المؤتمرنت - عيد الحب او الفالنتاين هو عيد مستورد من الغرب الذي يحتفل به العشاق كل عام، وهو استيراد يأتي مع الفورة الاستهلاكية النمطية التي يعيشها العالم العربي والاسلامي، حيث اصبح كل ما يأتي من الغرب يصبح قيمة اجتماعية او ثقافية دون النظر الى خلفياتها او اثارها السلبية.

الاحتفال بعيد الحب هل يمثل للبعض هروب من عالم مليء بالعنف او محاولة لاسترجاع رومانسية عالم متلبد بالجمود، او ترف استهلاكي يمرح فيه الاغنياء ويربح فيه التجار واحباط يعيشه الفقراء، او..

وعلى الرغم من وجود عدد من الاصول المحتملة لهذا اليوم تتعلق بقصص العشاق فان الارجح أنه يعود الى كاهن مسيحي قتل في العصور الرومانية. وبحسب الاسطورة وقع الكاهن خطابا الى ابنة سجانه التي كان متيما بها بعبارة "من عاشقك".

اطلالة على احتفال العالم بهذا العيد في مختلف مناطق العالم من اجل فهم افضل لعالم يعيش الفوضى والعنف.

عيد الحب في العراق بحث عن التسامح

عيد الحب .. يوم في السنة ينتظره بشغف بائع الزهور العراقي أبو عبد الله.. لكن لا مكان للحب هذا العام بلا ريب في أجواء العراق.

ويشكو أبو عبد الله من ان الأزواج في بغداد التي تمزقها الحرب ليسوا في حالة مزاجية تسمح لهم بالحب وسط هدير قذائف المورتر وأصوات القنابل والأعيرة النارية.

وقال يوم الاربعاء أمام محله الصغير في حي الكرادة ببغداد "عدد الزبائن هذا العام أقل كثيرا من العام الماضي. لا يوجد طلب بسبب الوضع الأمني."

وأضاف قائلا "المال ليس مهما بالنسبة للعملاء لكن ما يثقل كاهلهم هو نقص الأمن" موضحا انه قبل عام فقط وضع بتلات زهور على الرصيف أمام متجره لجذب الزبائن. وهذا العام لم يزعج نفسه بذلك.

لكن رغم القصف اليومي والعنف الطائفي لم يتخل البعض عن الاحتفال بعيد الحب.

وقال علي جميل وهو رجل في الاربعينات من العمر ان الاحتفال بهذه المناسبة مع زوجته يعطيه أملا وقت الشدة.

وأضاف جميل وهو يبتسم بينما يمسك وردة حمراء طازجة مغلفة باتقان في يده قائلا "منذ 25 عاما مضت اشتري كل عام وردة حمراء واحدة على الاقل لزوجتي.

"الجميع يبحثون عن شعاع ضئيل من الامل بتفاؤل وتسامح في هذا الوضع العسير. انه يعطيني بصيص أمل في أن الايام القادمة ستكون أفضل من الايام السابقة."

وإحتفل مئات الشباب والشابات بعيد الحب اليوم الأربعاء في متنزه تقاطع شيخ جولي وسط أربيل حيث تبادلوا الورود الحمراء والتهاني بهذه المناسبة، وفي بغداد لم تمنع الظروف الامنية الصعبة العشاق من الاحتفال بعيد الحب بطريقتهم الخاصة.

الشابة زهراء التي شاركت في هذه الاحتفالية فقد قالت" في هذا اليوم أهدي تحياتي الى كل عشاق العالم وخاصة المخلصين في حبهم وعشقهم."

بينما قالت صديقتها التي ارتدت الملابس الحمراء" أبارك لجميع العشاق وأتمنى أن تحقق طموحاتهم في الوصول الى أمانيهم."

كما جرت احتفالية أخرى في فندق جوار جرا بأربيل وفق مراسيم خاصة بمنطقة هورامان الكردية التي تقع على الحدود العراقية الايرانية ، حيث تبادل فيها العشاق التفاح الأحمر المغطى ببذور الورود ذات الرائحة العطرة كما قدم الفنان سعيد سيوان مجموعة أغاني بهذه المناسبة.

وفي بغداد لم تمنع الأوضاع الأمنية المتردية والإعلان عن بدء تطبيق الخطة الأمنية الجديدة من الاحتفال بعيد الحب.

وأرتدى بعض الشباب القمصان الحمراء في حين تزينت الفتيات بادوات الزينة الحمراء.

إلا أن الوسيلة الأكثر تعبيرا هذا اليوم كانت بارسال رسائل الحب عن طريق الموبايل.

تقول السيدة أم عذراء" الوضع لم يمنعنا من الاحتفال بعيد الحب لكنه اقتصر على شراء بطاقات تهنئة أو ورود صناعية مغلفة بقلوب بيضاء."

وقال الشاب فنار "بدلا من ان نصحو على منظر الورود الحمراء وكل ما يرافق العيد صحونا على أنتشار قوات الامن العراقية لتطبيقها خطة فرض القانون والتي اعلن المسؤولون عن بدئها في يوم الحب."

ويتابع "لااعرف هل هذا دليل رغبتهم في نشر الحب ليحل محل الموت والدمار؟."

ويبدو أبو صلاح (50 عاما) غير متفق مع الشباب ويقول أن"الحب لايحتاج إلى يوم وهذه مظاهر مستوردة من الغرب ونحن مجتمع محافظ."

من جهة أخرى لاقت محلات بيع الهدايا والمكتبات إقبالا لا بأس به من قبل بعض المواطنين والذين ارادو أن يفرجو عن همومهم عن طريق الاهتمام بهذه المناسبة.

وقال محمد "اشتريت لخطيبتي وردة حمراء مع علبة زينة.. لن أستطيع إن ادعوها للخروج والذهاب إلى إحدى المطاعم كما كنا نفعل في السابق بسبب الوضع الامني."

فلسطينيون يجدون وقتا للحب وسط الصعوبات

سيطرت أجواء الحب على بعض الفلسطينيين في غزة ـ على الاقل على شبكة الانترنت ـ خلال عيد الحب هذا العام بعد أسابيع من القتال بين حركتي فتح وحماس.

واثار هذا اليوم دهشة بعض رجال الدين لكن كثيرا من الشبان زاروا مقاهي الانترنت ليبثوا مشاعرهم عبر الانترنت لصديقاتهم اللاتي يعيش كثير منهن خارج قطاع غزة المعروف بطابعه المتدين المحافظ.

وقال طالب جامعي فلسطيني طلب الاشارة اليه باسم هادي فقط "لابد أن نروح عن أنفسنا قليلا. لابد أن نكسر الحواجز بالاحتفال بعيد الحب."

وأرسل رسالة بالبريد الالكتروني تتضمن صورة لقلب الى صديقته في المغرب.

أما شريف أبو مسلم فقد أرسلت اليه صديقته في فرنسا قصيدة غرامية مكتوبة داخل اطار على شكل قلب.

وقال أبو مسلم لرويترز "وضعت تصميما وأريد الاحتفال بعيد الحب على الرغم من أي شيء" وذلك في اشارة الى العنف الداخلي الذي حصد أرواح نحو 90 فلسطينيا منذ ديسمبر كانون الاول الماضي.

وأطلق أهالي غزة الالعاب النارية في الهواء احتفالا باتفاق حكومة وحدة وطنية أبرم بوساطة سعودية الاسبوع الماضي بين حركتي فتح وحماس المتنافستين وبعودة الهدوء النسبي الى القطاع الذي يعيش فيه 1.5 مليون فلسطيني.

وفي شوارع غزة زينت بعض متاجر الملابس والهدايا أرففها بالاحمر وهو اللون الذي يرتبط عادة بعيد الحب.

وقال محمد عبود البالغ من العمر 27 عاما ان اهتمام أهالي غزة بعيد الحب هذا العام أقوى من المعتاد.

وأضاف عبود وقد اشترى لتوه عطرا لخطيبته "اننا بحاجة الى مهرب .. الى بعض الراحة مثل أغلب الامم الاخرى في العالم."

غير أن ظاهرة الافتتان باحتفالات عيد الحب لم تشمل الجميع.

فقد حث أحد رجال الدين الفلسطينيين من خلال حديث لمحطة اذاعة محلية على أن يربأوا بأنفسهم عن عيد الحب واصفا اياه بأنه اهانة للقيم الاسلامية وتحريض على الوقوع في الرذيلة.

حملة تايلاندية لمكافحة التقبيل في عيد الحب

نصيحة إلى كل العشاق صغار السن في تايلاند: تجنبوا التقبيل في العلن خلال "عيد الحب" فالحكومة تضع خطة للتعامل بحزم مع التصرفات غير اللائقة. وقالت شرطة العاصمة التايلاندية إنها تخطط لشن حملة لمراقبة التصرفات "غير اللائقة" بين صغار السن من الجنسين، تتضمن تسيير دوريات بعد انتهاء ساعات الدراسة في المناطق "المشبوهة" كالحدائق العامة والمطاعم ومحال التسوق، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وستمتد حملات "تقويم الأخلاق" ساعات المساء وتستهدف النوادي الليلية والبارات والفنادق المسماة "موتيلات الحب" التي تؤجر غرفاً صغيرة لفترات قصيرة.

وقال فوروات أمورنفيوات، من شرطة العاصمة "إذا وجدنا مراهقين دون سن الثامنة عشرة يتصرفون بصورة غير لائقة مثل التقبيل.. سنقدم لهم إنذاراً ونقوم بتبليغ أولياء الأمور. وبالتأكيد سيكون شرب الكحول من أبشع تلك التصرفات."

وستطالب البارات والنوادي الليلية المشاركة في الحملة، بحسب أمورنفيوات "هذه الأماكن ليست لصغار السن، عيد الحب تحديداً يحتاج منا الحذر واليقظة لأن تلك الفئة من الشباب تكون أكثر عرضة لإغراءات ممارسة الجنس."

وتأتي حملة "كبح جماح" الشباب خلال عيد الحب في إطار حملة واسعة تسعى بها الحكومة لإحداث تواز للتماشي مع المبادئ البوذية التي تحث على الاعتدال.

وأصدرت وزارة الثقافة في وقت سابق من الأسبوع "وصايا الحب العشرة" لحث المراهقين على الإمتناع عن ممارسة الحب خلال "عيد الحب."

زفاف جماعي في عاصمة تايلاند في عيد الحب واخر تحت الماء

أقامت تايلاند يوم الاربعاء في حي اسمه (حي الحب) زفافا جماعيا لاكثر من 1000 عريس وعروس بمناسبة عيد الحب كما سيعقد قران اخرون في زفاف مبتكر يجري تحت الماء قبالة جزيرة كرادان الجنوبية.

وقال جوزيف ووردسورث (49 عاما) وهو من سكان لندن بعد أن تزوج من عروسه التايلاندية (29 عاما) في حي الحب "انها حقا تجربة فريدة.. شيء لم أتخيل قط أن أعايشه في أي مكان."

وكان الاثنان من بين 26 عريسا وعروسا من بينهم خمسة اجانب ارتدوا الملابس التايلاندية التقليدية وتزوجوا في زفاف جماعي بوذي. وجرت مراسم الزفاف بينما وقف مئات اخرون ينتظرون دورهم.

وفاز الأزواج العشرون الأول الذين حرصوا على الوصول الى حي الحب في منتصف الليل بوثائق زواج مذهبة وتأمين على الحياة قيمته مليون بات (30400 دولار) وشهر عسل مجاني في تايلاند.

وقالت رئيسة الحي بيمولرات وونجراك لرويترز "سنشهد اليوم زواج 1000 . العام الماضي كان لدينا 936 سجلوا في ذلك اليوم."

"الناس بمن فيهم الاجانب يعرفون حينا جيدا بسبب اسمه."

وتحتفل تايلاند سنويا بعيد الحب لكن الشرطة تحاول كبح جماح الشبان في العاصمة بانكوك المعروفة على مستوى العالم بأنها مدينة للدعارة وفرضت حظر تجول الساعة العاشرة مساء على من تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وجاءت هذه الحملة بعد ان أظهر استطلاع جامعي افتراضي شمل 1578 شابا وفتاة ونشرت نتائجه الاسبوع الماضي أن ثلث الفتيات قلن انهن سيمارسن الجنس في عيد الحب اذا طلب منهن ذلك.

وأظهر استطلاع اخر شمل 1222 أن 11 في المئة يعتزمون ممارسة الجنس لاول مرة في هذا اليوم.

واستخف الشبان بحظر التجول المرتقب. وقال بان كوسولاوات (16 عاما) "ما من شيء يمكن ان يمنع الشبان عن فعل ما يريدون. يمكنهم ان يفعلوا ذلك نهارا أو في أي يوم اخر اذا ارادوا ذلك."

حمام بالشوكولاتة للراغبين في النشوة في عيد الحب

عرض منتجع صحي ياباني الحل السحري للساعين الى النشوة في عيد الحب.. حمام بالشوكولاتة.

ويقترح منتجع يونيسون الصحي في هاكوني شمالي العاصمة اليابانية طوكيو على من لا يستطيع أكل الشوكولاتة لاسباب متعلقة بالرشاقة ان يغطس في حوض من الماء المخلوط بالكاكاو مرتين في اليوم يقوم خلالها المدلكون بتدليك جسمه بالمزيد من كريم الشوكولاتة.

وقالت مايومي أوكوسا التي قطعت هي وصديقها ساعتين بالسيارة للوصول الى المنتجع الياباني الذي يوفر للعشاق حمامات من المياه الدافئة ومسحوق الشوكولاتة ومساحيق أخرى معطرة "هذا الحمام هو هديتي له (صديقها) في عيد الحب هذا العام."

ورد صديقها يويتشي أوماتا الذي لم ينسه الحمام لمسة من الواقعية "الحياة يا عزيزتي ليست بحلاوة هذا الحمام."

وبينما كان الاحباء يتبادلون اللفتات الرومانسية في الحوض المليء بالماء والكاكاو والعطور كان باقي أفراد الاسرة وعلى رأسهم الجدات والاطفال ينشرون المزيد من قطع الشوكولاتة على وجوه وأجساد المستحمين.

وحرص المنتجع على ان يرتدي الجميع ملابس البحر.

وفي اليابان وفي بلاد كثيرة أخرى يربط كثيرون بين الشوكولاتة والحب ولا يتصور عدد كبير من العشاق ان يمر عيد الحب دون شوكولاتة.

ويعتقد الازتكيون الذين حكموا المكسيك قبل ان يدخلها الاسبان عام 1519 ان الشوكولاتة تنشط الاحاسيس الجنسية لدى الرجال وتجعل النساء أقل تحفظا. وحين وصلت الشوكولاتة الى اوروبا أصبحت الهدية المفضلة لدى العشاق.

وأظهرت الابحاث المعاصرة ان الشوكولاتة تساعد على اطلاق هرمون "الراحة" في الجسم الذي يحدث تأثيرا مشابها للمشاعر التي يحسها من هو غارق في الحب. النبأ