الثلاثاء, 20-ديسمبر-2005
المؤتمرنت ـالوطن القطرية -
تزايد ظاهرة الانفلات الأمني الفلسطيني
في الوقت الذي تستعد فيه اسرائيل للانسحاب نهائيا من قطاع غزة خلال أيام تحاول السلطة الفلسطينية التعامل مع حالة الانفلات الأمني التي توجت باغتيال موسى عرفات المستشار الأمني لرئيس السلطة أبومازن وابن عم الزعيم الراحل ياسر عرفات‚

عملية قتل موسى عرفات على يد احدى الفصائل الفلسطينية المسلحة كان الحدث الأخير الذي أثار التساؤلات حول قدرة الزعيم الفلسطيني محمود عباس على فرض السيطرة على غزة بعد استكمال الانسحاب الاسرائيلي‚

وتخطط اسرائيل حاليا للانسحاب من غزة قبل الموعد المحدد لذلك بثلاثة ايام‚ وكانت اسرائيل قد اجلت ما يقرب من 9 آلاف مستوطن يهودي من غزة في الشهر الماضي ويعمل الجيش الاسرائيلي حاليا على انجاز المرحلة الاخيرة من تدمير المباني القائمة هناك وازالة المعدات العسكرية‚ فيما يتعلق بمقتل موسى عرفات اقدم حوالي مائة مسلح مقنع من لجان المقاومة الشعبية على اقتحام المسكن الفخم المؤلف من اربعة طوابق الخاص بعرفات في الساعة الرابعة والنصف فجرا‚ استطاع المهاجمون التغلب على الحرس الامني ونسفوا الابواب مستخدمين عبوات ناسفة صغيرة قبل ان يصلوا لعرفات الذي كان يرتدي ملابس النوم حيث سحب الى مدخل منزله واطلقت النار عليه وقتل في شارع قذر كان مغطى بالشظايا الزجاجية‚ كان عرفات هو الشخص الوحيد الذي قتل وتم اختطاف ابنه منهل وهو بدوره ضابط امني وتم اطلاق سراحه في وقت لاحق‚ كما جرح اربعة من الحراس خلال تبادل اطلاق النار الذي استمر لمدة نصف ساعة‚

لا يبعد منزل عرفات سوى مسافة قصيرة عن مقر قوات الأمن الوقائي الفلسطيني وذكر سكان المنطقة انهم استيقظوا على صوت اطلاق النار ولم تحضر أي قوات أمنية للمنطقة خلال تلك الفترة‚ موسى عرفات في الستينيات من عمره سبق وان شغل العديد من المناصب القيادية منذ تشكيل السلطة الفلسطينية في 1994 كان يعرف عنه الغلظة وقسوة القلب كما اشتهر كثيرا بالفساد‚

كانت العديد من التنظيمات المسلحة الفلسطينية تبادله العداء بالاضافة إلى قادة الأجهزة الامنية في الأمن الوقائي‚

أقرت لجان المقاومة الشعبية التي شكلت خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية منذ خمس سنوات بمسؤوليتها عن عملية القتل وذكرت ان هناك عمليات قتل أخرى يمكن ان تتبع اذا لم تسارع السلطة الفلسطينية لمعاقبة المسؤولين الفاسدين‚

وذكر أحد قادة اللجان الشعبية الذي عرف نفسه باسم أبو سعيد أن عرفات كان معروفا بالفساد وارتكب العديد من الجرائم بحق الفلسطينيين واضاف كان يتوجب على السلطة الفلسطينية ان تتخذ عملا ما ضده ولكنها لم تفعل اي شيءمن أجل ذلك قررنا نحن القيام بهذه المهمة‚ السلطة الفلسطينية من جانبها تعهدت بالعثور على الجناة ولكن سجلها في مجال حل مثل هذه الجرائم يقارب الصفر‚

وذكر زياد أبو عمر وهو مشرع من غزة أن ما حصل هو اختبار للقيادة الفلسطينية وهو يأتي في وقت تحاول فيه هذه القيادة نشر الهدوء الداخلي‚ إذا لم تستطع السلطة فرض السيطرة فإن معنى ذلك أن الفلسطينيين يخطون خطوة باتجاه الفراغ الأمني‚ عباس الذي يقيم في غزة خلال مرحلة الانسحاب الاسرائيلي دعا مجلس الأمن القومي للانعقاد ووضع قوات الأمن في حالة استنفار قبل عامين اطلقت الصواريخ على مكتبه كما تم تفجير سيارة مفخخة لاغتيال عرفات ولكنه نجا من كلتا المحاولتين‚ في يوليو 2004 عين ياسر عرفات ابن عمه موسى كقائد لقوات الأمن في غزة مما أثار الكثير من الاحتجاجات‚

ياسر عرفات توفي في نوفمبر الماضي وأجبر خليفته أبو مازن موسى عرفات على التقاعد مع العديد من قادة الأجهزة الأمنية في الربيع‚ وكل ما حصل عليه عرفات هو منصب شرفي وهو العمل كمستشار أمني لرئيس السلطة‚

نتيجة لذلك كان حوله القليل من الحراس الأمنيين وبلغ عدد الحراس الذين وجدوا حول منزله وقت الهجوم الأخيرثمانية فقط‚

وتطالب اسرائيل السلطة الفلسطينية باستمرار بأن تعمل على نزع سلاح الفصائل المسلحة ومنع الهجمات ضد اسرائيل‚

لجان المقاومة الشعبية لم تنضم للفصائل الأخرى في الموافقة علي الهدنة المؤقتة التي تم التوصل اليها في أوائل هذا العام وشنت هذه اللجان عددا من الهجمات ضد اسرائيل‚

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 08:30 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/26665.htm