الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 11:24 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
قضية هالة سرحان: قضيـة رأي عام أم بحث عن فضيحة؟



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


قضية هالة سرحان: قضيـة رأي عام أم بحث عن فضيحة؟

الجمعة, 23-فبراير-2007
محمد منصور* - قضية سلسلة حلقات (بنات الليل) من برنامج (هالة شو) للإعلامية هالة سرحان، والتي أمرت النيابة العامة في مصر بوقف بثها علي شاشة قناة (روتانا سينما) التي تبث من المنطقة الحرة في مصر... هذه القضية التي تفجرت وتفاعلت في الإعلام المصري، ثم تحولت إلي شأن إعلامي عربي، تتسابق القنوات التلفزيونية العربية، أو الموجهة للعرب علي الخوض فيه، والبحث في ملابسات المنع ومبرراته وتبعاته.

هذه القضية تكاد تمثل نموذجا حيا، للآلية التي يعمل الإعلام العربي من خلالها اليوم.... وهي آلية تقوم علي مبدأ: البحث عن فضيحة. بغض النظر ما إذا كانت هذه الفضيحة تستحق أن يفرد لها كل هذا الحيز من الاهتمام أم لا..وبغض النظر أيضا، عما إذا كانت هذه الفضيحة يمكن أن تحدث تغييرا جوهريا في جانب من جوانب الإعلام أو المجتمع أم لا.

قيل الكثير عن سعي هالة سرحان للإثارة والفبركة، وقيل الكثير أيضا عن (محاولة اغتيال الإعلامية هالة سرحان) علي حد تعبير بعض المتعاطفين والمدافعين... وانتقلت القضية إلي ما هو أبعد من ذلك... فغدت من وجهة نظر بعض الأشقاء المصريين (إساءة لسمعة مصر) وهو شعار تكاد تتفرد في ابتكاره وصناعته فئة من المصريين الذين يتعصبون لمصر تعصبا شوفينياً ينطوي علي كثير من الاستعلاء... فهم يعتبرون مصر أم الدنيا... ولأنها (أم) فهي منبع الفضائل ومثال لحسن السير والسلوك.

وقد تابعت شخصيا البرامج التي بثتها القنوات العربية أخيرا لمناقشة قضية (الإساءة لسمعة مصر) علي خلفية ما اقترفته الدكتورة هالة سرحان في عرضها التلفزيوني الملتصق باسمها وأسلوبها... كبرنامج (تسعون دقيقة) علي قناة (المحور) المصرية، الذي استضاف بعض من شاركن في برنامج هالة سرحان بصفتهن (بنات ليل) وفجرن الاتهام بفبركة الحلقة لقاء مبلغ مالي... وبرنامج (اليوم السابع) للإعلامي محمود سعد علي قناة (إم. بي. سي) الذي استضاف المحامي نبيه الوحش الذي تقدم ببلاغ للنيابة العامة ضد هالة سرحان وبرنامجها، والذي كان قد قدم خلال تاريخه ما يقرب من ثمانين بلاغا ضد فنانين وكتاب وأعمال أدبية وفنية يتهمها بالإساءة لسمعة مصر، كما استضاف البرنامج الشاعر الغنائي جمال بخيت مدافعا عن حرية التعبير في وجه غلواء المحامي (الوحش) كذلك تابعت برنامج (ساعة حرة) علي قناة الحرة والذي تناول القضية نفسها عبر حوارات مع كل من الكاتب أسامة أنور عكاشة، وكرم جبر رئيس مجلس إدارة روز اليوسف، والكاتب نبيل عبد الفتاح.. ناهيك عن برنامج في الأوربيت ظهرت فيه هالة سرحان بصورة مؤثرة وهي تتحدث عن حب مصر... وبرامج محطات أخري متواضعة وجدت في الموضوع مادة للإثارة والثرثرة.
والواقع أنني لم أكن مهتما فيمن سيدافع عن هالة سرحان وبرنامجها، ولا فيمن يدينها ويتهجم عليها وعلي أسلوبها.... ما كان يعنيني كمشاهد حقيقة هو كيف يتعامل الإعلام العربي مع هذا النوع من القضايا، بغض النظر عن اختلاف وجهات النظر حولها، لأن هذا الاختلاف هو الأمر الطبيعي والمشروع جدا!

حاولت قناة (المحور) مثلا، أن تلعب دور المحقق التلفزيوني، وأن تعرض جميع الآراء... وسعي محمود سعد في (إم. بي. سي) أن يتعامل مع الموضوع في إطاره الأشمل (المساس بسمعة مصر) وأن يسبغ علي معالجته نوعا من الظرف والأسلوب الفكه.... دون أن يخفي تحفظه علي الاتهامات المجانية المستمرة التي تتواتر بين فترة وأخري متهمة الكتاب والفنانين بالإساءة لسمعة مصر، ومحاولة مصادرة أعمالهم الإبداعية... وحشد الكثير من الآراء الحادة كرأي الصحافي اللامع إبراهيم عيسي.... الذي سفه الاتهام من أساسه، وقال إن ما يسيء لسمعة مصر هو ضرب المواطنين (علي قفاهم) في أقسام الشرطة وليس برنامج تلفزيوني لهالة سرحان... أما في (الحرة) فقد افتقد البرنامج للإعداد الجيد، وظل حائرا بين استعراض تاريخ ظاهرة (الإساءة لسمعة مصر)، وبين استبيان وجهات النظر في البرنامج الذي أعاد طرح القضية، وملابساته المتداخلة بين القانون والسياسة وحرية الإعلام... من دون أن ينجح في تقديم معالجة عميقة لكل هذه الأفكار الجزئية، أو يتمكن من إيجاد ترابط بينها في الحوار.

في كل الأحوال لم تكن كل هذه البرامج أكثر من متابعة ساخنة لحدث رفعت درجة حرارته إعلامياً، وتحول إلي قضية حرية إعلام، وحق رأي عام تم تشويه سمعته، وأسلوب مقدمة برامج تستفز تيارات عدة في طريقة وأسلوب عملها. وشخصيا فأنا من الأشخاص الذين يستفزهم أسلوب هالة سرحان، ليس بسبب جرأتها، وإنما بسبب معالجتها السطحية للموضوعات، ومبالغاتها المجانية في تقديم ضيوفها من الفنانين بعيدا عن أي حس نقدي أو موضوعي، وأخيرا وليس آخرا، اعتبارها عنصر الإثارة الفضائحية والشخصية هو العنصر الأبرز في تناول أية قضية، وعرض أي حوار، بعيدا عن البحث في العمق والجوهر، والاهتمام بالإثارة الفكرية التي تخاطب العقل لا الغرائز والقفشات الجنسية الملغومة بالتلميح حينا والضحكات الفاقعة حينا آخر... لكنني رغم ذلك كله، لم أشعر أن ما يجري ضدها أمر يجب أن يتم علي هذا النحو... فأنا أحترم من وقف معها، وأحترم من رفض أسلوبها ومعالجتها للموضوع... لكن ما أثارني، هي أن تصور المسألة علي أنها حرية رأي وإعلام... وليست قضية اتهام بفبركة الموضوع أو لا... والمسألة أن فبركة حلقة بنات الليل تستوجب عقابا قانونيا فيما لو حدثت بالفعل، لأن هناك فتيات تضررن، ومست سمعتهن... وهي تستوجب المقاضاة القانونية أيضا، فيما لو كن فتيات ليل بالفعل، وأعطين وعودا بإخفاء ملامحهن وتغيير أصواتهن أثناء البث... ولم يتم الالتزام بتلك الوعود مما أوقع ضررا عليهن أيضا، يحق لهن أن يرفضنه بغض النظر عن ممارستهن للمهنة... وبالمقابل فكل هذه الاتهامات فيما لو ثبت بطلانها تستوجب مقاضاة من ادعي بها، وإنصاف المدعي عليها الدكتورة هالة سرحان قانونيا وإعلاميا.

أما أن تتحول المسألة عن هذا المسار، وتصور علي أنها قضية حرية رأي وإعلام أو حتي إساءة لسمعة مصر، ففي هذا استهانة كبيرة بتاريخ مصر، وتقزيم لحرية الإعلام، لأن (هالة شو) وأمثاله من البرامج... علي محطات روتانا وأمثالها من القنوات التلفزيونية الفارغة، لا يمثل قيم الحرية الإعلامية التي تستحق أن نحترمها... كما نحترم أو نتعاطف مثلا مع مأساة تيسير علوني أو سجن سامي الحاج أو محاولة اغتيال مي شدياق أو دماء أطوار بهجت... فأين الثري من الثريا؟!!

حفريات الأقصي علي الهامش

من المؤسف أن الحفريات الأخيرة التي تقوم بها إسرائيل، والتي تهدد المسجد الأقصي قرب باب المغاربة في القدس الشريف، وتشكل استهانة سافرة ليس بمشاعر العرب والمسلمين وحسب، وإنما بقدرتهم حتي علي الاحتجاج والاستنكار... أقول من المؤسف أن هذه الحفريات، التي اقتصر الاهتمام بها علي المحطات التلفزيونية الإخبارية فقط..

لم تحظ بالاهتمام الذي حظيت به إعلاميا قضية إيقاف حلقات برنامج عن بنات الليل... وأن الشيخ رائد صلاح الذي وصف في الإعلام الإسرائيلي بأنه بات رأس الحربة في مواجهة الحفريات، لم يحظ بالتأييد والتعاطف والدعم الذي عبر عنه بعضهم تجاه هالة سرحان.

فالإعلام العربي اليوم قد يستغرق في الجدل حول فضيحة نموذجية فيها من الجنس والإثارة والأسرار الشخصية المسلية، أكثر مما قد تثيره قضية كحفريات الأقصي، أو يعني القائمون عليه مثلا إطلاق حملة إعلامية مكثفة لمواجهة الخطر الذي يتهدد الأقصي.. وطاب النوم يا عر.

الدراما المصرية في لحظات حرجة

ربما كانت الدراما المصرية بحاجة إلي دخول مستشفي في لحظات حرجة مع خمسة من كتاب السيناريو الشباب، ومخرج سينمائي متمكن ومتجدد مثل شريف عرفة كي تخرج من نمطيتها القاتلة التي باتت السمة الغالبة لمعظم إنتاجاتها في السنوات الأخيرة.
و لحظات حرجة المسلسل الذي يعرض في حلقات منفصلة حاليا علي قناة (دبي)، والذي تدور أحداثه في مكان واحد هو (مستشفي) ويعرض في كل حلقة موضوعا جديدا مع مرضي جدد يأتون في حالة إسعافية غالبا، ومع ضيوف شرف جدد من نجوم مصر وفنانين عرب من بلدان أخري، يبقي تجربة درامية مثيرة للاهتمام... فهو ينطوي علي لغة إخراجية شديدة الحيوية، وإيقاع سريع ومتوتر يعبر عن طبيعة المكان الذي تدور فيه الأحداث، ويتحرر من أمراض التطويل التلفزيوني... كما يتميز المسلسل بمصداقية شديدة في تصوير المستشفي وهي تضج بالحركة واللهاث والترقب، وليست شبه خالية إلا من عدد قليل من الكومبارس لدواعي التصوير... من دون أن يغفل المسلسل كذلك واقعية العلاقات في أوساط الأطباء والممرضين وإدارة المستشفي حيث المنافسة والغيرة المهنية والبيروقراطية الإدارية، في حين كان يقدم الوسط الصحي في الدراما العربية غالبا في صورة مثالية.

والمطلوب أن يكون (لحظات حرجة) فاتحة لتجربة جديدة في الدراما التلفزيونية المصرية، تحمل معها التجدد والحيوية والخروج من نمطية القوالب الجامدة التي أرهقت الدراما المصرية في السنوات الأخيرة في الشكل والمضمون.

*كاتب من سورية
[email protected]

(الوطن الفلسطينية)
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

محمد "جمال" الجوهريقراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالسِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم

22

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024