أجمع أكاديميون وسياسيون على أن قرار انتخاب المحافظين الذي يأتي تنفيذاً للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية يمثل نقلة نوعية على صعيد ترسيخ النهج الديمقراطي وتوسيع المشاركة الشعبية في صنع واتخاذ القرار بحيث يصبح المواطن هو محور العملية السياسية في اختيار المسئولين عن شئونه التنموية والإدارية بدءاً من مدير المديرية وانتهاء برئيس الجمهورية.

ورأى أكاديميون وسياسيون في أحاديث للمؤتمرنت أن القرار خطوة على طريق التخفيف من المركزية ،و ومنح الصلاحيات للمحافظات في اختيار من يرونه مناسباً لإدارة شئونهم. وفي المقابل يجمع الأكاديميون والسياسيون على أن قرار انتخاب المحافظين سيقطع السبيل أمام المزايدين ومثيري البلبلة وسيضعهم على المحك ويكشف بجلاء هواة إشعال الحرائق من بعض القوى السياسية.

ويرى الدكتور عبدالوهاب راوح –رئيس جامعة عدن- إن القرار يأتي في سياق البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية الذي قطعه على نفسه ووعد به الشعب وجمهور الناخب، والذي كان يومها أهم المفردات التي تضمنها البرنامج الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة الشعب في ولايته الجديدة.

وخلافاً للدكتور راوح يرى الدكتور فؤاد الصلاحي أن هناك استعجالاً في انتخاب المحافظين. داعياً إلى إجراء حوار مع المعارضة والتوصل إلى اتفاق بشأن لجنة الانتخابات وحتى يكون للمعارضة دور كمرشحين وناخبين في انتخاب المحافظين، في حين يرى الدكتور عبد الواسع الحميري أن القرار جاء لمواجهة إشكالية الصراع المحتدم على السلطة، ودرء مخاطر هذا الصراع على البلد ووحدته ومستقبل أبناءه.

*راوح : انتخاب المحافظين يرسخ الشراكة الشعبية

وفي حين لا يستغرب الدكتور عبدالله علي الخلاقي من جامعة حضرموت موقف أحزاب المشترك من قرار مجلس الدفاع لانتخاب المحافظين كونهم دأبوا على مقاطعة وإعاقة أي خطوة يتخذها الرئيس أو الحكومة للأمام، يؤكد الدكتور عبدالوهاب راوح أن قرار انتخاب المحافظين خطوة جريئة في سياق ترسيخ النهج الديمقراطي والشراكة الشعبية؛ حيث يكون المواطن هو محور العملية السياسية في اختيار المسئولين عن شئونه التنموية والإدارية بدءاً من مدير المديرية وانتهاء برئيس الجمهورية.

ويضيف راوح: لا شك هذه التجربة سيكون لها مردود إيجابي كبير؛ حيث المواطن يأتي استجابة لرغبة الناخبين ومنهم يستمد مشروعيته وتقييم أداءه، بما يجعله موضع مساءلة مباشرة من قبل الهيئة الناخبة، وفي نفس الوقت أمام مساءلة مباشرة أمام السلطة التنفيذية على اعتبار أن المحافظ يبقى في إطار الهيكل العام للسلطة التنفيذية ممثلاً لها وفقاً للدستور.

*مخاوف غير مبررة لتقاليد ماضية

ولا يجد الدكتور راوح مبرراً لمخاوف البعض من انتخاب المحافظين سوى أن هذه المخاوف ترسخت في أحضان التقاليد الماضية تقاليد ما قبل التجربة الديمقراطية.

وقال رئيس جامعة عدن: ولعل التخوفات المحيطة بهذه الخطوة ستتلاشى مع الوقت وبنضج التجربة) مذكراً بالتخوفات التي كانت ظهرت سابقاً مع انتخابات البرلمان، وعلنية جلساته، وفي نفس الوقت تخوفات انتخابات رئاسة الجمهورية.

وأضاف: ومع الزمن اتضح أنها تخوفات غير مبررة وليس لها من سند سواء إنها ترسخت في أحضان التقاليد الماضية.

وفي تعليقه على موقف أحزاب المشترك من قرار انتخاب المحافظين يشير الدكتور راوح إلى أن أحزاب المشترك اعتمدوا منهج الإرباك والإعاقة الممنهجة لكل ما من شأنه إرساء التجربة الديمقراطية وتعزيزها.

وقال: الإخوة في المشترك سامحهم الله يعكروا ليصطادوا؛ معبراً عن أسفه لاعتمادهم أجندة الإعاقة. وأضاف: (وكلما وصلوا إلى أكمة فتحوا طريقاً آخر إلى أكمة أخرى).


* الخلاقي: انتخاب المحافظين نقلة نوعية في توسيع المشاركة

ويرى الدكتور عبدالله علي الخلافي-أمين عام جامعة حضرموت- في قرار انتخاب المحافظين نقلة نوعية لتوسيع المشاركة الشعبية والانتقال بالممارسة الديمقراطية إلى مستوى أعلى.

معتبراً قرار انتخاب المحافظين تجسيداً لسياسة ونهج القيادة السياسية والمؤتمر الشعبي العام في ضخ المزيد من الديمقراطية.

ويفسر الدكتور الخلاقي احتجاج المشترك على القرار ومقاطعتهم جلسة البرلمان بكون الممارسة الديمقراطية داخل أحزابهم لا تزال في مستوى متدني.

مشيراً إلى صعوبة الارتقاء بالممارسة الديمقراطية في الحياة الداخلية للأحزاب، طالما لم تعي قيادات تلك الأحزاب أهمية الديمقراطية كحل حقيقي للارتقاء بالإنسان ووعيه.

وقال: التداول السلمي للسلطة والإدارة الداخلية للأحزاب تعطي مؤشراً حقيقياً لمستوى وعي القيادة لتلك الأحزاب.

وأضاف الدكتور الخلاقي: وطالما أننا لم نشهد بعد تغييرات في مستوى هذه القيادات ونوعيتها، فسيظل أسلوب المقاطعة هو المتخذ دائماً، وهو أمر لا يدعو للغرابة..


*الحميري: انتخاب المحافظين يقطع السبيل على المزايدين
الدكتور عبدالواسع ألحميري –رئيس منتدى الناقد العربي- يرى من جانبه في قرار انتخاب المحافظين تعبيراً عن إرادة سياسية شجاعة ووعي عميق بما بات يتهدد الوطن ووحدته واستقراره من مخاطر تحتم على الجميع التنبه لها ومجابهتها.

معتقداً أن القرار سيخفف من شدة ما وصفه بالاحتقان السياسي، لأنه سيعزز من ثقة المواطنين بمصداقية القيادة وجديتها في التخفيف من حدة المركزية، ومنح الصلاحيات للمحافظات في اختيارا من يرونه مناسباً لإدارة شئونهم، وهو ما سيقطع السبيل أمام المزايدين الذين –حد تعبيره- لا هم لهم إلا إثارة النعرات المناطقية وإثارة البلبلة والشك حول كل خطوة تخطوها القيادة.

ويضيف عبدالواسع الحميري- الأستاذ بجامعة صنعاء-: لذلك نحن نعتقد أن مثل هذا القرار سيضع مثل هذه القوى على المحك، وسيكشف لجماهير الشعب اليمني أن هذه القوى لا يعجبها العجب ولا الصيام برجب.

مشيراً إلى أن القيادة السياسية مسئولة عن أمن المواطن واستقراره وحماية وحدته وسيادته على أرضه.

ولذلك يؤكد الحميري: نحن وجميع أبناء اليمن الشرفاء مع القيادة السياسية في كل إجراء تتخذه لحماية الوحدة الوطنية وتعزيز الأمن والاستقرار بما في ذلك إجراء انتخابات المحافظين.

* ليس ضيعة لمجموعة أحزاب

ويضيف: أو أي إجراء آخر تراه ضرورياً، لأن الوطن ووحدته ملكاً لجميع أبناء الشعب اليمن من الحديدة إلى المهرة، ومن عدن إلى صعدة، وليس ملكاً لجماعة أو فئة أو حزب أو مجموعة أحزاب هي التي تقرر مصيره، وتتصرف به كما لو كان ضيعة من ضيعاتها.

ويوضح الدكتور عبدالواسع الحميري أن القرار جاء لمواجهة الصراع المحتدم على السلطة، ودرء مخاطر الصراع على البلد ووحدته. مشيراً إلى أن ما حدث في بعض المحافظات الجنوبية قد بات يشكل خطراً حقيقياً على الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي خاصة وإن بعض القوى السياسية المتطلعة إلى السلطة صارت تنظر إلى الوطن والمصالح الوطنية العليا من زاوية مصالحها الخاصة المرتبطة بالسلطة أو المتحققة من خلالها.

ولذلك يرى الحميري أن هذه القوى ما تنفك اليوم تشعل الحرائق وتدير حركة الصراع في الساحة تحت شعار مضمر (التضحية بالوحدة من أجل السلطة).

ويضيف: لذلك نعتد أن قرار الرئيس جاء استجابة لضرورة المرحلة كأهم متطلبات حل هذه الإشكالية الخطيرة.


*الصلاحي: هناك استعجال في انتخاب المحافظين

الدكتور فؤاد الصلاحي يرى أن هناك استعجالاً بانتخاب المحافظين، لكنه يرى مع ذلك أن الخطوة كمرحلة أولى مقبولة. مشيراً في حديث للمؤتمرنت إلى أنه كان يجب الإعداد لهذه العملية وإقرار التعديلات القادمة، ثم تشكيل لجنة الانتخابات قبل البدء بانتخاب المحافظين.

ويرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء انتخاب المحافظين من إجمالي جمهور الناخبين أفضل من انتخابهم من أعضاء المجالس المحلية، قائلاً: عند الانتخاب من أعضاء المجالس المحلية، من السهل وضع ترتيبات تكسب الغالبية لصالح تيار معين.

وأوضح الدكتور الصلاحي ن انتخاب المحافظين عبر جموع الناخبين يحدث تطوراً حقيقياً. متسائلاً: لماذا الاستعجال قبل الانتخابات، وقبل تشكيل لجنة الانتخابات الجديدة؟!

داعياً إلى إجراء حوار مع المعارضة والوصول إلى اتفاق بشأن الانتخابات، حتى يكون للمعارضة دور كمرشحين وناخبين.


حاتم: ثورة جديدة وإنجاز تاريخي
من جانبه قال عوض عبدالله حاتم – القيادي المؤتمري بمحافظة حضرموت – إن انتخاب المحافظين يأتي في إطار الإصلاحات السياسية التي تنفذها اليمن وفقاً لبرنامج الرئيس علي عبدالله صالح الانتخابي.

وشدد رئيس فرع المؤتمر بمحافظة حضرموت على أهمية الإسراع في تنفيذ الخطوات التي تعد نقلة نوعية جديدة وثورة جديدة في النظام السياسي، معتبرا هذا الإنجاز التاريخي رداً حضارياً على تلك الأعمال المشينة والأحداث المؤسفة التي حرضت عليها أحزاب اللقاء المشترك لتحقيق مكاسب ذاتية ضيقة . وقال : وهكذا دائماً عودنا رئيس المؤتمر الشعبي العام بمنجزات حضارية للرد على الفتن والنعرات التي تروج لها أحزاب المشترك بين الإخوان في اليمن الواحد الموحد.