الجمعة, 18-نوفمبر-2005
كتب/ عبد الرحمن علي -
للإخوة الأعزاء.. نقول
إلى الإخوة الأعزاء في صحف المعارضة وأحزابها نقول بكل الحب والود والاحترام الأخوي والمهني بأننا سئمنا تقارير الإدانات والاتهامات وخطابات التشكيك ومناشير الإحباطات التي توزعها صحفكم وبيانات أحزابكم.
للإخوة الأعزاء في صحف المعارضة وأحزابها نقول بكل الصدق: ألا ترون أن ثمة أموراً أُنجزت وإيجابيات استقامت ومشاريع أُقيمت وفروقاً إيجابية تحققت. ألا ترون وطوال الخمسة عشر عاماً، منذ قيام الوحدة في 22مايو 1990م حتى الساعة- أن هناك شيئاً أو حتى بعض الشيء قد تحقق لصالح الناس، والوطن لا بد من الإشارة إليه؛ باعتباره منجزاً تحقق بفضل جهود الشعب ولصالحه ومصلحته.
أيها الإخوة الأعزاء: سئمنا الحديث عن الديمقراطية الناقصة من وجهة نظركم، وكأن الممارسة الديمقراطية في البلاد يمارسها طرف ويتفرج عليها الطرف الآخر، وكأنه ضيف شرف لا طرف مشارك وأساس في العملية الديمقراطية.
سئمنا التوزيع المجاني للإحباط من قبلكم، فكل شيء في الوطن غير جيد، ولا مكتمل ولا مفيد، ولا يُستفاد منه، كل عمل للحكومة هو عمل فاشل من قبلكم وكل حوار عربي أو دولي تديره القيادة، لابد وأن يسبقه التشكيك وترافقه الشائعات، وينتهي من وجهة نظركم إلى خيبة أمل.
قلنا هذا ونقوله لأن هناك الكثير من الأشياء والمنجزات الطيبة قد تحققت لصالح وطننا وشعبنا، وثمة تغيرات إيجابية تحدث الآن على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تغيرات إيجابية لصالحنا جميعاً كوطن وكمواطنين وأن ثمة تطورات في الحياة السياسية وتطورات تمس الحرية الديمقراطية هي قيد البحث للبدء بها؛ سواء ما يتعلق بانتخاب مجلس الشورى، والمحافظين، ووصولاً لإعادة قراءة ملف التجارب الانتخابية العامة للاستفادة من درس الماضي، وتجنب أخطائها قبل خوض الانتخابات المحلية والرئاسية القادمة.
للأعزاء في صحف المعارضة وأحزابها نقول: إن ذكر الإيجابيات التي تحققت في الوطن من قبل حكومة المؤتمر لا يمثل جريمة، ولا نقيصة بحق أحزاب المعارضة ولكنه تدريب على الإقرار بإيجابيات الآخر، والاعتراف بدوره مثلما نمارس حقنا في نقد الآخر ونشر غسيل أخطائه.
للأعزاء في صحف المعارضة نقول: ليس معقولاً ولا منطقياً، ولا موضوعياً أن تقفز صحف المعارضة وأحزابها فوق كل منجز وأي منجز تحقق طوال الخمسة عشرة عاماً الماضية لمجرد أن صانع ذلك المنجز هو المؤتمر الشعبي العام.
أخيراً نقول: رائع أن يكون في البلاد معارضة قوية ناضجة رصينة في ممارساتها، موضوعية صادقة في إطلاق أحكامها. فالديمقراطية في البلاد لن تتطور، ولن تتعزز إلا بالمزيد من الممارسة الديمقراطية.
أخيراً نقول: دعونا نختلف في الرؤى والأفكار، ونواصل تنافسات خدمة بناء الوطن أرضاً وإنساناً.. دعونا نتفق ألاَّ تقفز على الواقع وألاّ نبالغ في إصدار أحكامنا عليه.
دعونا نتفق على أن التعامل الصحفي والحزبي مع قضايا لها علاقة بالأمن والاستقرار وإثارة الفتن والنعرات والعودة للمفردات السياسية التي تسبقت 22 مايو 90م تمثل خطراً حقيقياً يهدد الديمقراطية وتعدد الممارسة الواعية والمطلوبة، منها لصالح الفوضوية والمناكفات السياسية والحزبية والغوغائية.
للإخوة الأعزاء في صحف المعارضة وأحزابها: لابد أن تديروا أعينكم فثمة حقيقة تفيد أن هناك أكثر من جميل ورائع موجود في الوطن هو ملك لنا جميعاً.
فلا تدعو السوداوية تكون لسان حالكم، لأننا نأمل أن تظل الآمال والأعمال متطلعةً لغدٍ سيكون أفضل من اليوم.
نأمل أن يكون ذلك لسان حالنا جميعاً، لأننا شركاء في الوطن وفي الانتماء اليمني وفي مسئولية وواجبات بنائه.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 10:40 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/25842.htm