الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 10:41 م - آخر تحديث: 09:20 م (20: 06) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
الإنترنت و«الإعلام التقليدي».. لا محبة إلا من بعد عداوة



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من علوم وتقنية


عناوين أخرى متفرقة


الإنترنت و«الإعلام التقليدي».. لا محبة إلا من بعد عداوة

الأحد, 30-سبتمبر-2007
المؤتمرنت - "أعداء الأمس.. أصدقاء اليوم"... هكذا يقول المثل الشهير، والتاريخ مليء بالأمثلة التي تثبت أنه لا توجد عداوات دائمة، ومؤخرا بدأ هذا الأمر ينطبق على "عدو الجميع المفضل" اعلاميا.. الانترنت. فبعد صولات وجولات من المعارك التي كان وقودها قضايا السرقات الادبية، والحقوق الفكرية، والاحاديث حول انعدام مفهوم "النخبوية" التي كانت تميز الاعلام "القديم" (لكون الانترنت تفتح الباب لكل من شاء ان يكتب او يصور أو ينشر أو يبث، والجدل حول انعدام الرقابة بين مؤيد ومعارض... بدا وكأن أعداء الأمس يتقاربون سريعا متخطين مشاكل الماضي، وهناك "محطات" عدة في تاريخ هذه العلاقة تسجل هذا الأمر. ففي عام 2004، سمح البيت الأبيض لأول مرة بدخول "مدون" أو Blogger كما يعرف بالإنجليزية لحضور المؤتمرات الصحافية، وذهب ذلك الشرف الى مدون موقع "فيش بول دي سي" الأميركي. تلى ذلك مشاركة فعالة ومزيد من اثبات الذات للمدونين و"الصحافيين المواطنين" في تغطية الأحداث العالمية، حيث كانت اولى الصور التي خرجت (وفي كثير من الاحيان كانت هي الوحيدة على الاطلاق) لحوادث لم يلحق الاعلام التقليدي ان يصل اليها لحظة حصولها، ككارثة تسونامي واعتداءات 7/7 في لندن. كذلك كان لتكنولوجيا العصر التي ساهمت في تكوين مفهوم "الصحافيين المواطنين" في الكشف عن مشاكل وامور عدة، في زاويا لم تكن تستطيع عدسات الاعلام التقليدي الوصول اليها من قبل، وفي السعودية... البلد الذي بقي متحفظا تجاه السماح للجوالات المصورة (المزودة بكاميرات)، تحول هذا الجوال مضافا اليه منصة الانتشار التي توفرها الانترنت والبلوتوث الى "راصد" للمشاكل الاجتماعية، وبفضله تم الكشف عن حادثة الاغتصاب البشعة التي تناقلها كثيرون قبل 3 سنوات، وايضا عن التجاوزات التي ينفذها بعض المدرسين في المدارس بضرب الطلاب، وبشاعة بعض الممارسات التي ينفذها البعض. وفي كثير من الاحيان، تم الوصول الى المعتدين ومعاقبتهم. وفي اميركا خصصت الشرطة خدمة لاصحاب الجوالات المصورة من الناس الذين يصادف وجودهم في اماكن الجريمة بحيث يرسلون ما صوروه كادلة. وقبل ايام نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية قصة حول كيف بات يخشى الحكام العسكريون في بورما من قمع المتظاهرين (الذين يشكل معظمهم اعدادا كبيرة من الرهبان البوذيين المسالمين)، معتبرة انهم (الحكام) باتوا يواجهون اكبر تحد لحكمهم خلال عقدين، وهو ان اتصال بورما بالخارج هو اقوى من أي وقت مضى بفضل الانترنت والجوالات، أو عصر الـ"يو تيوب" كما اسمته في عنوان القصة. إلا أن هذا الأمر في نفس الوقت يجعلنا قابلين للتصوير في أي وقت، ومع وجود منصة نشر كبرى مثل شبكة الانترنت، فإن الأمر يجعل الشخص يشعر بأنه مراقب طوال اليوم. وحول ذلك كتب الصحافي الأميركي توماس فريدمان مقالا في يونيو الماضي، تطرق فيه لطرفة متعلقة بهذا الموضوع، فقال: قبل ثلاث سنوات، كنت استعد لركوب طائرة في مطار لوغان في بوسطن وذهبت لشراء بعض المجلات للاطلاع عليها خلال الرحلة. وعند اقترابي من البائع لدفع الثمن، وصلت امرأة من اتجاه آخر ووقفت خلفي، كما تصورت، ولكن عندما قدمت المبلغ لدفع ثمن المجلات صاحت المرأة «اذا سمحت، كنت هنا أولا»، ونظرت الي نظرة حادة وقالت «اعرف من انت». وقلت لها أنا اسف للغاية، ولكني وصلت قبلها. وإذا ما حدث ذلك اليوم، لكان رد فعلي مختلفا للغاية. ولكنت قلت لها «آنسة، انا اسف. انا مخطئ. رجاء تفضلي. وهل يمكنني دفع ثمن مجلاتك؟" لماذا؟ لأنني اعتقد باحتمال وجود مدونة او جهاز تصوير في هاتفها الجوال ويمكنها، إذا ما رغبت، إبلاغ العالم كله بما حدث، من وجهة نظرها بالكامل، وسلوكي الفظ والممل والمغرور. وعندما تصبح لكل شخص مدونة، او صفحة على موقع «ماي سبيس» او «فيسبوك»، يصبح الجميع ناشرين. وعندما يصبح لكل شخص هاتف جوال مع كاميرا، يصبح كل شخص مصورا فوتوغرافيا. وعندما يصبح لكل شخص تحميل فيديو في موقع «يو تيوب»، يصبح الجميع صانعي افلام. وعندما يصبح الجميع ناشرين ومصورين وصانعي افلام، يصبح أي شخص آخر شخصية عامة، لقد اصبحنا شخصيات عامة الان. وقد جعلت المدونات المناقشات الكونية أكثر ثراء بالإضافة الى كوننا أكثر شفافية. إلا ان هذا التقارب بين الاعلام التقليدي والجديد أخذ منحى غير تحريري كذلك، بل حتى تجاري، فباتت القنوات التلفزيونية تتسابق لفتح "قنوات" مجانية لها على موقع "يو تيوب" الشهير لملفات الفيديو (ومن بين هذه القنوات هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي") بعد ان كانت تلوح في الماضي بقضايا ضده، وأخرى مثل "ان بي سي" الأميركية اقتنعت بأن على التلفزيون مشاركة عرشه الذي جلس عليه طويلا فأعلنت في مبادرة لافتة طرح حلقات مسلسلاتها الأنجح مجانا عبر موقع الكتروني خاص اسمته "ان بي سي – دايركت" وذلك عبر مشروع ينفذ في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. واعتبر جيف جاسبن، رئيس مجموعة «إن بي سي»، في تصريح لـ"نيويورك تايمز" ان التحول من كون الشبكة هي المبرمج الى وضع التحكم في اوقات عرض البرامج ومكانها في يد المستهلك هو اكبر تحول شهده القطاع خلال الـ 30 عاما الماضية. من جهتها نفذت قناة «سي ان ان » الأميركية مناظرة تلفزيونية بين مرشحي الرئاسة في أميركا الصيف الماضي بالتعاون مع موقع «يو تيوب» بحيث يرسل زوار الموقع اسألتهم المصورة عبر الموقع لتظهر على الشاشة وتطرح على المرشحين، وسجل ذلك «سابقة» في شكل التعاون بين التلفزيون والانترنت. ولم تقتصر هذه التحولات على الغرب، بل باتت انعكاساتها واضحة في العالم العربي، على الرغم من تدني نسبة نفاذ الانترنت في غالبية البلدان، الا ان ذلك لم يمنع وجود تحرك نشط من قبل مجتمع المدونين، ولعل "قصص النجاح" في هذا السياق كثيرة، ومنها رواية الكاتبة السعودية رجاء الصانع "بنات الرياض" التي نجحت اساسا على شكل رسائل الكترونية كانت ترسلها بانتظام.
من جهته يقول خبير العلاقات العامة، صهيب الوزير، انه بات يضع في الحسبان مجتمع المدونين وما تكتبه المنتديات عندما يضع استراتيجيات لعملائه. ويضيف "ما يميز هذه المنتديات هو انها متخصصة، بمعنى ان المهتمين بموضوع معين هم من سيزورونها على الارجح". ويوضح الوزير" الشركات اليوم تؤمن بهذا النهج لانه يؤمن وصولك للمستهلك" معتبرا ان "المدونين لهم مصداقية اكثر لانهم متحررون من القيود الاعلانية التي يعتبر البعض انها تعيق وسائل الاعلام التقليدية، سيما وفي اغلب الاحيان فان المدون لا يتلقى شيئا لقاء ما يكتبه". ويختم صهيب بالقول "في بلد مثل السعودية، حيث غالبية السكان تحت عمر 25 عاما، وفي ظل نمو نفاذ الانترنت فإنه لا بد لنا من التواصل مع من اعتبرهم صحافيي الغد..اليوم"، ويكشف انه يمكن توقع ان ابرز المدونين والمشاركين في المنتديات سيدعون الى كثير من المؤتمرات الصحافية، ان لم يصل الأمر الى اقامة فعاليات خاصة بهم في السعودية. على الصعيد التجاري كذلك، كان آخر الغيث ما اعلنته مجموعة "ام بي سي" اخيرا حول توفير برامجها الرمضانية عبر حلقات خاصة معدة للجوال (موبيسودز)، ومن ثم وفرت هذه البرامج على موقعها الرئيسي "ام بي سي دوت نيت" في خطوة مماثلة لما اعلنته "ان بي سي" الأميركية بحيث يمكن للمشاهد الدخول للموقع والنقر على البرنامج الذي يريده لمشاهدة حلقاته عبر الموقع. ويعلق د. عمار بكار، مدير ادارة الاعلام الجديد في مجموعة "ام بي سي"، بالقول ان توفير البرامج بهذا الشكل على الموقع هو خطوة تجريبية في المرحلة الحالية، يعد الهدف من ورائها هو معرفة مدى تفاعل الناس مع هذه الخدمة، التي ستتم تجربتها على مدار السنة ومن ثم بناء استراتيجية حولها. ويرفض بكار فكرة "نهاية اعلام قديم وبداية اعلام جديد"، معتبرا ان وسائل الاعلام "تتماهى" مكملة بعضها، وموضحا "فاذا كانت المادة التلفزيونية تستخدم في السابق للتلفزيون وحسب فهي اليوم توفر محتوى للجوال والانترنت كذلك". أما كيف تسعى المجموعة للربح من المحتوى الانترنتي فيقول بكار بأن هناك احد الخيارين، إما ربط المحتوى باعلان او جعله مدفوعا (أي يتطلب الاشتراك)، مضيفا بأن ذلك قرار سيتخذ لاحقا.
*الشرق الاوسط
comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024