الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:57 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
أخلاقيات طب المخ



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من علوم وتقنية


عناوين أخرى متفرقة


أخلاقيات طب المخ

الجمعة, 08-سبتمبر-2006
مارني تشيستيرتون/ترجمة: عنان أحمد - لا تعد الاعتبارات الأخلاقية في البحوث الطبية أمرًا جديدًا. إذن لماذا يتعين أن يكون لـ"أخلاقيات المخ" التي تحكم البحوث فيه أي اعتبار خاص؟

لعبت الأخلاقيات ـ دائما ـ دورًا في البحوث الطبية؛ حيث كان العلماء في معظمهم يعملون في نطاق ما يعتبره المجتمع خيرًا وشرًّا.

تعتبر كلمة "أخلاقيات المخ" تعبيرًا تم صكه حديثا، ويشير إلى مجموعة فرعية من الأخلاقيات التي تعنى بالنظر إلى النتائج الطيبة والسيئة للممارسة الطبية والبحوث العلمية في المخ.

لا يعتبر الأستاذ "كولين بليكمور"؛ الذي أجريت مقابلة معه في حر ميونخ اللافح، على ثقة حتى من أن المخ يستحق أن يكون له أخلاقياته المنفصلة، وإن كان يستحق ـ على أية حال ـ منحه اعتبارًا خاصّا.

يقول الأستاذ "بليكمور": "يعتبر المخ العضو الذي يحكم شخصيتنا، وإحساسنا بأنفسنا وبوعينا. تتمثل الخلاصة النهائية في أن المخ هو الشيء الذي يمكننا من خلاله فهم أمور مثل الأخلاقيات. يعتبر المخ مستقر الفردية، وتبحث الكثير من قضايا المخ في المدى الذي يجوز به إجراء تغييرات في وظائفه".

أرى أن الأستاذ "بليكمور" على حق فيما يقول. فيما يتعدى مظهرنا فإن الأشياء التي تميزنا كأفراد ـ شخصيتنا وسلوكنا ـ تحددها وظائف المخ. تعتبر الكلية مشابهة لغيرها، ويمكن للإنسان أن يفقد كلية دون أن يخشى من أن يؤدي ذلك لتغيير هويته. أما إذا حدث شيء فيه تدخل في المخ فإن ذلك يمكن أن يغير الإنسان على نحو لا يمكن معه أن يظل هو نفسه. بالتالي فإن لعلوم المخ القدرة على تغيير حياة الناس على نحو قوي وشخصي.

مشاكل مستعصية
على الرغم من أن ذلك قد يبدو جلبة لا داعي لها؛ إلا أنه بالنسبة للمستقبل، في الأيام التي سيصبح فيها زرع المخ ممكنا؛ فإن هناك الكثير من المشاكل المستعصية الجاهزة والناضجة لإجراء نقاش طويل طيب حولها. أعطاني الأستاذ "بليكمور" مثالا لذلك..
"مما يعد مثالا لذلك القدر الذي يتعين علىنا أن نقبل أو نشجع به العقاقير التي تعدل وظائف المخ؛ التي لا يتم تناولها لأن الإنسان مريض، وإنما لأنه يرغب في أن يحس بمشاعر مختلفة أو يتصرف على نحو مختلف".

إذا ما حسن نوع من العقاقير ذاكرتك أو مسح بعض الذكريات المؤلمة، هل يكون على العلماء إعداده؟ وهل يتعين على الأطباء استخدامه؟ يوجد عقار متوفر حاليًّا للأفراد المصابين بمجموعة من الأمراض من الزهايمر إلى مشاكل النوم، يسمى "مودافينيل". لهذا العقار تأثيرات مثيرة للاهتمام على الأشخاص الأصحاء. أوضحت التجارب قدرة ذلك العقار على إبقاء قادة طائرات الهليكوبتر مستيقظين لمدة 88 ساعة، مع النوم لمدة 8 ساعات فقط، دون أن يؤثر ذلك على قدرتهم على العمل. إذن هل يمكن اعتبار ذلك العقار الكافيين الجديد؟ أم أن ذلك التلاعب بالمخ يمكن أن يكون بداية انحدار زلق شرير له؟

إذا أفلح علاج في تغيير التصرف الإجرامي. هل يمكن استخدامه؟ إذا ما أمكن لرسم المخ أن يوضح ما إذا كان الشخص يكذب. هل من المتعين أن يكون في كل قسم للشرطة جهاز من ذلك النوع؟ وهل يعتبر تعزيزك لذاكرتك قبل أداء اختبار من قبيل الغش كما هو حال الرياضيين الذين يستخدمون العقاقير المنشطة؟




من يقرر
سيكون من المعقول أن نتصور أن بوسع كل إنسان أن يقرر ذلك على مستواه الفردي، كما هو شأن أية تقنية جديدة. على أن الضغوط الاجتماعية ستكون هائلة، على سبيل المثال إذا كان بوسعك أن تساعد ابنك على أن يكون مستواه الدراسي أفضل باستخدام عقار؛ فهل تفعل ذلك؟ وإذا اخترت ألا تفعل وكانت النتيجة أن أصبح ابنك أقل من غيره بأن كان الوحيد في الفصل الذي عليه اجتياز ملحق.

يرى بعض المؤيدين مثل "آرثر كالبين" أن علينا استخدام المعارف الجديدة للتحرك نحو القدرة الأمثل لعقولنا؛ لأن من طبيعة الإنسان تحسين نفسه. يرى ـ أيضا ـ أنه ليس بوسعنا وقف مسيرة التقدم، وأن أفضل ما يمكننا عمله هو المحاولة، وتوقع المشاكل حتى نكون أكثر قدرة على مواجهتها لدى وقوعها.

يعارض "كالبين" المقولة التي ترى أن ذلك النوع من التعديل غير طبيعي، وأنه يضعنا على طريق ما بعد الإنسان الطبيعي، ويزعم "أن تلك الحجة حول ما يمكن وما لا يمكن أن نفعله بأنفسنا يطلقها أناس يرتدون النظارات، ويستخدمون الأنسولين، وقد تكون لديهم أرداف صناعية، وصمامات في قلوبهم".

غير أن "كابلين" ـ في استخدامه لتلك الأمثلة ـ ما يزال بعيدًا عن فهم وجهة النظر التي أبداها الأستاذ "بليكمور"؛ من حيث وجود علاقة فريدة بين المخ ومفهوم النفس.

الواقع أنه ما من شيء من الأشياء التي أوردها "كالبين" كأمثلة يمكن أن يغير تلك العلاقة على النحو الذي يمكن لعقار أن يفعله، كأن يجعلك أقل خجلا أو أكثر أمانة أو أكثر ذكاء".

خلايا جذع المخ
الواقع أن الأمر لا يقتصر على العقاقير التي تحسن العقل. عندما أبدى الرئيس "بوش" ـ في الأسبوع الماضي ـ معارضته أخلاقيًّا للسماح بتقديم تمويل حكومي للبحوث الطبية التي تستخدم خلايا جذع مخ الجنين، تذكرت النقاش الذي سبق أن دار حول استخدام أنسجة الأجنة؛ بينما كانت أميركا تركز انتباهها على صحة أو خطأ الإجهاض. كانت السويد تبدي اعتراضها لأسباب مختلفة تمامًا.

كان السويديون في خشية من أن يؤدي زرع نسيج المخ إلى زرع للشخصية. أصر السويديون على عدم إمكانية نقل ما هو أكثر من عدد قليل من خلايا المخ، مع ضرورة تجزئة نسيج المخ ـ أي تحويله إلى خلايا ـ قبل زرعه، بينما قد يبدو ذلك الزرع للشخصية، كجزء من فيلم سيئ من أفلام الرعب، ومدعاة للسخرية من حيث الاهتمام الحكومي ـ إذا ما وضعنا في الاعتبار أن القدرات الرائدة في طب الأعصاب قاصرة تماما عن نقل أجزاء من المخ؛ فإنه أمر يمكن أن نحمله في الذاكرة ـ وأستميحكم عذرا في تلك التورية ـ إلى يوم يمكن فيه زرع لوزة في حلق إنسان.

إذا ما عدنا ليومنا الحاضر، وإلى الموضوع الساخن الحالي حول الخلايا الجذعية؛ فإن استعمالاتها عديدة؛ بحيث تشكل واحدًا من أفضل الآمال لإعادة نمو وإصلاح أنسجة المخ في أمراض مثل الشلل الرعاش. بالتالي فإنه على الرغم من إمكانية وقوع الخلايا في نطاق الأخلاقيات بمعناها الواسع؛ فإنها تشكل حالة دراسية توضح ما يجب أن يكون عليه رد فعلنا تجاهها، وكيفية تنظيم التقنيات الجديدة.




قوانين مختلفة
تسن كل دولة قوانينها الخاصة. تفرض النرويج حظرًا كاملا على بحوث الخلايا الجذعية. تسمح أميركا بالبحوث ما كانت ممولة من القطاع الخاص. لا يدري عدد من الباحثين الألمان الحاملين لدرجة الدكتوراه، والذين يجرون أبحاثهم ـ حاليًّا ـ على الخلايا الجذعية في لندن ما إذا كانوا سيواجهون تقديمهم للقضاء إذا، وعندما يعودون لألمانيا.

على أن بوسعنا أن نتبين ـ في خضم تلك الفوضى ـ نمطًا متماثلا في الدول الغربية. تحاول الحكومات فرض سيطرة حريصة، في حين يحث الناس على المضي في البحث، بمجرد أن تتضح لهم المزايا المحتملة؛ حتى إن مواطني كاليفورنيا صوتوا لصالح إنفاق ضرائبهم على بحوث الخلايا الجذعية.

بالتالي فإن أخلاقيات المخ يسوقها المجتمع، وما نعتقد أنها أمور طيبة يقابلها ما نشعر به من عدم ارتياح. يتم تغيير الرأي العام ـ حسب "الأكليشيه" المعاد ـ من خلال التعليم والفهم العام للعلم؛ غير أن ذلك "الأكليشيه" المعاد شأنه في ذلك شأن كثير غيره يبدو صحيحا.

قد نكون متلهفين على مزايا علوم المخ، من علاج للأمراض إلى جانب احتمالات الخيال العلمي الأخرى، مثل تعلم اللغات في ثانية من خلال زرع رقائق صغيرة. على أن علينا موازنة ذلك بعدم الارتياح الغامض؛ الذي نشعر به في كل مرة يتم فيها طرح تقدم جديد تحت الأضواء، وهو الشعور الذي لا يمكن التعامل معه إلا وقتها. يعتبر إحداث تغيير طفيف في ميزان الرأي العام عملية بطيئة، ومن حسن الحظ أن علوم المخ كذلك

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024