشخاص الأكثر عرضة واخضاعهم لتدابير احتياطية وفحوص مكثفة وربما علاجات معدة بحسب حاجات الأفراد.

وفضلا عن الجينات، تشير أدلة متزايدة الي ان النساء عرضة بشكل خاص لسرطان الرئة. ويمكن ربط معظم الزيادة في اصابتهن بالمرض التي تبلغ 60 بالمائة خلال العقود الثمانية الماضية بالتدخين مباشرة. ولكن عندما ينظر الباحثون الي النسبة الضئيلة من اصابات غير المدخنين بسرطان الرئة، يبرز تفاوت غريب. في حين أن غير المدخنين يشكلون نسبة 10 بالمائة فحسب من مجموع الرجال المصابين بسرطان الرئة، فإن غير المدخنات يشكلن ضعفي هذه النسبة لدي النساء. ما تفسير هذا التفاوت؟ الفرضيات كثيرة، لكن أكثرها اقناعا تركز علي الاستروجين، وهو هرمون نسائي تناسلي معروف بصلته بسرطان الثدي والمبيض. فالخلايا المأخوذة من أورام الرئتين مغطاة بمستقبلات الاستروجين، كما أن الخلايا الورمية تتكاثر بسرعة أكبر عندما تتعرض للهرمون في أنابيب الاختبار.

وقد أثبتت جيل سيغفريد، وهي اختصاصية بالأدوية من معهد السرطان في جامعة بيتسبرغ، التأثير نفسه لدي فئران المختبرات، وتعتقد ان أمرا مماثلا يحصل في اجسام النساء الشابات. إذا كانت محقة، يمكن أن تفتح الأدوية التي تكبت الاستروجين آفاقا جديدة في معالجة سرطان الرئة وحتي الوقاية منه، تماما مثلما تساهم في معالجة سرطان الثدي.

بالنسبة الي الاشخاص المعرضين بنسبة عالية للاصابة بسرطان الرئة، فإن التحدي الاكثر إلحاحا هو كشف المرض في مراحل أبكر تستجيب بطريقة أفضل للعلاج. وحتي اليوم، فإن المرضي الذين يتم تشخيص أورام صغيرة وموضعية لديهم يحظون بفرصة تبلغ 50 بالمائة في البقاء علي قيد الحياة لمدة خمس سنوات، لكن قلة منهم تكون محظوظة الي هذا الحد. فسرطان الرئة يتطور خلسة. ولا يسبب أيا من الاعراض المعهودة (كالبحة، والصفير عند التنفس، والسعال، وآلام الصدر) الي ان تصبح الاورام كبيرة ومنتشرة.

وعندما يتم تشخيصه، يكون المرض لدي ثلاثة من أصل أربعة مرضي علي الاقل قد انتشر الي أعضاء أخري. لم يتبين أن صور الاشعة السينية الروتينية للصدر تحسن احتمالات النجاة، لكن الخبراء يأملون الآن أن تنجح تقنية جديدة - تدعي المسح المقطعي اللولبي الكمبيوتري - حيث فشلت الطرق القديمة. فالآلة أعجوبة بحد ذاتها. بدلا من التقاط صورة مسطحة للرئتين، تدور حول الصدر، وتجمع نحو 400 صورة ثلاثية الابعاد يمكن أن توضح أدني تضرر في أنسجة الرئتين. تقول الدكتورة كلوديا هينشكي من مركز ويل كورنيل الطبي في نيويورك: في صورة أشعة للصدر يمكنك رؤية الأورام عندما تكون بحجم سنتيمتر أو اثنين. ولكن في مسح مقطعي كمبيوتري، يمكن رؤيتها حتي لو كانت بحجم مليمترين .

لقد أبلي المسح المقطعي اللولبي الكمبيوتري بلاء حسنا في التجارب الاولية، كاشفا الأورام القابلة للاستئصال بالجراحة التي كانت صور الاشعة السينية التقليدية تغفلها ومتيحا للأطباء استئصالها بأمان. وفي دراسة حديثة علي نطاق دولي، أفادت هينشكي وزملاؤها ان 81 بالمائة من أورام الرئتين التي تم كشفها بفضل المسح المقطعي اللولبي الكمبيوتري تم استئصالها بنجاح في مراحل مبكرة: وأن 96 بالمائة من المرضي الذين عولجوا كانوا لا يزالون علي قيد الحياة بعد ثماني سنوات.

لذا لم لا يمكن البدء بفحص الجميع؟ بوجود أكثر من 90 مليون مدخن حالي وسابق في الولايات المتحدة وحدها، أليست هذه فرصة واضحة لانقاذ الارواح؟ في الحقيقة، من المبكر جدا معرفة ذلك، لا أحد يعرف تماما كيف يمكن ان تتطور الاورام الصغيرة التي يتم الكشف عنها من خلال المسح المقطعي اللولبي الكمبيوتري إذا لم يتم علاجها.

وكما أفاد خبيران من معاهد الصحة القومية أخيرا في مجلة ذا نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن، فإن بقاء المرضي علي قيد الحياة لمدة أطول بفضل الفحوص قد يعكس بطء نمو الأورام التي تم الكشف عنها بدلا من منافع الفحص بحد ذاته.

قد يجادل المرء بأن الوقاية خير من الندامة، لكن الفحص الشعاعي علي نطاق واسع يمكن ان يشكل مخاطر بحد ذاته. فهذا النوع من الفحوص الدقيقة يكشف كل انواع الآفات المشبوهة، لكنه لا يستطيع أن يميز بسهولة بين نسبة ال10 بالمائة السرطانية وال 90 بالمائة غير السرطانية. فذلك يتطلب فحوص متابعة توسعية، حيثيستعمل الاطباء إبرا أو مناظير لاستئصال أنسجة من الرئتين من أجل تحليلها. يقول الدكتور ناصر التركي، أحد زملاء هينشكي في مركز كورنيل: ينتهي بك الأمر بكشف آفات كثيرة. يجب ان نتوصل الي طريقة لتحديد نسبة ال 10 بالمائة من المرضي الذين يعانون المشكلة، من دون الحاق الضرر بالأغلبية الساحقة من المرضي الآخرين . ويكمن أحد الحلول في أن يجري أطباء الأشعة مسحا ثانيا عندما يجدون آفة مشبوهة، وأن يأخذ الأطباء فقط عينة من الآفات التي تتغير أو تنمو مع مرور الوقت.

ويحث بعض الاطباء الآن المرضي الأكثر عرضة علي اجراء مسح مقطعي كمبيوتري كل سنة. وفي مركز فاندربيلت مثلا، ينصح جونسون بفحوص سنوية للاشخاص الذين تجاوزوا ال50 وكانوا يدخنون علبة سجائر يوميا طوال 30 سنة (أو علبتين يوميا طوال 15 سنة) ويعانون مرضا رئويا.

لكن وكالات الصحة والمجموعات المهنية لم تؤيد بعد الفحص الروتيني. انها بانتظار نتائج دراسة فيدرالية كبيرة، أطلقت عام 2002 ويفترض ان تنتهي عام ،2009 وهي مخصصة لتوضيح المخاطر والمنافع. ويمكن ان تصدر نتائجها الأولية السنة المقبلة.

ان كشف المرضي في الوقت المناسب خطوة مهمة باتجاه انقاذ الارواح، لكنه ليس سوي جزء من التحدي. مع أن المرضي الذين تم تشخيص اصابتهم في مرحلة مبكرة يبلون بشكل أفضل من الذين تم تشخيص اصابتهم لاحقا، فإن المرض يعاود نصفهم بشكل تصعب معالجته في غضون خمس سنوات، لحسن الحظ ان فرص شفائهم تتحسن، فالدراسات الاخيرة تشير الي ان العلاج الكيميائي التقليدي الذي يجري بعد الجراحة، يمكن ان يطيل الحياة لمدة خمس سنوات لدي نحو 70 بالمائة من المرضي. في الماضي، كان يتم ارسال المرضي الي منازلهم بعد الجراحة مع أفضل التمنيات، كما يقول الدكتور فرانسيس شيبرد من مستشفي الأميرة مارغريت في تورنتو، واليوم تحثهم أفضل مراكز السرطان علي الخضوع للعلاج الكيميائي.

وفي غضون ذلك، تستهدف أدوية جديدة الأورام بطرق أكثر تحديدا. ميليسا زاغون - أم وزوجة ومحامية غير مدخنة تبلغ 37 عاما - لم يكن لديها ما يدعو للأمل عندما تم تشخيص اصابتها بالسرطان عام ،2000 فقد كان الورم في رئتها قد انتقل الي دماغها مسببا ثلاثة أورام أخري، احدها بحجم كرة غولف. ولكن بعد خضوعها للجراحة، والاشعاع، والعلاج الكيميائي، حالفها الحظ بالعثور علي تجربة إكلينيكية لدواء جديد يدعي ايريسا، وبعيد توقف مفعول ذلك الدواء الخريف الماضي، بلغ السوق دواء أكثر فعالية يدعي تارسيفا. ومع أن جسمها لا يزال يحتوي علي أورام، فإن العلاج الذي يكلف 2.000 دولار شهريا يساهم في صدها، تقول: الأورام لا تتقلص، لكنها لا تنمو. آمل ان يكون قد برز علاج جديد عندما يتقدم المرض في المرة المقبلة .

ليس ذلك بالحلم المستحيل. تارسيفا وايريسا (الذي يتم اخراجه من الاسواق علي مراحل) ليسا سوي الدواءين الأولين في جبل جديد من العلاجات التي تركز بشكل خاص علي الخلايا السرطانية، معطلة الاشارات الجزيئية التي تغذيها. ويعمل تارسيفا من خلال ايقاف عمل بروتين يدعي مستقبل عامل النمو الجلدي. ومع انه نادرا ما يؤدي الي خمود المرض، فقد أظهرت دراسة جديدة من معهد السرطان الوطني الكندي انه يمكن ان يطيل الحياة لمدة سنة بنسبة تتراوح بين 22 و 31 بالمائة لدي المرضي الذين كانوا قد تلقوا العلاجات التقليدية. يقول شيبرد، الذي يترأس فريق الدراسة: لقد عاشوا مدة أطول وبشكل أفضل، واستطاعوا تحمل الدواء. هذا انتصار ثلاثي، أليس كذلك؟ .

لا شك في انه تقدم ملحوظ. وكمعدل، عاش المرضي الذين تناولوا تارسيفا لمدة شهرين أكثر من الذين تناولوا علاجا مموها. لكن هذه النسبة قد تتحسن فيما يتعلم الباحثون دمج الدواء مع علاجات أخري. سيغفريد، الباحثة من جامعة بيتسبرغ التي تدرس تأثيرات الاستروجين علي أورام الرئة، علي وشك البدء باختبار تارسيفا مع فاسلوديكس، وهو دواء يكبت الاستروجين تمت الموافقة علية لمعالجة سرطان الثدي، من اجل معرفة ما إذا كان الدواءان يعملان بالتضافر. ويتم حاليا دمج أدوية أخري واعدة أيضا. وقد تمت الموافقة علي أفاستين، وهو الدواء الأول ضمن فئة جديدة من أدوية السرطان المخصصة لتجويع أورام الدم، من أجل معالجة سرطان القولون فحسب، لكن الباحثين أفادوا أخيرا بأنه يبطيء تقدم سرطان الرئة عند دمجه مع العلاج الكيميائي التقليدي.

لن يتم هزم سرطان الرئة بانجاز واحد. ان تحسين معدلات النجاة الضئيلة اليوم سيتطلب الوقت والمال والالتزام: وهي شروط لطالما افتقر اليها هذا المرض. وعلي خلاف الاشخاص المصابين بالايدز أو سرطان الثدي. فإن المصابين بسرطان الرئة كافحوا بلا جدوي لحشد دعم الرأي العام، ربما بسبب قلة الناجين الذين يستطيعون النزول الي الشوارع. وحدها حفنة من الجمعيات الخيرية، معظمها محلي، ركزت علي جمع المال من أجل الابحاث. يقول جويل ماسيل من مؤسسة لانغيفيتي في شيكاغو، وهي مجموعة أسستها زاغون مع ستة مصابين آخرين بسرطان الرئة عام 2000: لا يشبه الأمر جمع المال لقضية تتعلق بالأطفال. حاولنا جاهدين أن نحظي بناطق رسمي مشهور، لكن الأمر كان في غاية الصعوبة . بعد أكثر من 30 محاولة، لا تزال المجموعة تفتقر الي ناطق رسمي شهير. كما ان التمويل العام كان منحازا أيضاً.

فالسنة الماضية أنفق معهد السرطان القومي علي سرطان الثدي ضعفي ما أنفقه علي سرطان الرئة، مع ان سرطان الرئة أوقع عددا من الضحايا أكبر بأربعة أضعاف. لكن التغيير يلوح في الأفق. فقد كشف معهد السرطان القومي في أواخر الاسبوع قبل الماضي عن مبادرة أبحاث جديدة تكلف 80 مليون دولار تهدف الي تحسين تقنيات الكشف المبكر، وتطوير علاجات جديدة، ومكافحة تدخين التبغ. تقول الدكتورة مارغريت سبيتز، المستشارة الخارجية التي قادت المبادرة الجديدة: تسود عقلية إلقاء اللوم علي ضحية سرطان الرئة. من الواضح أنه يتوجب علينا بذل المزيد من الجهود .

ان تحسين حياة مرضي اليوم مهم جدا طبعا. لكن السرطان الأكثر فتكا لا يمكن هزمه بأجهزة المسح المقطعي الكمبيوتري والعلاجات الموجهة فحسب. في عالم خال من التبغ، سيكون سرطان الرئة مرضا يتيما، وليس وباء. ويكمن التحدي الأساسي، كما تقول شيريل هيلتون من مؤسسة الإرث الامريكي، في خلق عالم ينبذ فيه الشبان التبغ، وكل من يريد الاقلاع عنه يستطيع ذلك . ومع ان معدلات التدخين تراجعت في العقود الأخيرة، فإن ربع شبان امريكا يكونون قد أدمنوا التدخين عند مغادرتهم المدرسة الثانوية. ويصر النقاد علي أن الأمر ليس من قبيل المصادفة. فالأسبوع قبل الماضي، قبل أيام من اعلان معهد السرطان القومي عن مبادرة سرطان الرئة الجديدة، أفادت لجنة التجارة الفيدرالية بأن شركات تصنيع التبغ أنفقت 15.2 بليون دولار علي تسويق السجائر في الولايات المتحدة عام 2003 (أحدث سنة شملتها الاحصاءات): أي بارتفاع من 12.7 بليون دولار عام 2002 و 6.7 بليون دولار عام 1998. وتشير الدراسات الي ان هذه الأموال فعالة، والناشطون في مجال التوعية الصحية فقدوا الأمل من معاكسة تأثيراتها. تقول هيلتون، التي نمت مؤسستها التي تعمل علي مكافحة التبغ من تسويات الدعاوي القضائية التي رفعتها الولايات عام 1998 ضد قطاع التبغ: نحن ننفق في أفضل الاحوال جزءا من الألف مما ينفقونه . ان محنة مذيع أخبار وأرملة رجل شهير لن تغير هذه الدينامية، لكن تسليط الاضواء علي سرطان الرئة ولو بشكل متأخر يشكل بداية لا بأس بها.

النجاة
15 بالمائة من مرضي سرطان الرئة يصمدون خمس سنوات. ويحاول العلماء تحسين فرص النجاة من خلال تحديد الاشارات الجزيئية للخلايا الورمية واختبار العلاجات الموجهة.

ارتفاع في عدد الإصابات
تم تشخيص اصابة 80.660 امرأة بسرطان الرئة في الولايات المتحدة العام الماضي، في حين ماتت 68.510 نساء من جرائه. وقد تسبب التدخين بزيادة تبلغ 600 بالمائة في معدل وفيات النساء من جراء سرطان الرئة منذ عام 1930 الأمر المزعج أن الناس افترضوا تلقائيا أنني كنت أدخن .

ميليسا زاغون، 37 عاما، غير مدخنة مصابة بسرطان الرئة المدخنون الشباب يشعلون سجائرهم بعد حظر التدخين في أماكن العمل والحانات والمطاعم في مدينة نيويورك، تعج أرصفة مانهاتن بالشبان الذين يدخنون السجائر. الأسبوع قبل الماضي، سألت نيوزويك بعضهم عن عاداتهم. وقال معظمهم انهم يدخنون لأن التدخين يخفف الاجهاد ويساعدهم علي التفكير ويحسن العلاقات الاجتماعية. ولم يكن أي منهم قلقا بما يكفي بشأن سرطان الرئة للاقلاع عن التدخين. في أعقاب وفاة جينينغز المصحوبة بدعاية كبيرة. قال شاب في ال 24 من عمره: حاولت الاقلاع عن التدخين اليوم، لكن الأمر لم ينجح .
أود الإقلاع عن التدخين في النهاية، لكن ليس الآن. إنه يمنحني نوعا من الرضا
بقلم - جيفري كاولي وكلوديا كالب:
عن: (النيوزويك العربية)


comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024