الخميس, 16-يونيو-2022
المؤتمر نت -  يحيى‮ ‬علي‮ ‬نوري -
التسوُّل‮ ‬نتاج‮ ‬عدوان‮ ‬وتصدُّع‮ ‬اقتصادي
العالم أجمع يجمع على ان بلادنا تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة وتنذر بمخاطر فظيعة تدفعه للمطالبة بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني وانقاذه من المزيد من تداعيات هذه الكارثة التي تستوجب جهداً دولياً مكثفاً وتعاوناً فاعلاً من مختلف الأطراف اليمنية..
تأييدات تحولت إلى برامح وخطط للعديد من المنظمات الإنسانية بهدف التخفيف من معاناة شعبنا وتمثل استجابة للنداءات الدولية المحذرة بقوة من تفاقم الوضع الإنساني باليمن وما سيترتب عليه من تبعات خطيرة..
وهي استجابة إيجابية بالرغم من ملاحظاتنا على أداء هذه المنظمات والتي طالما سلطنا الأضواء على ما يشوب أنشطتها من جوانب سلبية خاصة على صعيد تنفيذ برامجها على الواقع وما يعتريه من حاله ارتجالية وعشوائية..
وكذا‮ ‬المطالبة‮ ‬الملحة‮ ‬بضرورة‮ ‬معالجة‮ ‬كل‮ ‬قصور‮ ‬وبالصورة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تشكل‮ ‬استغلالاً‮ ‬للوضع‮ ‬الإنساني‮ ‬في‮ ‬بلادنا‮ ‬بفعل‮ ‬اتساع‮ ‬حالة‮ ‬الفساد‮ ‬في‮ ‬برامجها‮ ‬وفي‮ ‬ترويجها‮ ‬لها‮ ‬على‮ ‬النطاق‮ ‬الدولي‮.‬
وللأسف الشديد ان نجد في بلادنا أصواتاً لا تكترث بهذا الجهد الدولي وتتعامل مع الوضع الإنساني والجهود الدولية بسطحية شديدة وتنظر لافرازاته وتداعياته من منظور المؤامرة كوصف أحدهم لحالة التسول في مجتمعنا واتساعها بالمؤامرة الخارجية وهو ما يعني أنها ليست نتاجاً للأوضاع الاقتصادية المتردية تماماً وهو ما ينسف كل ما تعرض له المنظمات الإنسانية التي ينبغي علينا كيمنيين التناغم مع كل ما تعرضه من تقارير وحقائق كارثية عن الوضع الإنساني في بلادنا جراء العدوان والحصار وتأكيد تمسكنا بكل موقف دولي يعبر عن معاناة شعبنا لا التصادم‮ ‬معه‮..‬
وفي ذلك لاريب ضرب بعرض الحائط بكل معاناة المواطنين وتشويش للملف الإنساني برمته في الوقت الذي يحتم على الجميع بذل كل الجهود باتجاه إنجاح كل دور دولي يستهدف معالجة الأوضاع الإنسانية في بلادنا والعمل على تذليل الصعوبات التي تعترض سير هذا المجهود وبدرجة عالية من الحماس والتفاعل باعتباره جانباً إنسانياً ووطنياً يقع على درجة عالية من الأهمية القصوى التي تستدعي دوماً التعامل معه بعيداً عن الرؤي والأجندة الضيقة أو الآراء الشخصية التي تعبر عن ضيق في النفس وعدم مبالاة في قضية وطنية كهذه..
وخلاصة: ان الأزمة الإنسانية التي تعيشها بلادنا تتسع معها من يوم لآخر دائرة المهتمين والدارسين في أماكن عدة من العالم، الأمر الذي يحتم علينا الاستعانة بباحثينا في دراسة وتحليل الملف الإنساني لنسهم أيضاً في رفع مستوى أداء المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية المعنية بالعمل في بلادنا .. وتبني الإدارة المفتوحة معها وتعزيز دورها بالصورة التي تمكنا من خدمة مجتمعنا والتخفيف من معاناته وكذا البعد عن الآراء والتصورات التي لا تقل كارثية عن كارثية الأزمة الإنسانية التي نعاني منها .. ولنقل خيراً أو نصمت..
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:55 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/164176.htm