ترجمة عن < نيوز ويك>

الأحد, 12-ديسمبر-2004
بقلم: مايكل إيسيكوف ومارك هوزنبول -
هل من تحالف حقيقي بين جماعة الزرقاوي وفلول النظام السابق؟
خطفت حملة أبو مصعب الزرقاوي الوحشية لتفجير السيارات وجز الأعناق معظم عناوين الأنباء الآتية من بغداد في الأسابيع التي سبقت انتخابات الرئاسة الأمريكية. بيد أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكيين والبريطانيين يعتقدون أن الهجمات الإرهابية التي تنفذها شبكة تمرد أكبر حجما - وأكثر إنذارا بالشؤم - يشرف عليها فلول حكومة صدام حسين المخلوعة قد يكون لها أثر أكثر فداحة علي مساعي الولايات المتحدة لبسط الاستقرار في العراق قبل اجراء الانتخابات العراقية المقررة في نهاية يناير.
لقد أكد الرئيس جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني مراراً وتكراراً أن الحكومة العراقية الجديدة والقوات الأمريكية تحققان نجاحاً في بناء عراق ما بعد صدام. وأصر تشيني علي القول: إن ما نفعله في العراق هو عين الصواب. ولقد حققنا تقدما مهما في العراق .
بيد أن المعلومات التي تتدفق علي أجهزة الاستخبارات وهيئات الدفاع الأمريكية تشير إلي أنه لو كان هناك تقدم يحرز فإنه لا يسير في الاتجاه الصحيح.
وتشير مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية مثلا إلي أن المعدل الذي تزرع به أدوات التفجير المرتجلة - أي القنابل المنزلية الصنع بلغة الجيش - في أنحاء العراق بصورة يومية، تضاعف تقريبا منذ الربيع الماضي. وتقول تلك المصادر إن معدل القنابل المزروعة خلال مايو ويونيو وصل إلي نحو 500 قنبلة لكل شهر. ويقل ذلك العدد حاليا عن ال 1،000 بقليل في الشهر، مما يعني أن نحو 30 قنبلة تزرع في مكان ما بالعراق كل يوم. (تعثر القوات الأمريكية أو الفنيون العراقيون علي نصف ذلك العدد تقريبا ويبطلون مفعوله قبل أن ينفجر).
ويري الخبراء الأمريكيون أنماطا متكررة في الأسلوب الذي تصنع به القنابل المرتجلة وتزرع، مما عزز رأي كثير من المحللين الذين يعتقدون أن هناك مجموعتين مختلفتين من المتمردين تتألف إحدي المجموعتين، وهي صغيرة نسبيا، من المجاهدين معظمهم مقاتلون أجانب تسللوا إلي العراق من دول مجاورة مثل سوريا والأردن والسعودية. ويبدو أن هؤلاء الجهاديين يضعون بصورة متزايدة تحت زعامة أبي مصعب الزرقاوي، الذي جعله ظهوره المسرف في شرائط الفيديو (والذي تعتقد أجهزة الاستخبارات الأمريكية أنه يشمل شهر مدية في شريط ذبح رجل الأعمال الأمريكي نيكولاس بيرغ ورهائن آخرين) ثاني أشهر إرهابي في العالم بعد أسامة بن لادن.
ويعتقد محللو الاستخبارات الأمريكيون أن نواة جماعة الزرقاوي تتألف من مقاتلين يتراوح عددهم بين 200 و300 شخص فحسب، وربما عدد مماثل من المؤيدين الحقيقيين، وما يتراوح بين 1،000 و2،000 آخرين من المؤيدين الضمنيين أي من قد يكونون مستعدين لتقديم الأطعمة أو الملاذ أوالدعم اللوجستي للمقاتلين النشطين. غير أن أثر هذه الشبكة الصغيرة نسبيا أكبر بكثير من حجمها. ويعود ذلك إلي استعداد الزرقاوي لاستخدام أبشع الأساليب الإرهابية التي تتراوح بين تسجيل عمليات الذبح وتفجير أهداف مدنية وغير عسكرية بشاحنات ملغومة (مثل تفجير مقر الأمم المتحدة أو السفارة الأردنية في بغداد) والخطف الجماعي والاعدام الجماعي للمجندين الجدد في هيئات الشرطة والأمن العراقية.
ولكن ربما كان لشبكة أكبر حجما تتألف من الموالين للرئيس السابق صدام حسين - وتديرها مخابراته المرعبة السابقة - دور مماثل وإن لم يكن أكبر في التمرد بالعراق. وتقول مصادر في الاستخبارات الأمريكية والبريطانية إن شبكة البعثيين السابقين تضم ما يتراوح بين ثمانية وعشرة آلاف مقاتل نشط - أي أن نواتها تفوق نواة شبكة الزرقاوي ب 40 أو 50 مرة- وتتمتع بمثل ذلك العدد علي الأقل من المتعاطفين معها أو من يقدمون لها دعما لوجستيا.
وخلافا للزرقاوي وأعوانه المدفوعين بأفكار دينية لا يقدم البعثيون عروضا سادية مثل عمليات الذبح علي الإنترنت والتفجيرات الانتحارية الأوسع نطاقا. غير أن المحللين الأمريكيين يعتقدون أنهم مسؤولون عن كثير من التفجيرات الأصغر حجما التي تستهدف قوافل الامدادات وخطوط انابيب النفط وتشكل اغلبية العمليات الإرهابية التي تنفذ في العراق يوميا. وفي حين أن أثر هذه الهجمات قد يكون أقل وطأة علي الشعبين الأمريكي والعراقي من هجمات الزرقاوي المشبعة بالدماء فإنها مع ذلك تلحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد العراقي وتبدو متزايدة. ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين ان صدام ومخابراته خططا بعناية شديدة لتمرد البعثيين قبل الغزو الأمريكي وأن من يقود ذلك التمرد هما قسما المخابرات العراقية السابقة المعروفان اختصارا باسم أم 14 وأم 16 واللذان كانامسؤولين عن مراقبة الجماعات الإرهابية المحلية والعالمية والتواطؤ معها وفقا لبعض نظريات المؤامرة.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إنه فيما يسود اعتقاد بعدم وجود تحالف كبير بين مجاهدي الزرقاوي وأشباح صدام السابقين فإن المتمردين المتنافسين قد يتعاونون بين الفينة والأخري لأغراض خاصة وشن هجمات محددة. وتقر مصادر الاستخبارات الأمريكية بأن الشبكتين تتمتعان بموارد غير محدودة تقريبا من المواد العسكرية.
كشف مسؤولون في الأمم المتحدة لنيوزويك ان قضية القعقاع قد تكون البداية لما هو أعظم، إذ من المعتقد ان ما يصل إلي عشرة آلاف طن من مواد الأسلحة التقليدية الأخري في ارجاء العراق نهب بعد الغزو الأمريكي حسب قول المسؤولين وفضلا عن ذلك نهب اللصوص ما يصل إلي 30 من منشآت الأبحاث النوويةال 90 في عهد صدام، وأفرغوا بعضها من جميع محتوياته.
وفي حين أن معظم المواد الني نهبت من المواقع النووية تعتبر مواد صناعية ذات استخدام مزدوج ولا فائدة لها عند الإرهابيين فإن نهب مستودعات الأسلحة التقليدية يعني ان معين الزرقاوي والبعثيين من الأسلحة لن ينضب قريبا، وأن التمرد قد يستمر فترة طويلة قبل أن يفقد زخمه.

ترجمة عن < نيوزويك >
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 13-أكتوبر-2024 الساعة: 12:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/17347.htm