المؤتمر نت - .

الأربعاء, 02-نوفمبر-2005
المؤتمرنت - البيضاء/ عبد الله السوادي -
عودة أهازيج الحصاد مع بدء موسمه بالبيضاء
مع بدء موسم الحصاد الذي تشهده مناطق كثيرة من محافظة البيضاء هذه الأيام ونظراً لتميز هذا الموسم بعد أن منَّ الله سبحانه وتعالى بهطول الأمطار على أغلب مناطق المحافظة قبل عدة أشهر يشاهد انتشار المروج الخضراء الممتلئة بالزرع الذي بدأ حصاده هذه الأيام.
ومع إطلالة نسائهم وأنوار الفجر الأولى ينطلق المزارعون إلى حقولهم المزروعة "بالذرة" والتي تزرع بشكل موسم وهم يرددون الأهازيج الخاصة بموسم الحصاد والمتوارثة بشكل متواتر من الأجداد القدماء فرحين ومستبشرين بالخير الذي من الله به عليهم ونورد هنا بعض هذه الأهازيج التي يرددها المزارعون أثناء عملية الحصاد ونبدأ من عند ترديدهم للأبيات التالية وبشكل جماعي عند سراحهم إلى الحقول والوديان مرددين.
( سرحنا اليوم بالله.. وطابت كل نية. ألا يا رحمن فك الغوين الملتوية)
والغوين الملتوية يقصد بها عقد أو حلقة الدين والذمة ويقصدون بها دعاء الله سبحانه وتعالى بتفريج كرب دينهم والوفاء بذمتهم.
وبعد بدأهم بعملية الحصاد يرددون أهازيج متعددة تحمسهم على الإسراع بعملية الحصاد وتشكل حافز معنوي لإنجاز حصادهم وجلي ثماره ومنها:
ألا يا هل السيول أطلقونا.. غابت الشمس.
ألا من ميد بكره نجيكم برقة الشمس.. يا جردمة صبي حب من حبنا.. يا خير حب .. يا الله يسيل ولا مطر.. يسقي لنا ودياننا.
وحينما يتوقفون عن العمل للاستراحة وشرب القوة يعودون متحمسين للعمل ومرددين " ألا يالله لك الحميد.. وشكراً لك وطاعة.. وجنبنا المعاصي .. وذي ما به لفاعه." ومنها أيضاً وتردد بعد العصر
" هز الفرج وأعجبني الليلة بردوده.
برود الجو حيا الله الليلة بروده.. تحريم الكف يا رازقي من فوق عوده.
وأيضاً. يا قلامة وأحنا قلمنا الجعيدي.. يا ما قلمناه وعاده"
والجعيد هو السنابل وقلمنا بمعنى قطعنا ويردد عند قطع السنابل عن القصب ومنها أيضاً" رويح الليل يا ذي ... المراوح جله.. ألا مانا مروح وهم خلوه كله
وتتعد وتتنوع هذه الأهازيج من منطقة إلى أخرى وبعد أن يتم حصاد الزرع وفصل السنابل عن القصب تحمل السنابل وتكوم في أكوام على سفح جبل صخري صغير مستوي القمة لكي يتم فصل الحب من السنابل باستخدام العصي "الملباج" من قبل عدد من المتخصصين بذلك، ويحمل القصب إلى المشاييم" ويوضع على شكل حزام متراصة بشكل عمودي مثلثي وتسمى الأماكن التي يتم تكوين السنابل فهيا " بالأوصاد" ونلاحظ استنفار الجميع في عملية الحصاد بما في ذلك المغتربين العائدين لأرض الوطن وكذا وجود روح تكامل بين المزارعين وبين من يأتوا لطلب القصب ولا يتوانوا في إمدادهم مما من الله به عليهم وقديماً اعتمد اليمنيون على خيرات أرضهم وحققوا اكتفاءهم الذاتي منها، وعاشوا أحراراً مستعلين بحكمهم. وآراءهم لأنهم معتمدون على أ نفسهم وعلى خيرات أرضهم وطبقوا النظريات الاقتصادية .... غيرهم..


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25511.htm