<< CNN >>

السبت, 12-يونيو-2004
تجري السلطات الأمريكية والسعودية تحقيقات حول مخطط مزعوم للقائد الليبي معمّر القذافي لاغتيال وليّ العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، بحسب السلطات المختصة في كلي البلدين.

ويقوم المحققون بربط معلومات مستقاة من سجينين، أحدهما أمركي مسلم يدعى عبد الرحمن العمودي وهو معتقل في سجن في فيرجينيا، والآخر عقيد استخبارات ليبي يُدعى محمد اسماعيل، أعتقل في المملكة السعودية، بحسب ما قالته هذه السلطات.

وقالت السلطات التي تقوم بالتحقيق في الولايات المتحدة والمملكة السعودية أن السجين الأمريكي، الدكتور العمودي قال للمحققين إنه التقى بالقذافي في يونيو /حزيران وأغسطس /آب الماضيين لمناقشة تفاصيل مخطط الاغتيال.

ووفقا للعمودي فإنّ القذافي قال له في يونيو/حزيران "أريد أن يموت ولي العهد السعودي سواء في عملية اغتيال أو في انقلاب. وفي أغسطس/آب، سأل القذافي لماذا لم ير حتى الآن رؤوسا تتطاير في العائلة المالكة السعودية."

وقال محامي دفاع العمودي ستانلي كوهين لشبكة CNN "الدكتور العامودي ينتظر يومه، وهو يتعاون مع المحققين الأمريكيين في قضايا متعددة ذات أهمية للولايات المتحدة. إنه مصدوم من حجم التسريبات الحاصلة من مصادر محتملة معنية بالتحقيق، أو من مصادر استخباراتية، إنها مسألة تعنينا جميعا."

وقال الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس، ردا على سؤال حول المخطط المزعوم، "نحن ننظر بجدية للأمر وللمؤامرة، ونحقق فيها..وعندما نصل للحقائق، سنتعاطى معها وفقا لذلك."

وأضاف بوش في ختام قمة الثمانية في منتجع "سي أيلاند" في ولاية جيورجيا "لا أتكلم مع العقيد القذافي، لقد بعثت له برسالة."

هذا وكانت ليبيا قد نفت على لسان أمين لجنة الاتصال الخارجي، وزير الخارجية، الليبي عبد الرحمن شلقم، الخميس ما تضمنّه تقرير لصحيفة " نيويورك تايمز" تحدثت فيه عن خطة وضعتها المخابرات الليبية، وبعلم من القذافي، لاغتيال وليّ العهد السعودي.

وقال شلقم في مؤتمر صحفي عقده في طرابلس الخميس، إنّه لا صحّة لمزاعم الصحيفة، مضيفا أنّ "علاقتنا بالإخوة السعوديين على ما يرام."

وأضاف "إنّ أمين مكتبنا في الرياض يلتقي بصفة عادية المسؤولين السعوديين، وأنه التقى وزير الخارجية السعودي قبل يومين."

وشدّد شلقم على أنّ بلاده "لا تؤمن بسياسة العنف وأنّ رصيدها في مكافحة الإرهاب معروف."

وقالت الصحيفة الأميركية الخميس إن اثنين من المشاركين في خطة لاغتيال ولي عهد السعودية أبلغا مسؤولين أميركيين وسعوديين بأن المخابرات الليبية كانت تتآمر في العام الماضي على اغتيال الأمير عبد الله.

وقالت الصحيفة إنّه وفي الوقت الذي تعهد فيه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالقطع مع الإرهاب، فإنّ قادة مخابراته أمروا باغتيال الأمير عبد الله وبثّ عدم الاستقرار في المملكة السعودية.

وقالت الصحيفة إنّ المشاركين في الخطّة هما الوجه الإسلامي المعروف عبد الرحمن العمودي الذي يحمل الجنسية الأمريكية والقابع في أحد السجون الأمريكية في ولاية فرجينيا، والعقيد الليبي محمد إسماعيل، ضابط المخابرات الليبية والقابع في السجون السعودية، وأن كلاهما أدلى باعترافاته بصفة منفردة للمحققين السعوديين والأمريكيين.

وقالت الصحيفة إن إسماعيل ذكر أن الأوامر التي كانت لديه بأن يكون القائد الميداني للمؤامرة جاءت من اثنين من رؤساء المخابرات الليبية اللذين يتبعان القذافي مباشرة.

وقالت "نيويورك تايمز" إن مسؤولين أميركيين أكدوا ان العمودي واسماعيل قدما روايات تفصيلية عن مؤامرة ليبية لاغتيال ولي العهد الأمير عبد الله، وانه يبدو أنها روايات يعتد بها بدرجة كافية لبدء تحقيق أميركي.

غير أنّ الصحيفة أضافت أنّ المسؤولين صرحوا بأنهم مازالوا يبحثون حجم المؤامرة ومدى التقدم الذي تحقق فيها وما إذا كان القذافي ضالعا فيها.

وقالت الصحيفة إن أقوال العمودي وردت في مفاوضات بشأن الدفوع مع مدعين أميركيين لم تستكمل بعد. ووجه إليه الاتهام في أكتوبر/ تشرين الأول في محكمة اتحادية، واتهم بانتهاك العقوبات الأميركية بسفره إلى ليبيا وتلقي أموال من مسؤولين ليبيين.

وقال مسؤول في البيت الأبيض الأربعاء "إننا على علم تام بتاريخ ليبيا الواضح في التورط في الإرهاب. الزعيم الليبي معمر القذافي تعهد بقطع علاقة ليبيا بالإرهاب وبالتعاون مع الولايات المتحدة وبقية حلفائنا في الحرب على الإرهاب. ونحن نواصل مراقبة التعهد الليبي عن كثب."

وإذا ما تمّ التأكد من صحّة الاتهام من قبل حكومات واشنطن والرياض ولندن، فمن شأن ذلك أن يقلّص من مصداقية العقيد الليبي في كونه قطع مع الإرهاب.

ووفقا للصحيفة، يمكن أيضا أن يعيد العقوبات الدولية التي تمّ رفعها عن ليبيا في سبتمبر/أيلول بعد أن اعترفت حكومة طرابلس بمسؤوليتها عن تفجير طائرة أمريكية في سماء لوكربي عام 1988.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى إنّ من شأن التأكد من أي دليل عن كون القذافي نفسه أمر أو تغاضى عن عملية اغتيال أو مخطط إرهابي، أن يحوّل سياسة واشنطن تجاه بلاده 180 درجة.

وقالت الصحيفة إنّ الرئيس جورج بوش أوضح للعائلة المالكة في السعودية إنّه يعمل على التوصّل إلى معرفة ما حدث بالضبط في هذا المخطط.

أما العقيد الليبي محمد إسماعيل فيبلغ من العمر 36 سنة، وقد ألقت السلطات المصرية القبض عليه بعد أن فرّ من المملكة السعودية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث كان ينوي تسليم مبلغ مليون دولار، في أحد فنادق مكة، لفريق من أربعة سعوديين كانوا يستعدون لمهاجمة موكب لولي العهد السعودي بصواريخ محمولة على الكتف أو قذائف أر بي جي، وفقا لتصريحات نقلتها الصحيفة.

ووفقا للمخطط الذي نقلت منه الصحيفة أجزاء نسبتها لمصادر قريبة من التحقيق، فإنّ العمودي وإسماعيل سافرا إلى لندن على أمل تجنيد رعايا سعوديين يمكن أن يوفّرا مواطنين سعوديين يريدون المشاركة في العملية.

ونسبت الصحيفة لمسؤولين لم تكشف هويتيهما، قولهما إنّ ولي العهد السعودي على قناعة بأنّ القذافي كان يريد قتله وتغيير النظام السعودي، غير أنّه مع ذلك يخشى من أن "تستعمل الولايات المتحدة القضية لتغيير النظام الليبي وهو ما ترفضه المملكة السعودية."

ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي قوله "من مصلحتنا أن نبقي الحيوان في قفصه."

وعلق الرئيس الأميركي جورج بوش العقوبات على ليبيا في أبريل /نيسان وسمح للشركات الأميركية بشراء نفط ليبي والاستثمار في الاقتصاد الليبي.

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 22-مايو-2024 الساعة: 12:09 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/11177.htm