المؤتمر نت -

الأربعاء, 30-سبتمبر-2020
فاطمة‮ ‬الخطري -
سبتمبر‮ ‬الثورة‮.. ‬العنفوان‮ ‬الذي‮ ‬لن‮ ‬يموت‮ ‬
ونحن نحتفي بذكرى ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة هذا العام وهي الثوره التي غيرت معالم اليمن كلياً نتذكر حجم التضحيات التي صنعت فجر اليمن الجديد مستلهمين مواصلة مسيرة الثورة بذات الروح النضالية التي واجه الرعيل الأول من مناضليها كل تحديات ومخاطر المؤامرات التى استهدفت وأدها.. وما كان لشعب عظيم ان يسمح بذلك فهب للإنتصار لثورته ونظامه الجمهوري في وجه العدوان الخارجي الاقليمي والدولي والذي أدت دوره مملكة بني سعود الذين يكررون اليوم ذات المشهد للعام السادس على التوالي، ليقابَل عدوانهم بصمود اسطوري من قبل شعب يرفض الوصاية‮ ‬والهيمنة‮ ‬وأي‮ ‬مساس‮ ‬بسيادة‮ ‬وطنه‮ ‬ووحدته‮ ‬واستقلاله‮ ‬وكرامة‮ ‬شعبه‮.‬
يأتي احتفالنا هذا العام وشعبنا وقواته المسلحة يواصلون مواجهتهم للعدو التاريخي لليمن واليمنيين الذي رأيناه منذ اليوم الأول للثورة اليمنية وهو يحيك المؤامرات وينصب شراك دسائسه علَّه يستطيع النيل من إرادة اليمنيين الذين اعلنوها ثورة ضد كل اشكال الاستبداد والاستعمار‮ ‬والتدخل‮ ‬والوصاية‮ ‬الخارجية‮.. ‬وهاهم‮ ‬اليوم‮ ‬يواجهون‮ ‬كل‮ ‬هذا‮ ‬بذات‮ ‬العنفوان‮ ‬الذي‮ ‬واجه‮ ‬به‮ ‬شعبنا‮ ‬اعداء‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬في‮ ‬معركة‮ ‬نزال‮ ‬كُتبت‮ ‬منذ‮ ‬يومها‮ ‬الأول‮ ‬بدماء‮ ‬العزة‮ ‬والكرامة‮ ‬والفداء‮.‬
إن هذه المناسبة المتجددة تستمد هذا التجدد اليوم بعد ما يزيد على خمسة عقود من عظمة ما قام به اولئك الأبطال الميامين من منتسبي القوات المسلحة اليمنية لتغيير واقع اليمن الذي كان يعيش حالة جمود وتخلف في جزء منه ويرزح تحت جبروت مستعمر سام ابناء شعبنا ويلات العسف‮ ‬والتشظي‮ ‬في‮ ‬الجزء‮ ‬الآخر‮.‬
ونحن دائماً ما نقول في هذه المناسبة الوطنية العظيمة إن الثورة بناء وعمل متواصل في شتى ميادين ومتطلبات الحياة.. وكونها كذلك رأينا لوحاتها البديعة طيلة السنوات الماضية من عمرها تنشر أمزانها على قمم الجبال والسهول والأودية.. بالعمل والإنجاز، بانتصارات دائمة النماء‮.. ‬بارتياد‮ ‬مراحل‮ ‬أكثر‮ ‬تطوراً‮ ‬وأشمل‮ ‬عطاءً‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬الصعاب‮ ‬والتحديات‮.‬
هذه‮ ‬هي‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬المجيدة‮ ‬التي‮ ‬كتب‮ ‬أحرفها‮ ‬المناضلون‮ ‬بدمائهم‮ ‬وآمالهم‮ ‬العريضة‮ ‬في‮ ‬التخلص‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬أشكال‮ ‬الرجعية‮ ‬والوصاية‮ ‬والهيمنة‮ ‬والاستبداد‮ ‬إلى‮ ‬غير‮ ‬رجعة‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮.‬
هي‮ ‬وحدها‮ ‬الثورة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬يعلو‮ ‬على‮ ‬صوتها‮ ‬ولا‮ ‬يمكن‮ ‬إطفاء‮ ‬جذوتها‮ ‬وتجاوزها‮ ‬والقفز‮ ‬عليها‮.‬
هي الثورة بالأمس واليوم وغداً تحثنا على العمل الوطني الدائم والمستمر بشموخ وصلابة.. بعزيمة رجال الرجال الذين يرفضون الوصاية والظلم والطغيان أينما كان وأينما وُجد.. ونراهم اليوم في كل سهل ووادٍ وجبل يواجهون نفس انظمة الأمس التي أرادت وأد الثورة.. يواجهونهم بعزيمة‮ ‬ثابتة‮ ‬وعنفوان‮ ‬راسخ‮ ‬انتصاراً‮ ‬لأرضهم‮ ‬الكريمة‮ ‬وسيادة‮ ‬بلدهم‮ ‬وكرامة‮ ‬أبناء‮ ‬شعبهم‮.‬
وبرغم الأحداث التي خلّفتها السنوات العجاف الأخيرة وتأثيرها على بناء الثورة واستمرارية تجددها بالعمل والإنجاز إلا أنها ستبقى الحلقة الفارقة بين الأمس الغارب الذي لم ولن يعود وبين سنوات الوطن بعد حدثها الأعظم قبل 58 عاماً من الآن وما أحدثته من تغيير كلي على كافة‮ ‬مناحي‮ ‬الحياة‮ ‬وبناء‮ ‬الإنسان‮.‬
هي‮ ‬ثورة‮ ‬26‮ ‬سبتمبر‮ ‬الخالدة‮.. ‬أعظم‮ ‬الثورات‮ ‬التي‮ ‬أيقظت‮ ‬قلب‮ ‬المارد‮ ‬ليدك‮ ‬جحافل‮ ‬الاستبداد‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬منطقة‮ ‬ومكان‮ ‬في‮ ‬بلادي‮.‬
هي‮ ‬الثورة‮ ‬الخالدة‮ ‬خلود‮ ‬هذه‮ ‬الدنيا‮.. ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تندثر‮ ‬أو‮ ‬تضيع‮ ‬أو‮ ‬يتجاهلها‮ ‬التاريخ‮ ‬مهما‮ ‬عملت‮ ‬قوى‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬تغيير‮ ‬لونها‮ ‬وشكلها‮ ‬وأيقونتها‮ ‬المحفورة‮ ‬في‮ ‬قلوبنا‮.‬
ويقيناً لن يكتمل احتفاؤنا بهذه المناسبة الوطنية العظيمة إلا بانتصارها على هذا العدوان الغاشم الذي يواصل ارتكاب جرائمه بحق اليمن واليمنيين دون حياء ومعه أدواته التي باعت وطنها وارتضت لنفسها أن تكون أداة ليس لتدمير بلدها فحسب وإنما إيضاً لاحتلاله، منذ اكثر من‮ ‬خمسة‮ ‬أعوام‮.‬
لن يكتمل احتفاؤنا وفرحنا إلا بالانتصار على كل صور واشكال التآمر الخارجي الهادفة إلى إعاقة مسار بناء الدولة اليمنية الموحدة والقوية ذات المؤسسات الكفؤة العادلة والقادرة على تجاوز كل التحديات وتحقيق كل آمال وطموحات الشعب.
هنيئاً‮ ‬لنا‮ ‬ثورة‮ ‬الـ‮ ‬26‮ ‬من‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962م‮.. ‬ثورة‮ ‬الشعب‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬ولن‮ ‬تتغير‮.. ‬ويستحيل‮ ‬فرض‮ ‬الوصاية‮ ‬عليها‮ ‬من‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬مهما‮ ‬كان‮ ‬حجمها‮.‬
الرحمة‮ ‬للشهداء‮.. ‬والشفاء‮ ‬للجرحى‮..‬
وحفظ‮ ‬الله‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮.. ‬
وكل‮ ‬عام‮ ‬والوطن‮ ‬أكثر‮ ‬قوة‮ ‬وثباتاً‮ ‬وبألف‮ ‬خير‮.‬

‮❊ ‬الأمين‮ ‬العام‮ ‬المساعد‮ ‬للمؤتمر‮ ‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 01:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/153357.htm