الإثنين, 22-يونيو-2020
المؤتمر نت -    يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
متى تتوقف الأمم المتحدة عن الدوران ‬‬في‮‬ حلقتها المفرغة باليمن؟! ‬
ما من شك أن اهتمام المبعوث الأممي بإجراء حوارات مع مختلف الفعاليات اليمنية يعد امراً له اهميته خاصة وأن هذه الحوارات تعمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف المتحاورين وبمختلف اتجاهاتهم السياسية ، وتضع حداً لحالة الغموض التي تشوب المشهد وتثير العديد من التساؤلات المشروعة ، خاصة ما يتعلق منها بدور الأمم المتحدة والذي بات محاطاً بالتشكيك بعدم جديتها في لعب دور اكثر فاعلية يضمن تحقيق خطوات متقدمة على صعيد عملية السلام الشامل الذي ينشده اليمنيون كمخرج وحيد من حالة الصراع وما يتركه من تداعيات خطيرة على حياتهم..
لكن ما يحسب على هذا المجهود للمبعوث الأممي أن هذه الحوارات لم تسفر بعد عن رؤى مشتركة تعبر عنها هذه الفعاليات وتعلن على الملأ موقفها الموحد إزاءها .. الأمر الذي جعل من هذه اللقاءات مجرد حالة استماع لما يعرض من قضايا وآراء وتظل تعبيراً عن مداخلات ورؤى يتمسك اصحابها بها الأمر الذي لايدلل على تحقيق انجاز عملي يبنى عليه في خوض محطات جديدة تبنى على نتائجها التي مازالت للأسف كما اشرت مجرد آراء باستثناء اجماع المتحاورين على اهمية الحوار كمخرج وحيد للازمة اليمنية وهو تعبير باتت حتى القنوات السياسية تكرره لكن دون جدوى‮..‬
ونحن هنا لا ندعو إلى ايقاف هذه الحوارات وانما ندعو الى ضرورة ان تحقق نتائج عملية تدفع بكافة الشخصيات المشاركة والتي تمثل في غالبيتها المجتمع المدني الى إعلان مواقف موحدة إزاء كثير من القضايا التي يتم مناقشتها وبالصورة التي تمثل رسالة واضحة وجلية للرأي العام‮ ‬اليمني‮ ‬والقيادات‮ ‬السياسية‮ ‬المعنية‮ ‬بعملية‮ ‬الحوار‮ ‬وبالصورة‮ ‬التي‮ ‬تدفع‮ ‬هذه‮ ‬القيادات‮ ‬الى‮ ‬وضع‮ ‬هذه‮ ‬المواقف‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬اجندتها‮ ‬التفاوضية‮ ‬كمواضيع‮ ‬تم‮ ‬حسمها‮ ‬بشكل‮ ‬مهني‮ ‬وبعيداً‮ ‬عن‮ ‬التأثيرات‮ ‬للأجندات‮ ‬الحزبية‮..‬
ولاريب ان تحقيق ذلك يتطلب من المبعوث الأممي إعداد برامج واضحة لعملية الحوارات وبالصورة التي تضمن تحقيق نتائج طيبة وتلك عملية ليست بالمعقدة وإنما باستطاعة خبرات الأمم المتحدة ومبعوثها وبما تمتلكه من معارف ومهارات في إدارة التفاوض ان تضمن من الناحية التخطيطية والتنظيمية تحقيق هذه النتائج وبما يمكنها من اختصار المسافات وذلك اسلوب انجع واضمن من الاعتماد على حوارات استماعيه لاتفضي الى أي نتائج سوى التمسك المسبق بالمواقف المعروفة من هذا الطرف أو ذاك..
نقول ذلك من منطلق نجاح مفاوضات كهذه في اكثر من بلد حيث استطاعت بعض الحوارات مع فعاليات مختلفة ومنها على سبيل المثال أن تجعل للمرأة دوراً مهماً وضاغطاً على المتحاورين الكبار وبما يجعلهم مجبرين على ضرورة التعاطي مع هذه النتائج لكونها تمثل قضية رأي عام ووجدت أصداء‮ ‬ايجابية‮ ‬لدى‮ ‬المراقبين‮ ‬والمهتمين‮ ‬والنقاد‮ ‬بالإضافة‮ ‬الى‮ ‬تأييد‮ ‬اطارات‮ ‬مختلفة‮ ‬لها‮..‬
ولكون عملية الحوارات التي يقوم بها المبعوث الأممي والتي كان آخرها اللقاء الذي نظمه مكتبه بصنعاء مع المرأة تعد امتداداً لحوارات سابقة لفعاليات مختلفة من حيث النتائج بل ومن حيث التغطية الاعلامية الشاملة لكل ماتم استعراضه والتعليق عليه ، إلا أنه كحدث مرّ مرور الكرام دون أن يحظى حتى بمتابعة شاملة وانما مجرد خبر سرعان ما ضاع في زحمة الاخبار التي يزخر بها المشهد اليمني وهو أمر يدعونا الى دعوة المبعوث الأممي لإعادة النظر في عملية التخطيط والتنظيم لهذه اللقاءات بهدف تحقيق الجدوى من ورائها ، خاصة وأن هناك من ينظر لهذه اللقاءات الى كونها مجرد ملء فراغ لوقت المبعوث الأممي وهو وقت يعاني كثيراً من حالة الفراغ الشاملة والناتجة بفعل تعثر الحوار وعدم القدرة على تحريكه وكذا عدم القدرة على التعاطي مع المستجدات الجديدة والتي طالما تفرز واقعاً جديداً بأحداث جسام لايمكن لأسلوب الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬ومبعوثها‮ ‬من‮ ‬تجاوزها‮ ‬للسير‮ ‬نحو‮ ‬بلوغ‮ ‬مفاوضات‮ ‬يكتب‮ ‬لها‮ ‬النجاح‮..‬
كون هذه التداعيات وما تمثله من خطورة قد خلقت عوائق جديدة تضيف الى ملف الحوار تعقيدات اشد وكل ذلك بات يعكس في مجمله ضعف ووهن إدارة الأمم المتحدة للحوار ، ويتطلب منها إجراء تغييرات شاملة وجذرية على صعيد إدارتها لهذه العملية يضمن لها التحرر من الوقوع في اتون التجاذبات الاقليمية والدولية التي تقودها الدول المؤثرة للحفاظ على مصالحها باليمن دون النظر الى مصلحة اليمنيين .. خاصة وأن تأثير كهذا عبرت عنه مؤخراً الأمم المتحدة بقيامها بشطب تحالف العدوان من قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن في ظل رصد دولي لفظاعة الانتهاكات التي باتت تمثل جرائم حرب ارتكبها ضد اليمن وفي ظل حالة التشويش والتضليل الاعلامي الذي يمارسه العدوان بهدف احتواء ردات الفعل الغاضبة على هذه الخطوة والتي تؤكد مختلف الدلائل والمؤشرات بأنها جرائم حرب ضد الانسانية لن تسقط بالتقادم وأنه ليس بإمكان الأمم المتحدة تغييب هذه القضية في ظل تعدد الإطارات المهنية المعنية بالرصد والتحليل والمتابعة المستمرة لتنفيذ القانون الإنساني بمهنية وبعيداً عن الاجندات الضيقة للقوى المؤثرة في إدارة الصراع بين اليمنيين..
وخلاصة ما أود التأكيد عليه أن المبعوث الأممي ومعه الأمم المتحدة لن يخلصا الى نتيجة عملية وفاعلة تساعد اليمنيين على الخروج من ازمتهم الطاحنة بل سيظلان يراوحان مكانهما ويدوران في حلقة مفرغة للأسف الشديد على حساب مقدرات وإمكانات ودماء اليمنيين..
وهو ما يعني أن على الأمم المتحدة أن تقدم اطاراً جديداً يساعدها أولاً على السير نحو انجاز تسوية بأسلوب تفاوضي جديد يتخلص تماماً من تفاعلات لمشاركات غير مجدية ومن حالة انتظار حدوث مصائب جديدة تضاف إلى مصائب اليمنيين وما أكثرها وما أفظع تأثير دراساتها علي حياة‮ ‬اليمنيين‮ ‬حيث‮ ‬بات‮ ‬الموت‮ ‬اهون‮ ‬منها‮ ‬بل‮ ‬وأرقى‮.‬

رئيس تحرير صحيفة الميثاق
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 11:25 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/151550.htm