الشرق الأوسط - توقع إيريك شميـدت الرئيس التنفيذي لـ«غوغل» حدوث قفزة هائلة في استخدام الانترنت بالعالم العربي خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكدا أنه يرجح ارتفاع مستخدمي الإنترنت في العـالم العربي خلال الثلاث سنوات المقبلة بنسبة 100 في المائة، مشيرا إلى أنه لا يوجد اليوم سوى 26 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي، «في حين يبلغ التعداد السكاني أكثر من 290 مليون نسمة، وهذا العدد مرشح للنمو إلى 50 مليوناً عــام 2009، مما يجعل من العالم العربي سوقاً مهمة لمنتجات التكنولوجيـا».
وقال شميدت، الذي يقود أكبر شبكة بحث على الإنترنت في العالم:

«إن على العالم العربي التحول إلى عصر التكنولوجيا لإيجاد حلول عملية لمواجهة التحديات التي تقف عائقاً أمام تطوره اليوم، حيث تبرز عدة قضايا أهمها الصحة والتعليم والتدريب وخلق المزيد من فرص العمل».

وأشار الرئيس التنفيذي لـ«غوغل» إلى أن صناعة التكنولوجيا والاتصالات تمثل «محركاً» أساسياً يعمل على مساعدة العالم العربي للاندماج بشكل أفضل مع الاقتصاد العالمي، فضلاً على تعزيز عمليات التنمية في المنطقة. وأضاف: «على الرغم من التحدي الكامن في صعوبة تضمين المنتج بمحتوى متكامل باللغة الأصلية، إلا أننا نتوقع أن ذلك سيتغير في المستقبل القريب، لتحقيق انتشار أوسع لشبكة الانترنت بين السكان الذين لا يتحدثون اللغة الإنجليزية، وجعل الإنترنت أداة مفيدة وطيعة يمكنها أن تسهم بفعالية في تعزيز عمليات التنمية في المنطقة».

وأوضح «يمكن أن يجد البائعون في المغرب مشترين في الإمارات والعكس بالعكس». يمكن للإنترنت أن توفر «فرصاً متساوية أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفتح أسواق جديدة ومنح أدوات مبيعات فعالية لم تكن متوفرة في السابق إلا للشركات الكبرى». وأشار: «لا شك أن إزالة العوائق أمام الدخول إلى الأسواق الكبيرة سيساهم في تعزيز عمليات الابتكار، فالعالم مليء بالفرص، ولعلَّ لمجموعة من خريجي الجامعات في المنطقة أفكاراً وخططاً متفردة بالفعل، وكل ما عليهم فعله لاطلاع العالم أجمع عليها، هو طرح أفكارهم وخططهم عبر الانترنت من خلال المدونات أو المواقع الإلكترونية».

وقال «يشهد العالم أجمع متغيرات سريعة، حيث أحدثت شبكة الانترنت والاتصالات ثورة حقيقية في مختلف نواحي حياتنا المعاصرة. إن العالم العربي بشكل خاص مؤهل للاستثمار في العديد من الفرص الجديدة والواعدة، إلا انه وفي نفس الوقت يواجه تحديات كبرى بحاجة إلى وضع حلول مناسبة لها».

وأوضح: «تتمتع هذه المنطقة بثروات ومزايا كبيرة من ضمنها الشباب الذي يمثلون الفئة الكبرى من السكان، والاقتصادات التي تنمو بسرعة، إلى جانب الموقع الاستراتيجي، ومع ذلك لا تزال بعض الدول العربية تعاني الفقر ونسب الأمية المرتفعة والافتقاد لروح المغامرة في دخول قطاع الأعمال الخاصة». وأكد الرئيس التنفيذي لـ«غوغل» أن المنطقة العربية بحاجة ملحة للعمل إلى مواجهة هذه التحديات، حيث يجب تعزيز الاستثمار في الكوادر البشرية، ولعل أهم الأولـويات التي يجب التركيـز عليها تتمثل في الصحة والتعليم والتـدريب وخـلق المزيـد من فرص العمـل.

وأشار شميدت إلى أن شركته تخطط للتوسع في عدد من دول العالم العربي، حيث أسست الشركة أخيراً مقراً إقليمياً في القاهرة. كما أكد اهتمامها بإطلاق العديد من المنتجات لتلبية احتياجات المتحدثين باللغة العربية، والتوسع في دول أخرى من المنطقة.