المؤتمرنت - أكد الدكتور سيف العسلي وزير المالية أن المانحين "لا يمكن أن يقبلوا بقطاع خاص لا يدفع الضرائب وليس لديه حسابات منتظمة وليس لديه شفافية ولا يفهم التكنولوجيا ولا يطبق المعايير".
وأشار د. سيف العسلي إلى أن المشاريع العملاقة التي ستمول من قبل المانحين سينفذها القطاع الخاص "ولكن عليه أن يقوم بعدد من الإجراءات والمتطلبات حتى يكون مقبولاً من المانحين وعليه -القطاع الخاص- أن يتبع مبدأ الشفافية والمساءلة والمقاييس والمعايير والجودة بحيث يكون مؤهلاً".
وقال العسلي "ما لم فسيتم تنفيذ هذه المشاريع عبر التعاقد مع شركات أجنبية ونحن لا نحبذ ذلك لأن استفادة اليمن ستكون أقل وحبي للقطاع الخاص أني أحرضه على أن يستعد لهذه العملية الكبرى ويدخل مرحلة جديدة فيها مصلحة له ولوطنه".
وأوضح العسلي في مقابلته مع "الجزيرة مباشر" إلى أن اليمن لن تستفيد من أموال المانحين في ظل عدم تفاعل جميع القطاعات "وخصوصاً القطاع الخاص الذي يحاول أن يتهرب من دفع الضرائب وألا يطبق الشفافية ويطبق مبدأ الإدارة".
وقال العسلي "على القطاع الخاص أن يهيئ نفسه لهذا الأمر وذلك من خلال اتباع أساليب الإدارة الحديثة حتى يستفيد بشكل أكبر من الأموال التي ستأتي من المانحين".
وبين أن الحكومة تتصرف وفقاً لمسئوليتها للحفاظ على كل فئات المجتمع، وقال "هنا ينبغي أن أنوه أن هناك فرقاً بين النكوص أو العوائد التي كانت تذهب للحكام مقابل ألا يعملوا شيئاً، الحكومة أصبحت مطالبة بتقديم خدمات الطرق والصحة والتعليم والأمن ولا تستطيع أن تموله إلا عن طريق الضرائب".

وأضاف "الضرائب حتى من الناحية الشرعية واجبة لأن المصلحة المترتبة عليها أ:بر من أي مفسدة أخرى، وهناك من يحاول أن يتمسك بالدين ويقول أن الضرائب لا أصل لها لأنه زمان الحكومة لم تكن تقدم شيء أما اليوم فإن الحكومة مثلها مثل المنتج تقدم خدمات عامة".
وذكر العسلي أن النظام الضريبي في اليمن كان مشوهاً "أولاً من ناحية النسبة الرسمية للضرائب كبيرة جداً مما يجعل المستثمرين في الخارج يخافون من الاستثمار في اليمن لكن في الواقع لا تُدفع إلى نسبة بسيطة منها لا تتجاوز 6%، وقد اعتمدنا على الضريبة لإعادة وهيكلة النظام الضريبي بشكل عام".
وجدد تأكيده على أن نظام ضريبة المبيعات "هو الأسهل والأعدل والأبسط والأكثر فائدة لجميع فئات المجتمع وبدأنا به حتى نحل المشاكل الضريبية، ونسبة الضريبة هي 5% أقل نسبة في العام وسيتم تطبيقها بشفافية كبيرة".
وقال العسلي "أدعوا آبائي وإخواني من القطاع التجاري إلى أن يصدقوني بأن ضريبة المبيعات هي الطريقة الوحيدة للاستجابة لمطالبهم ومنع ابتزاز موظفي الضرائب لهم ومنع العبء الضريبي المتواكب عليهم، وكل ما عليهم أن يحصلوا هذه الضرائب من المستهلكين للدولة، لأن عدم ذلك فإن الدولة ستمول الاقتصاد عن طريق طباعة النقود وما سيترتب عليه من تضخم والمتضررون منه هم القطاع التجاري".
وحذر العسلي التجار بقوله "عدم الرعاية بالفقراء سيجعل الناس يتهافتون على المتاجر ويسرقون ممتلكاتهم".
وفي السياق عرج العسلي في حديثه إلى المعارضة التي أشار إلى أنه لا يريد إدانة المعارضة "لغرض الإدانة، ولكن توقعات الناس التي تعتمد على بيانات مغلوطة من المعارضة عامل حاسم في تخفيض معدل البطالة".
وقال العسلي "ما تقوله المعارضة عامل أساسي ومؤثر وكبير لأنه يؤثر سلباً على سلوك الناس وعلى توقعاتهم ويجعلهم يحلمون بالجنة الموعودة التي تأتي بدلاً من أن يواجهوا الواقع بكل تعقيداته ومصاعبه وأن يعملوا على كسر هذه المصاعب ويعملوا على زيادة ثروتهم".
ودعا العسلي المعارضة "لأن يتعاونوا معنا في الحكومة لإيصال الحقائق إلى الناس حتى ولو كانت مرة، رغم أن شعار المعارضة في الانتخابات كانت الأحلام الوردية التي لا تطبق".
وقال "أعتقد أن البنك الدولي والمانحون اعترفوا بالتحسن الكبير الذي حققته اليمن وعلى المعارضة أن تعترف لأن الرجوع إلى الحق فضيلة، ونحن سائرون في تخفيف منابع الفساد ونحن في الطريق الصحيح".