د/ سعاد سالم السبع - نترقب يوم السبت 17-9-2011 في اليمن ليكون يوما فاصلا في حياة طلبة الجامعات والمعاهد وتلاميذ المدارس العامة، يوم ينتظره الطلبة وأولياء الأمور بفارغ الصبر لاستئناف عملية التعليم بعد انقطاع عن الدراسة يقارب العام الكامل...
فيا ترى هل سيتعاون الصالحون في الفئات المتصارعة لاستئناف التعليم؟!!
التعليم ينبغي أن يظل بعيدا عن الصراع السياسي، توقيف التعليم لنصرة ثورة الشباب يعد ورقة خاسرة لن يفيد منها إلا أعداء الثورة والتغيير ...
التعليم هو بوابة التغيير الحقيقي ، والشعب اليمني يعاني من مرضين متلازمين الأمية وانتشار السلاح، وحينما يقود الجهل استخدام السلاح يزيد العنف، وتسيل الدماء لأتفه الأسباب.. ولا سبيل لعلاج هذين المرضين إلا بالتعليم ..فلماذا لا يسعى قادة الثورة إلى توجيه الشباب إلى نصرة استئناف التعليم تحت كل الظروف؟!
ليس الوقت مناسبا للبحث عن أسباب حقوقية لاستمرار الإضرابات في مجال التعليم إذا أردنا استعجال التغيير، والبلد قادمة على تغيير سياسي متكامل، والتعليم سلاح قوي لتسريع التغيير، ولن نغضب أحدا ببقاء المدارس والجامعات مغلقة غير أنفسنا وأبناءنا وبناتنا..
ليس هناك مانع من بقاء الاعتصامات وممارسة الفعاليات السياسية في ظل وجود التعليم، ليبق كل فريق على مبادئه وليتركوا المجال للأبناء والبنات ليتعلموا، وبعد الدراسة فليمارسوا أي نشاط سياسي يميلون إليه، ليس هناك تناقض بين الثورة والتعليم، بالعكس التعليم سيدعم الثورة إن حرص الجميع على استمراره.
مؤسسات التعليم توجد في كل شارع، وشوارع المدن اليمنية صارت مجزأة بين الفرقاء، وأولها العاصمة صنعاء التي أصبحت مقسمة إلى ثلاثة قطاعات، وكل قطاع يسيطر عليه فصيل من المتصارعين، وعليه؛فإنني أوجه هذا النداء إلى المسئولين عن كل قطاع، باسم الأطفال الذين يملئون الشوارع بعد أن سُدت في وجوههم أبواب المدارس، وباسم طلبة الجامعات والمعاهد الذين توقفت أحوالهم وطموحاتهم وتجمدت مشروعاتهم وضاعت أحلامهم بسبب توقف الدراسة في الجامعات والمعاهد، وباسم الأمهات والآباء الذين أصبحوا غير قادرين على إعادة عملية التطبيع بين أبنائهم ومدارسهم، افتحوا المدارس والمعاهد و الجامعات وليتول كل فصيل مسئولية حفظ الأمن في القطاع الذي تحت نفوذه إلى أن يتم التوافق وحل الأزمة فيما بينكم، ولا خوف من استئناف الدراسة ورجوع الطلبة إلى مؤسساتهم التعليمية لأن أبناءنا سيعودون للتعليم وليس لأي شيء آخر، فلا قلق من عودة التعليم، وسيظل الوضع السياسي كما يريده الثوار حتى وإن عادت كل مظاهر الحياة اليومية إلى طبيعتها لأن التغيير صار حقيقة ثابتة، وسيحدث التغيير في الوقت المناسب مهما طال الوقت..
ولذلك نحن الفئة الصامتة -المطالَبون بالخروج عن الصمت - نوجه هذا النداء إليكم أيها المسئولون عن حماية كل قطاع من قطاعات المدن اليمنية؛ افتحوا مؤسسات التعليم التي تحت نفوذكم ونعدكم أن نلتزم ونستسلم لأي إجراء تتخذونه من أجل حماية أمننا واستقرارنا وهيبتكم في المكان الذي نرتاده بغض النظر عن التوجه السياسي لمن يسيطر على ذلك المكان..
لم يعد هناك فارق لدينا بين أزياء الجنود في الشوارع إن كانوا من الحرس أو الأمن أو الجيش أو المدرعات المهم أن كل الوجوه مازالت يمنية، ولا عداء بيننا وبينكم ، فافرضوا علينا ما تريدون من الإجراءات لحفظ الأمن وحفظ نفوذكم في المكان الذي تسيطرون عليه، ونحن مسلمون، ومستسلمون، وليس هناك داع لتضييق الخناق على أبنائنا وبناتنا وضياع المزيد من أعمارهم خارج مؤسسات التعليم..
نرجوكم اعتبروا التعليم مثل الماء والغذاء ولا تكونوا سببا في حجب نور العلم عن الملايين، وثقوا أن انتصاركم للتعليم سيكون هو الدعاية الأقوى لاستقطاب الجماهير الصامتة...
- أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية – جامعة صنعاء – عضو منظمة (اليمن أولا)
[email protected]