<< الحياة >> اللندنية

الخميس, 29-يوليو-2004
المؤتمرنت -
أردوغان يتفق مع القادة الإيرانيين على منع قيام كيان كردي مستقل
في رفض واضح لقيام اي كيان كردي مستقل, أكدت ايران وتركيا رفضهما اي محاولة لتجزئة العراق وأكدتا التعاون الأمني بينهما على الحدود, كما أعلنتا عن فتح صفحة جديدة في تطوير العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية, وذلك خلال الزيارة المهمة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لطهران حيث اجتمع برئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني ومحمد رضا عارف نائب الرئيس الايراني ورئيس البرلمان حداد عادل, على ان يستقبله الرئيس محمد خاتمي اليوم.

ظهر تركيز تركي واضح خلال محادثات اردوغان في طهران, على ضرورة مواجهة الارهاب في ظل الحرب التي تخوضها أنقرة ضد عناصر حزب العمال الكردستاني التركي, في ظل دعوة تركيا دول الجوار وخصوصاً ايران الى عدم السماح لعناصر الحزب باستخدام اراضيها, اضافة الى التصدي للشق الايراني التابع لـ"الكردستاني".

وجاء ذلك في اعقاب توجيه القوات الايرانية اخيراً, ضربات قوية الى تلك المجموعات, خلال مواجهات مسلحة عند الحدود الايرانية - التركية داخل منطقة كردستان الايرانية. وشدد الجانبان على التعاون الأمني بينهما في وقت تخشى طهران من العلاقة التركية - الاسرائىلية وهي أبرز المآخذ الايرانية على حكومة اردوغان على رغم التوجهات الاسلامية للاخيرة.

وأبدت اوساط مطلعة في الجانب التركي لـ"الحياة" رغبة تركية في الرقي بالعلاقات مع ايران الى مستوى العلاقات المتطورة بين تركيا وسورية والتي شهدت في الفترة الاخيرة قفزات نوعية.


"المثلث الكردي"

وتحرص أنقرة على تقوية حال الرفض في المثلث التركي - السوري - الايراني, ضد قيام اي كيان كردي مستقل في العراق أو جواره, فيما ترى بعض الاوساط الايرانية المطلعة ان تركيا ساهمت في شكل كبير في منع قيام كيان كردي مستقل في العراق من خلال تنسيقها مع دول الجوار, اضافة الى علاقاتها القوية مع الولايات المتحدة.

ويرى بعض المراقبين ان ايران وتركيا تتقاسمان المخاوف تجاه الانباء التي تتحدث عن ازدياد النفوذ الاسرائىلي في العراق وخصوصاً في شماله الكردي, وان هذا العامل قد يكون عاملاً مساعداً على دفع التعاون الايراني - التركي في شأن العراق نحو خطوات أكثر تقدماً.

لكن ذلك لا يحجب المخاوف الايرانية من العلاقة التركية - الاسرائىلية وهي المخاوف التي دفعت المؤسسة العسكرية في ايران الى ايقاف العمل بعقد مع شركة تركية تتولى تدشين مطار الإمام الخميني الدولي في جنوب طهران لاتهامها بإقامة علاقة مع اسرائيل. وتأمل الاوساط التركية في بناء جسور ثقة محكمة مع ايران. وعلمت "الحياة" ان الجانب التركي صارح الايرانيين بضرورة ان تتسم العلاقة بالشفافية والثقة اذا ما أريد لها ان تكون ثابتة وراسخة.

ويأمل الجانبان في تنفيذ عقود اقتصادية تصل قيمتها الى خمس بلايين دولار, اضافة الى مشروع نقل الغاز الايراني الى تركيا وعبر اراضيها الى أوروبا, وهو مشروع حيوي للجانبين وقد تقف ضده الولايات المتحدة. لكن الجانب التركي لا يخفي رغبته في لعب دور بين طهران وواشنطن نظراً لعلاقته القوية مع الادارة الاميركية.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 03:49 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/12919.htm