الخميس, 18-أبريل-2024 الساعة: 11:15 م - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش
Almotamar English Site
موقع المؤتمر نت
مطهر الإرياني:تاريخ اليمن القديم هو تاريخ سبأ ولن يكتبه إلا أبناؤه المؤهلون



خدمات الخبر

طباعة
إرسال
تعليق
حفظ

المزيد من ثقافة


عناوين أخرى متفرقة


مطهر الإرياني:تاريخ اليمن القديم هو تاريخ سبأ ولن يكتبه إلا أبناؤه المؤهلون

الأربعاء, 30-أبريل-2008
المؤتمرنت-محمود الحداد - أكد العالم المؤرخ مطهر بن علي الإرياني أن تاريخ اليمن القديم لن يكتبه – كما يجب أن يُكتبْ – إلا أبناءه من الدارسين المؤهلين .
وقال على الرغم من قلة عددهم فهم طاقة فعالة و أصبح لزاماً عليهم اليوم الاستفادة من حسنات المستشرقين الذي يعد لهم الفضل في وضع القواعد والأسس المتينة لـ"علم الدراسات اليمنية القديمة " وذلك بالاستمرار في بناء هذا العلم ورفع أركانه ليتم من خلاله كتابة تاريخ اليمن الحضاري ، كتابة توفيه حقه طبقاً للمناهج العلمية الحديثة والسليمة .

وأوضح في المحاضرة التي ألقاها مساء الثلاثاء في المركز اليمني للدراسات التاريخية وإستراتيجيات المستقبل ( منارات ) تحت عنوان " إضاءات معاصرة على العصر السبئي الثالث " أن الكتابة عن تاريخ العصر السبئي الثالث لابد أن تكون منطلقة مما قبله تأثراً وإفضاء وممتدة إلى ما بعده تأثيراً واستشرافا لتكون بذلك الكتابة محورية مستوعبة للمرحلة ومستقطبة للمسار كله ، ليصبح فيما بعد كتابة التاريخ الكامل والشامل لهذا العصر الخطوة الأولى المباشرة لكتابة تاريخ اليمن القديم كله على أعلى درجة ممكنة من الكمال والشمول ، مشيراً إلى أن إنجاز هذا العمل يعتبر عملاً وطنياً لكل من هو قادر عليه .

واستعرض الإرياني في محاضرته البراهين التي تثبت بأن المجتمع السبئي شكل منذ ا لبدايات الكيان المحوري الأول الذي نسج حوله اليمنيون كينونتهم الاجتماعية وشخصيتهم الشعبية والتي من خلاله أخذ اليمنيون هويتهم الوطنية الأولى .

مضيفاً أن نقوش المسند هي الوثائق المرجعية الأولى لكتابة تاريخ اليمن القديم كتابة علمية منهجية حيث حظي العصر السبئي الثالث بنقوش مسنديه كثيرة لم تحظ مثلها أي مرحلة أخرى من مراحل مسيرة التاريخ اليمني القديم .
مشيراً إلى أن التعرف على ( سبأ ) من خلال النقوش المسندية والتعريف بها أثبت أن تاريخ اليمن القديم هو تاريخ ( سبأ ) من أول لقب للحكام وهو ( مكرب سبأ ) إلى آخر ألقابهم وهو ( ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمانه وأعرابهم في سراة طود وتهامتها ).

مبررا بأنه لا يوجد أطراداً لكلمة في جميع أسماء الدول مثل أطراد كلمة ( سبأ ) منذ بداية التاريخ اليمني القديم وحتى نهايته مما يكن القول أن المجتمع اليمني القديم هو مجتمع ( سبأ ) والشرعية الأولى هي شرعية ( سبأ ) والتي سادت الساحة اليمنية كلها .

وقدم مطهر الإرياني تعريفات لـ" سبأ " و " حمير " و " كهلان " قال عنها أنها مغايرة للمألوف الذي انطبع في كثير من الأذهان من خلال ما تصنع كتب الأنساب من الفواصل الحاسمة بين الكيانات الاجتماعية التي تكونت بفعل التطور الحضري ثم الحضاري متجاوزة النظام الأبوي ورابطة الدم ، بما يحكمها عند النسابين من القوالب السلالية النسبية والصارمة إلى النظام الحضري القائم على التكافل .

وأضاف أن هذه التعريفات قد تصبح من الأمور المألوفة - ما دامت قواعدها الأساسية منطقية- عندما تصقلها أقلام الباحثين بالتداول وبمزيد من الشرح المعمق لها حتى تصبح أكثر وضوحاً مما جاء في صياغتها في هذا البحث الموجز

وعزا الإرياني أسباب قيام العصر السبئي الثالث إلى الحرب التي نشبت بين ( سبأ ) و( قتبان ) واستمرت لعدة سنوات إضافة إلى العوامل ( الديموغرافية ) و( الجغرافية ) و( الطبوغرافية ) المؤثرة في طبيعة الشعب اليمني وتركيبته الاجتماعية والسياسية .

مشيراً إلى أن هذه الحرب أدت إلى نشوب خلاف بين محوري ( مأرب )و( ظفار ) وهو خلاف كاد يؤدي إلى الانشطار لولا أن كبار القوم من الطرفين بادروا إلى رأب الصدع ، وإعادة نسج اللحمة والسدى إن لم يمكن اجتماعياً بشكل عميق فعلى مستوى ذوي الشأن ( الملأ ) أو على نطاق الطبقة الحاكمة إلى الحد الذي جعل الجميع يتفقون على نظام جديد وهو ( الحكم الائتلافي ) الذي تنتقل فيه السلطة تناوبياً والذي يلبي مطالب الجميع ويتلافى آثار ما حدث ويتفادى أسباب ما يمكن أن يحدث وبهذا قام العصر الذي نحن بصدده بشعاره البارز وهو اللقب الثنائي ( ملك سبأ وذو ريدان ) لقبا لكل من يتربع على سدة العرش وبنظام حكمه القائم على الائتلاف بين الطرفين أو جميع الأطراف بما للائتلاف من عقود تؤسسه وعهود تؤكده ومواثيق تنظمه ومن جملة ما تم الاتفاق عليه أن يكون الحكم تناوبياً غير وراثي ولا مشترك أو متداول بين الأقارب بل يكون متداولاً بالتناوب بين الطرفين الأساسين وهما ( بنو ذي ريدان ) الذي ستخصهم النقوش بإسم ( حمير ) وتخصهم كتب التراث بذلك وبأنهم من سلالة ( قيس بن صيفي ) من جانب ، وبين ( سبـأ كهلان ) الذين تذكرهم كتب التراث كحميريين ولكن من ( بني الصوار بن عبد شمس ) من جانب ثان في تناوب الجانبان الحكم بحيث أنه إذا تولى الحكم ملك من هذا الجانب فلا بد أن يعقبه ملك من الجانب الثاني وهكذا دواليك .
وتوقف الباحث مطهر الإرياني عند الحملة الرومانية على اليمن حيث قال أن العوامل المنطقية، من وطنية وعلمية، توجب على المؤرخ اليمني المؤهل أن تكون وقفته أمام الحملة الرومانية على اليمن، وقفة جادة، ومطولة، وجريئة، تلتزم بالمناهج العلمية الصحيحة، وتتسلح بالإقدام والقدرة.. الإقدام على إثارة النقاش وإدارة الحوار، والقدرة على الفحص والنقد والتمحيص، وعلى الأخذ والإطراح، والإقرار والتفنيد، وذلك في كل ما يتعلق بهذا الموضوع مشترطا على أن يكون للمؤرخ اليمني شخصيته العلمية المستقلة نحو هذه الحملة من جميع جوانبها لأسباب منها أن بلاده هي الطرف الثاني المباشر فيها. وكما أن معظم ما كتبه الدارسون المتخصصون في علم الدراسات اليمنية القديمة، من خلال مرجعيتها الأولى – جغرافية استرابون- وحدها، لا يمكن أن يكون له من المصداقية، إلا القدر الذي تسمح به مصداقية تلك المرجعية، وهي مصداقية ينتقدها الدارسون، ثم في الغالب، لا يملكون عنها فكاكا، وخاصة في النتائج او النتيجة النهائية، التي أراد (استرابون) أن يفضي بقارئه إليها، وهي: أن الحملة فشلت بسبب العوامل الطبيعية، - ولم تهزم-، وأن الجيش الروماني انسحب من أمام (مارب) – ولم يفر -.
وأما السبب الثالث يتمثل في واقع اليمن الذي لا يعرفه أحد مثل أبنائه، ثم في تاريخ اليمن القديم لمن يفهمه حق فهمه، من الحقائق، والأدلة غير المباشرة، والقرائن الكثيرة؛ ما يساعد على رسم صورة أوضح لكل ما جرى، وما نجم عنه.
وأوجز مطهر علي الإرياني الآثار السلبية على الامبراطورية الرومانية الناجمة عن حملتها على اليمن منها أن الحملة جردت في إطار (المشروع) القومي الروماني، في التوسع بالقوة، والسيادة العالمية، وبعد أن حل بها ما حل، أثناء زحفها، وعلى أرض اليمن، حدث انحسار في هذا المد التوسعي، وتوقفت الحروب التي كانت تشن على الأقطار والدول، في ذلك المشروع.
كما أنه في خلال قرني (سلام أغسطس)، ظهر أباطرة عظام، حققوا لإمبراطوريتهم، إنجازات عظيمة في جميع المجالات الحضارية، وخاضوا حروبا، ولكنها حروب في إطار التثبيت والدفاع- الزحزحة من أجل التوضع- او حروب صراع وتنافس داخلي، أما الحروب التوسعية، على حساب الدول والبلدان المستقلة، فقد أصيب تيارها بجزر فلم يعد الى أي مستوى من مستويات مدّه.
ويتابع الإرياني قراءاته قائلا: ولذلك ومنذ أوائل القرن الثالث للميلاد، وإلى نهاية عهد (قسطنطين الكبير عام/ 337 للميلاد، مرت الامبراطورية بأحوال قوة وضعف، وبدأت في اعتناق المسيحية، ولكن الامبراطورية في نهايتها، انقسمت الى امبراطوريتين (غربية) و (شرقية)، ودار بينهما صراع، ونشبت حروب، ثم أخذت (الغربية) في الضعف والاضمحلال، تحت وطأة زحف قبائل (البرابرة) عليها من شمال وشرق (أوروبا)، وتولت (الشرقية) القيادة ولكن بعيدا عن (المشروع) القومي الكبير الذي انتهى أمره.
وخلص الإرياني في دراسته حول الحملة الرومانية على اليمن الى رؤية مفادها أن هذه الحملة هي هذا الحدث الذي ظلمته مرجعيته، سواء منها مرجعيته (الاسترابونية) أحادية الجانب والمغرضة، او مرجعيته المتوقعة دون وقوع فهي معدومة حتى اليوم، وذلك في نقوش المسند اليمنية، او مرجعيته المحدثة، ممثلة فيما أتيحت قراءته، مما كتبه عنها الدارسون المحدثون والمعاصرون، من أجانب وعرب ويمنيين، حيث يجد القارئ أنهم جميعا ينتقدون مرجعيته الأولى على تفاوت في الجرأة، ثم يتكبلون بأغلالها على السوية في الخضوع، مع أنهم يعلمون قبل غيرهم، أن الحقيقة ليس لها إلا وجه واحد، فإذا قدم هذا الوجه، مشوها، زائفا، وغير أمين ولا مؤتمن على صفحات كتاب، فإن صورة الحقيقة الصحيحة والصادقة لا بد أن تبدأ بالتجلي للدارس المتأمل حتى من خلال الصورة المزيفة نفسها، ثم خلال مختلف المصادر الممكنة، وشتى وسائل الاستنباط.
الإرياني مطهر بن علي حاول في محاضرته ان يقدم صورة إن لم تكن الأقرب إلى الصحة فهي لا تجافي المنطق، ولا تخلو من الموضوعية ولا الموضوعية تتخلى عنها، حاول من خلال تمعنه دراسة نقوش المسند وتحليلها الى معرفة شيئا من حقيقة ما جرى، في (اليمن)، منذ أن وصلت أخبار الحملة الى اصحاب الشأن فيه، وحتى اندحارها من أمام (مارب) "تفاصيل أوفى ينظر في الدراسة التي أعدها الأستاذ مطهر الإرياني"
وعقب المحاضرة التي قدم لها الدكتور احمد الأصبحي ثمن وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي الجهد البحثي الذي قدمه الأستاذ المؤرخ مطهر بن علي الإرياني الذي قال عنه بأنه خرج بعيدا عن الشخصنة.
وأضاف المفلحي أن من المؤسف له أن شيئاً من الاعتقاد ساور البعض بالانتقاص من حضارتنا،في الوقت الذي يجمع عليه علماء الآثار من المستشرقين الثقات وغيرهم على أن اليمن مهد الحضارة العالمية وقال نحن بحاجة إلى أن نتعلم من الآخرين في مسألة المنهجية وجوانب الالتزام بالمسائل التاريخية.
وأضاف على الرغم من قيام بعض المستشرقين بـ(لي عنق الحقيقة) فيجب علينا عدم النظر إلى العالم بنظرة الشك القاطع باعتبار أن منهم من يقدم الحقيقة للعالم. ونبّه وزير الثقافة إلى أهمية ترك الجوانب الخلافية للمتخصصين وعدم الخوض في مسائل لم ندركها تماما وليست لنا أي أبعاد او حيثيات تساعدنا على الإلمام بجوانبها بطريقة علمية ومنهجية.
هذا وكانت المحاضرة قد أثارت اهتمام الحضور الذين اكتضت بهم القاعة وتشكلت فيما بعد مداخلات ومناقشات باهتمام وحيوية تركز أهمها حول الاهتمام بالتراث الحضاري وحماية المناطق الأثرية من النهب والسلب واستعادة ما نهب والتنقيب المنظم لما هو تحت التراب ودعا المشاركون وعلى رأسهم الدكتور حمود العودي واحمد الصوفي وعلي محمد الصريمي واحمد السلامي والدكتور فضل ابو غانم ومطهر تقي وعزب صغيري والذيب وآخرون الى الاستفادة الكاملة مما يكنه الأستاذ مطهر الإرياني من دراسات وأبحاث تاريخية لم تر النور بعد ولم تلق طريقا ممهدا الى المطابع.
وطالب المشاركون من الحضور بالتعاطي الجاد مع الأعمال والأبحاث التاريخية لمطهر الإرياني والدفع بها للطباعة والنشر وذلك خدمة لحضارتنا وتاريخنا الذي لم تعرف عنه أجيالنا سوى الشيء القليل والمنقوص.

comments powered by Disqus

اقرأ في المؤتمر نت

بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام المتوكل.. المناضل الإنسان

07

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتورالمؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني

01

راسل القرشيبنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!

21

عبدالعزيز محمد الشعيبي 7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد

14

د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي* المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس

14

توفيق عثمان الشرعبي«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود

14

علي القحوم‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل

12

أحمد الزبيري ست سنوات من التحديات والنجاحات

12

د. سعيد الغليسي أبو راس منقذ سفينة المؤتمر

12

إياد فاضلتطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م

03

يحيى علي نوريعن هدف القضاء على حماس

20

فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬

15

بقلم/ غازي أحمد علي*‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني

15








جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024