المؤتمر نت -

الجمعة, 10-مايو-2019
المؤتمرنت -
مصر تفقد جزءا من قوتها "الناعمة"
عزوف المشاهد عن متابعة الدراما الرمضانية هذا العام يعود لاحتكار شركة واحدة للإنتاج، وانسحاب عادل إمام من الساحة الفنية لأسباب غامضة.

ويقول السيناريست والصحفي هشام أبو المكارم عن دراما رمضان: إن هذا العام يأتي مختلفا فيما يخص الدراما المصرية التي ينتظرها الجمهور المصري والعربي مع حلول شهر رمضان، فقد قلصت الدولة عدد المسلسلات التي يتم إنتاجها، ومنحت شركة واحدة تابعة لها احتكار غالبية هذه الأعمال، بل وتدخلت في المحتوى بدعوى الحفاظ على القيم والأخلاق، وهو ما يعد ردة عما حققه الفن المصري خلال السنوات الماضية وفرضا للوصاية على الإبداع.

والمشكلة ليست في وجود الدولة كطرف يشارك في الإنتاج فهذا ليس جديدا، وخلال فترة الثمانينيات والتسعينيات أنتج التلفزيون المصري المملوك للدولة أعمالا ما زالت تعتبر علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية، لكن المشكلة الحقيقية هي أن مصر حولت الدراما إلى فن موجه، وحددت له الموضوعات التي يجب أن يتناولها، مع قائمة محاذير وضوابط حولت العمل الفني إلى رسالة دعائية لسياسات النظام ليس أكثر، وقد تسببت هذه التدخلات في غياب نجم كبير مثل عادل إمام عن دراما هذا العام بعد أن قام بتصوير جزء كبير من مسلسله الجديد بالفعل، وجاء توقفه عن العمل لأسباب غامضة لم يعلن عنها أي طرف بمن فيهم عادل إمام نفسه.

ورغم مرور أيام قليلة من شهر رمضان إلا أن المتابعين رصدوا انخفاضا ملحوظا في نسب المشاهدة، خاصة بعد منع بث حلقات المسلسلات على موقع يوتيوب وقصرها على تطبيق ذكي تم الإعلان عنه مع حلول رمضان يتيح المشاهدة ولكن بعد دفع اشتراك مادي.

وأعتقد أن ما حدث هذا العام يعود بالفن المصري خطوات إلى الخلف وأفقد مصر جزءا آخر من قوتها الناعمة التي كانت تتمتع بها، من ثم لا بد من إعادة النظر في المنهج الذي تتبعه مصر حاليا، بحيث تترك العملية الإنتاجية للمنافسة الحرة بين شركات الإنتاج، وترفع رقابتها الصارمة المفروضة حاليا على الإبداع، وفي مقدمته الفن السينمائي والتلفزيوني.

المصدر: RT
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/145855.htm