<< عكاظ >> السعودية

السبت, 12-يونيو-2004
قال الدكتور محمد يوسف المقريف رئيس ديوان المحاسبة الأسبق وسفير ليبيا في الهند ان الرائد عبد السلام جلود أورد في خطاب ألقاه بمدينة سرت خلال ما عُرف بعيد الوفاء الذي أقيم في الذكرى العشرين للانقلاب أنّ النظام أنفق منذ قيام الانقلاب وحتى ذلك التاريخ ما نسبته 22% من عائدات ليبيا النفطية (أي نحو 44 مليار دولار) على تمويل ودعم ومساندة حركة الثورة العالمية وحركات التحرّر.. جاء ذلك في احدى الحلقات التي كتبها عن النظام الليبي الذي يتزعمه القذافي.. وقد أضاف في تلك الحلقة أنّ القذافي لم يكن سعيداً بإنفاق هذا المبلغ فقط على حركات التحرّر .. لقد بدا هذا المبلغ الضخم زهيداً في نظره .. فقال وبالحرف الواحد خلال اللقاء الذي أجرته معه إذاعة لندن (البي. بي . سي. البريطانية) خلال الذكرى نفسها, ونشرته صحيفة ''الزحف الأخضر'' الرسمية في عددها الصادر يوم 25/9/1989, ما نصّه:
''إنّنا نتأسّف لأنّنا لم ننفق ثروتنا كما ينبغي .. كان يجب أن ننفق حتى على حساب الصناعة والزراعة الليبية .. على حركات التحرّر في العالم ... إنّني متأسّف جداً لأنّني لم أنفق المليارات على حركات التحرّر .. وهذا خطأ .. إذ كان يجب أن ننفق ثروتنا على هذه الحركات حتى يهزم الاستعمار والصهيونية في كلّ مكان ..''
سياسات عدوانية
لقد انتهج النظام الليبي, في ظلّ هذه الأوهام التي استبدّت برأس القذافي, تجاه جيران ليبيا وأشقائها ومع بقية دول العالم, سياسات عدوانية نزقة, قلقة ومتقلّبة ..
* تبدأ بالبذاءة الكلامية التي لا تعرف الحدود.
* وتمرّ بتسفيه الاختيارات السياسية والإيديولوجية لها جميعاً..
* وتصل إلى حدّ العدوان والتآمر السافر على بعضها وبالحروب مع بعضها ..
* وتنتهي إلى القطيعة السياسية والدبلوماسية مع معظمها.
أمّا تأجيج الفتن الداخلية والحروب الأهلية والإقليمية ورعاية وتمويل الإرهاب الدولي وجماعاته فقد ظلّت هواية القذافي ولعبته المفضّلة.
ويتّضح من مطالعة الدراسات والتقارير المتعلقة بسياسات النظام الانقلابي وممارساته وعلاقاته الخارجية (حتى عام 1989):
(أ) أنّ العمليات التخريبية والإرهابية التي قام بها عملاء النظام الانقلابي شملت أكثر من (40) دولة عربية وأفريقية وآسيوية وأوروبية وغيرها. وقد بلغ عدد هذه العمليات نحو (127) عملية:
- منها (30) محاولة انقلاب فاشلة.
- ومنها (83) حالة تدخّل وتخريب.
- ومنها (14) محاولة اغتيال فردية وجماعية.
(ب) أنّ الدول العربية تليها دول القارّة الأفريقية كانت الأشدّ تضرّراً كمّاً ونوعاً من جرّاء عمليات النظام الإرهابية/التخريبية, فكانت هناك:
- (15) محاولة انقلاب فاشلة.
- (44) حالة تدخّل وتخريب.
- (11) محاولة اغتيال فاشلة.
(ج) تعاون النظام عبر أجهزته الأمنية ومدّ يدّ المساعدة والدعم لأكثر من (30) جماعة وحركة إرهابية في العالم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار, كما مدّ يد الدعم لبعض الجماعات المتناحرة والمتصارعة في البلد الواحد ذاته.
(د) أنّ أجهزة النظام الانقلابي قامت بتجنيد وتدريب وتجهيز وتمويل أكثر من خمسة عشر ألفاً من المرتزقة الأفارقة والعرب والأوروبيين وغيرهم كما أقام النظام لهذا الغرض أكثر من ثلاثين معسكراً انتشرت في شتى أرجاء ليبيا.
الاتصال بالمنظمات الارهابية
وفي حمأة هذا النشاط العدواني الإرهابي التخريبي المتفلّت الذي مارسه النظام الانقلابي وأجهزته وعملاؤه:
- جرى الاتصال والتعاون بينه وبين كارلوس وأضرابه وأبي نضال وجماعته.
- دخل النظام حروبه مع مصر عام 1977 ومع تشاد على امتداد السنوات 1980-1987
- وتدخّل في الحرب الأوغندية عام 1979 والحرب الأهلية في لبنان منذ العام 1975 وكذلك الحرب الأهلية في جنوب السودان في السبعينات وحرب الخليج الأولى منذ منتصف الثمانينات, كما أسهم في إشعال نار الحرب في الصحراء الغربية منذ منتصف السبعينات وكذلك في الصومال.
- وسعى لاغتيال عدد من الرؤساء والقادة العرب; ياسر عرفات والملك حسين وأنور السادات, كما نفّذ جريمة اختطاف وتغييب الإمام الشيعي موسى الصدر ورفيقيه في أغسطس من عام1978.
- كما نفّذ عملاء النظام العدوان الدموي الغادر على مدينة قفصة التونسية في مطلع عام 1980, كما نفّذوا أكثر من اعتداء على حدود السودان الغربية منذ العام 1976 م.
وفي حمأة هذا النشاط العدواني الإرهابي الذي مارسه النظام الانقلابي:
* قام عملاء النظام الانقلابي خلال عام 1984 بزرع ألغام بالبحر الأحمر وخليج السويس الأمر الذي أدّى إلى إعطاب نحو (20) سفينة أثناء مرورها بهذه المنطقة خلال شهري يولية وأغسطس (تموز وآب) من العام نفسه.
* قام عملاء النظام بشحن كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات على طائرات الحجيج الليبي خلال موسم الحج 1984 وكانت المتفجرات معدَّة للسيطرة على الأماكن المقدسة بالقوة.
* قام عملاء النظام الانقلابي في عام 1985 بإرسال مائة (100) طرد ورسالة ملغومة إلى (34) صحفياً و(70) شخصية سياسية في تونس.
* قام عملاء النظام الانقلابي في أواخر عام 1985 بتنفيذ هجومين إرهابيين على مطاري روما والنمسا أدّيا إلى سقوط عدد من الضحايا قتلى وجرحى.
* قام عملاء النظام الانقلابي في أبريل/نيسان 1986 بتفجير ملهى (لابيل) الليلي ببرلين الغربية ممّا أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من (150) شخصاً من روّاد الملهى.
* قام عملاء النظام الانقلابي في 21 ديسمبر/كانون الأول 1988 بتفجير طائرة الركاب الأمريكية (بان آم) فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية ممّا أسفر عن مقتل (259) راكباً وملاحاً و(11) مواطناً اسكتلندياً على الأرض.
* قام عملاء النظام الانقلابي في 19 من سبتمبر 1989 بتفجير طائرة الركاب الفرنسية (يو. تي. أي) الرحلة (722) فوق سماء النيجر ممّا أدّى إلى مقتل جميع ركابها وملاحيها البالغ عددهم (171) شخصاً.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 01:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/11185.htm