الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 10:22 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
السلامي :أخرجتُ 20 فيلما تناقش بعضها قضايا حساسة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


السلامي :أخرجتُ 20 فيلما تناقش بعضها قضايا حساسة

الثلاثاء, 20-فبراير-2007
خالد الحمادي - خديجة السلامي، من النساء العصاميات اليمنيات القلائل، اللواتي حققن نجاحات كبيرة في فترة وجيزة وبقدرات ذاتية في مختلف المجالات.. فهي مخرجة أفلام ومصورة تلفزيونية، وهي كاتبة وناقدة، وهي قبل هذا كله دبلوماسية يمنية مرموقة في باريس، وتجمع بين كل هذه المهام في وقت واحد بامتياز.
عاشت طفولة بائسة فتطلعت إلي مستقبل أفضل، عشقت الحرية فتمردت علي ظلم المجتمع، رغبت في تحقيق ذاتها فحققت الكثير والكثير من النجاحات.
حصلت مؤخرا علي جائزة المهر الفضية لمهرجان دبي السينمائي الدولي عن فيلمها (أمينة)، والذي يأتي في المرتبة العشرين لأفلامها التي أخرجتها وأنتجتها وصوّرتها بنفسها وحققت فيها نجاحات غير مسبوقة، كما حقق كتابها (دموع سبأ) نجاحا كبيرا في أوروبا.
لمناسبة حصولها علي جائزة دبي وعن جديدها القادم وعن مشوار حياتها التقت (القدس العربي) في صنعاء خديجة السلامي لاستكشاف بداياتها وعما حققته في كل الأصعدة.
هنا نص اللقاء:
في البداية، علي ضوء حصولك علي جائزة المهر الفضية في مهرجان دبي السينمائي الدولي، ماذا تعني لك هذه الجائزة؟
في الحقيقة كان الاختيار للفائزين في هذا المهرجان صعبا لأنه وصلتهم المئات من الأفلام، اللجنة الأولي اختارت من هذه الأفلام 88 فيلما، واللجنة الأخري اختارت أفضل 10 أفلام، وهي لجان دولية، وأنا كنت سعيدة لأن فيلمي كان ضمن هذه العشرة الأفلام، علي الرغم من أن جميع الأفلام جميلة وكل واحد منهم أفضل من الآخر، وفي الحقيقة ما كنت أتوقع الفوز بالجائزة، وتفاجأت عندما أعلن عن حصولي علي الجائزة الثانية، وكانت بالنسبة لي بمثابة تشجيع ودفع لمواصلة المسير في عملية الإخراج.. وأكثر شيء كان يهمني للتقييم هو الفترة الحرجة أثناء عرض الفيلم، لأنه كان يعرض في نفس الوقت 12 فيلما عالمية، عربية وأمريكية وغيرها، وكنت أخشي حينها ألا يحظي فيلمي بالحضور الجيد، لأنه فيلم وثائقي وفيلم إنساني، وربما لا يحظي بعنصر التشويق للحضور، إلا أنه في اليوم الذي عرض فيه فيلمي كان طابور الحضور طويل جدا، بيعت فيه جميع التذاكر ولا زال الانتظار كبير، وكان هناك من جلس علي الأرض ومنهم من قعد علي الدرج، علي الرغم من أن هذا ممنوع، إلا أن الناس أصروا علي مشاهدة فيلمي. وتكرر هذا المشهد في كل أيام عرض الفيلم، ولذا كنت سعيدة أولا لحضور الناس لمشاهدة فيلمي وثانيا لتفاعلهم مع الفيلم وثالثا للمناقشة التي تمت بعد عرض الفيلم.
هل تشعرين أن هذا الفيلم نال هذه الجائزة لأنه أفضل ما أنتجته خديجة السلامي، أم لأن موضوعه كان إنسانيا وحساسا في هذا الجانب، ولذا أحدث صدي وقبولا عند الجمهور؟
أعتقد أن فيلمي هذا اجتمع فيه الجانبان، ومن الضروري في الفيلم أن تجتمع فيه جميع الميزات، أولا القصة وثانيا الإخراج، من حيث طريقة التصوير ومن حيث طريقة طرح الموضوع، ومع كل ذلك أنا متعلقة بكل أفلامي، وجميعهم أعتبرهم مثل أولادي، ولا أستطيع القول أن أحدهم أفضل من الآخر، لأن كل فيلم منهم له خصوصيته ومميزاته وقصته المؤثرة، التي دفعتني لإخراج فيلم يرويها، ويعتمد الوضع بعد ذلك علي المشاهِد التي تحتويه الفيلم.
أخرجتم الكثير من الأفلام الوثائقية عن اليمن، ما هو ترتيب هذا الفيلم من حيث العدد والمستوي؟
يعد هذا الفيلم هو الفيلم العشرون من حيث العدد لأفلامي التي أنتجتها وأخرجتها خلال السنوات الماضية، لأن هناك في بداية عملي الإخراجي كنت أركز علي الجانب التاريخي والسياحي للتعريف بالمناطق اليمنية واكتشافها، لأنه في اليمن كان صعبا علي المرأة أن تسافر لوحدها لاكتشاف بلدها، فكانت عملية الإخراج بالنسبة لي بمثابة التعرف علي بلدي وفي نفس الوقت تعريف الآخرين بها من خلال أفلامي، اليمنيين وغيرهم، وكنت مركزة علي هذا الجانب، وفي كل مرة كنت أحاول أن أخرج فيلماً عن منطقة معينة وعن موضوع معين، وكنت أري نفسي مشدودة إلي المواضيع الاجتماعية أكثر من غيرها، وإلي حياة الناس وإلي حياة المرأة علي وجه اخص، ولكل هذه المواضيع التي تشدني أكثر.
هل يعني هذا أنكم اتجهتم أو تحولتم من الاهتمام بالسياحة إلي الاهتمام بالقضايا اليمنية وقضايا المرأة تحديدا؟
هذا التحول تلقائي، لأن إحساسي وشعوري هو الذي شدني نحو ذلك، فتأثري بمواضيع معينة هو الذي يشدني إلي هذه المواضيع وإلي تلك القضايا، لأنه من الصعب علي المرأة في مجتمعنا أن تعبر عن نفسها بشفافية وانفتاح، فوجدت انه من خلال إنتاج فيلم معين يمكن أن أوصل رسالة ما وممكن أن أسمع لامرأة لا يسمعها الآخرون، وفي نفس الوقت يمكن من خلال الفيلم عرض مشاكل اجتماعية معينة، وبالتالي البدء بالتفكير بوضع حلول لهذه المشاكل، ولذا أعتقد أنه حان الوقت للانفتاح وعرض مشاكلنا بشفافية، من أجل خلق حلول لها، وتحسين الوضع الاجتماعي وبالذات فيما يتعلق بوضع المرأة.
لوحظ أن فيلمك الأخير (أمينة)، الذي حصل علي جائزة مهرجان دبي السينمائي، مُنع من العرض في العاصمة صنعاء، ما أسباب وأبعاد ذلك؟
في الحقيقة كانت فكرتي في عرض مثل هذا الفيلم في اليمن من أجل مناقشة المواضيع الاجتماعية المتضمنة في الفيلم، سواء مشاكل الزواج المبكر، الإجبار علي الزواج، وحرمان الفتاة من التعليم، لأن حرمان المرأة من التعليم وإجبارها علي الزواج كلها تؤدي إلي نتائج سلبية، ويكون مصيرها في النهاية السجن، كما في حالة أمينة، فأحببت عرض هذا الفيلم علي شرائح عديدة في المجتمع، سواء من الناس العاديين أو الطلبة والطالبات، من أجل مناقشة هذه المشاكل، وعندما قدمت هذا الفيلم لوزارة الثقافة لعرضه في صنعاء، منعت لجنة الرقابة في الوزارة عرضه، بذريعة أن هذا الفيلم يسيء لليمن، لكن هذا لم يمنعنا من عرضه في أماكن أخري، فقد تم عرضه في مدينة عدن ومدينة تعز ومدينة جبلة، وكان التجاوب والتفاعل من قبل الناس تجاوبا إيجابيا أكبر مما كنا نتوقعه.. ولذا أعتقد أن المجتمع اليمني جاهز لتقبّل مثل هذه القضايا ومستعد لمناقشتها بكل شفافية وبكل وضوح، سواء الرجل أو المرأة، حيث رأينا الكثير من النساء يناقشن مشاكلهن الاجتماعية بكل صراحة أمام إخوانهن الرجال وبدون أي تحرّج.. فالمجتمع جاهز للانفتاح علي مناقشة القضايا الحساسة ولكن المشكلة تكمن عند بعض السياسيين، المنغلقين الذين يسيطر عليهم شعور بأن المجتمع ما زال منغلقا وغير مستعد لتقبل مواضيع اجتماعية حساسة، علي الرغم من أن هؤلاء يتحدثون باسم هذا المجتمع وباسم المرأة.
تعددت اهتمامات خديجة السلامي، فنجدها دبلوماسية، إعلامية، كاتبة، ناقدة، مصورة ومخرجة، فأين نجد محط اهتمامها، ومحل تركيزها؟
في الحقيقة أي شيء أعمله من الضروري أن يكون لي به علاقة، لأنه شيء أحبّه، ومن الصعب أن أعمل شيئا لا أحبه.. ففيما يتعلق بعملي الدبلوماسي، أقوم إلي جانب عملي في المركز الإعلامي اليمني في باريس بتنظيم العديد من المعارض والندوات عن اليمن، لأن اليمن في أوروبا غير معروفة بالشكل الذي نحب أن يكون، ولذا وجدت أنه من خلال أفلامي يمكن الوصول إلي الجمهور الغربي، حيث يمكن الوصول إليه بهذه الطريقة أفضل من الحديث عن الجانب السياسي، فعند تنظيم أي معرض، يتم عرض بعض أفلامي فيها، سواء كانت أفلاما سياحية أو اجتماعية، وهذه تشده أكثر وبالذات المناظر الخلابة والقضايا الاجتماعية لليمن، وتدفعه هذه لمعرفة المزيد، خاصة عن قضايا المرأة، التي ما زالوا يعتقدون أن المرأة العربية ما زالت مضطهدة وما زالت سلبية، وعندما يشاهدون امرأة عربية دبلوماسية ومصورة ومخرجة تتكون لديهم فكرة وصورة إيجابية عن المرأة في بلادنا.. أما فيما يتعلق بالكتابة فأحب الكتابة والنشر أيضا.
.. في هذا الصدد نشر أول كتاب لك تحت اسم (دموع سبأ)، أولا باللغة الانكليزية ثم باللغة الفرنسية، ما هو مكنوز هذا الكتاب، هل هو سيرة مجتمعية ناقدة، أم سيرة ذاتية شخصية؟
هو سيرة ذاتية، لكن هناك أيضا سيرا ذاتية لبعض الشخصيات التي تعرفت عليها، ومن خلال قصتي وسيرتي الذاتية يكتشف القارئ اليمن اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا وتاريخيا، ومن خلاله يمكن للقارئ الغربي التعرف علي اليمن من مختلف الجوانب، الإيجابية والسلبية، يعرف اليمن كما هو دون رتوش، ولا يحكم عليه بالشكل العام، حيث رسمت في كتابي (دموع سبأ) صورة متكاملة للمجتمع اليمني ووضعه وتاريخه، فيستطيع القارئ أن يفهم الوضع اليمني بعمق، وليس بشكل سطحي، ولذلك نجح هذا الكتاب نجاحا كبيرا، وقد كانت مبيعات طبعته الفرنسية خلال الشهور الخمسة الأولي حوالي 10 ألف نسخة في فرنسا فقط.
لماذا لم ينشر هذا الكتاب بالعربية حتي الآن؟
أحب أن ينشر باللغة العربية، وسيترجم قريبا إلي عدة لغات من ضمنها العربية واليابانية والألمانية وقد نشر باللغة البولندية.
خديجة السلامي الخارجة من المجتمع اليمني المحافظ أو المنغلق اجتماعيا، كيف استطاعت التحرر من كل القيود الاجتماعية وغيرها؟
أعتقد أني استطعت تحقيق ذلك بإصراري الدائم وحبي للحياة، فيلم أتقبل الظلم الاجتماعي للنساء حولي عندما كنت طفلة، علي الرغم من الضغوط الاجتماعية، فتمردت علي المجتمع، رغم صعوبة هذا النوع من التمرد، لأن كل الناس يركزون عليك وكل الناس يتحدثون عنك، لكن في الأخير يضطرون للرضوخ للأمر الواقع، طالما أن الواحد لا يعمل خطأ، فيحظي باحترامهم ويحظي بإعجابهم أيضا، صحيح أن العادات والتقاليد المجتمعية تتغلب في البداية ومن الصعوبة كسرها، لكن في الأخير تصبح مطواعة وتتقبل تجاوز حواجزها.. وأحب الإشارة هنا إلي أنه مثلما هناك عادات وتقاليد اجتماعية سلبية، هناك أيضا عادات اجتماعية إيجابية، ولذا يجب التخلص من العادات والتقاليد السلبية، وأعتقد أنه حان الوقت للتخلص منها، ويجب ألا نخاف في هذا، طالما ونحن لا نؤذي أحدا، لأن مشكلتنا كعرب، أننا دائما نفكر فيما سيقوله الآخرون عنا، ولا نفكر في أنفسنا وفي ذاتنا، ولذا يسيطر الخوف علي كل تصرفاتنا، وقد نعمل أشياء خطأ، ونكذب علي أنفسنا ونكذب علي الآخرين، لكن في ذاتنا وفي داخل أنفسنا نحب نعمل شيئا آخر، فنعيش حالة انفصام مع شخصياتنا ونبقي في حالة متوترة وغير طبيعيين مع أنفسنا.
ما هو الجديد القادم للمخرجة اليمنية خديجة السلامي؟
أحب أن أتجه نحو إخراج الأفلام الروائية، علي الرغم من أن هذه الأفلام مكلفة وتأخذ الوقت الكثير، لكن لديّ رغبة بالدخول في هذا المضمار، والتوجه نحو هذه الأفلام، لأن هذه أمنيتي، حيث أحب أن أعمل في مجال فيه إبداع وفيه مساحة من الخيال، وأنا مركزة في الوقت الحالي علي هذا النوع من الأفلام، لأنه هو الشيء الذي يجذبني وهو الشيء الذي أجد فيه نفسي أكثر.

*القدس العربي
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024