الأحد, 15-يناير-2006
كتب - رئيس التحرير -
أصنام تتحرك
· جبلت في هذه الدنيا مدمنا على التغيير، ملولاً، ضيق النفس، كارها الاستماع أو الحديث لعبارات ملتوية ومفردات منتقاه من دكان العطارين الخاص باللغة.
جبلت باحثا عن ذاتي التي تجدد ذاتي، متفحصا المحيط ومقيسا لمدى قدرته على مجاراتي وتناغم حركة الحياة بداخله مع متطلبات روحي النزقة باتجاه حب يتجدد كل ليلة، والعواطف تسخن لدرجة تصبح فيها بردا وسلاما علي.
· أحب من الدنيا الليل، والسفر، وجلسة الاصدقاء الذين حوارهم جمل قصيرة لمعان كثيرا ما تطول والمفردات تحرك عند سماعها عقلك وقلبك معا.
· أحب من الدنيا الليل فأنا ( كائن ليلي) له صداقة عميقة مع السماء الصافية، ووجه الأرض المرصع بالنجوم وكبد الرحمة الملبد بالغيوم.
أنا كائن ليلي.. ففي الليل أجلس ووحي لروحي ويخلو بعضي لبعض واذهب في رحلة طويلة جدا من حيث جلستي لجلستين رحلة أقلب فيها أمور الدنيا وأهواءها وأسأل النفس كثيرا هل صحيح ما قاله عمر الخيام حين أنشد:
غد بظهر الغياب واليوم لي
وكم يخيب الظن بالمقبل
ولست بالغافل حتى أرى
جمال دنيا لم أهوى ولم اعشق
كائن ليلي فجلسة السمر التي لا تنتهي بالحب عبارة عن ليلة ضائعة في العمر البخيل الفرح.
- والحوار الذي لا يخلص لنتيجة سفسطة تتعب الروح والعقل معا.
- والاختزال في حديث الروح ومناجاتها بخل من الدرجة الأولى لأن الكلام بالمجان وخير الكلام من لامس الروح فعافاها.
- وحين أكون جالسا بمعية عقارب الساعة في تنافس بانتظار الصباح فيأتي النزال إلي هل تريد شيئا لتكون إجابتي نعم فانا لا أريد شيء.
- أحب من الدنيا السفر ففيه اتجدد واتصالح أولا مع عيوني التي تبدأ بالنظر لأشياء جديدة معلنة بذلك استقلالها التام من عبودية صور لبشر ومناطق ومناظر الفتها لدرجة حفظها عن ظهر قلب، وبذلك تكون النتيجة أن قوة نظري تتحسن باضطراد عجيب.
- احب السفر فالآنف الشاكي من رائحة اللاسلوك واللااخلاق أرض، وهواء ومحيط جديد يمنحها التجديد ويكون زاداً جميلاً لرحلة العودة إلى ديار الرائحة غير الزكية.
- احب السفر فالأرض التي أطأها تكون أمامي وبين يدي ككتاب مفتوح أقلبه كيفما أردت واكتشف مغاراته عندما أريد مكتفيا أن أسجل اسمي على الهوامش حتى لا أبدو كضيف ثقيل.. إلا أن بعض الصفحات تأبى الا أن اكتب اسمي ورسمي في قلبها وجوانبها وتطلب ان اترك تذكاراً مني تحت وسادتها عندما أهم بالخروج للشارع الفسيح.
- أحب من الدنيا السفر، ففيه أرى الصورة عن بعد وأنسب الأمور بحيادية مشاهد لا مشارك.
- وأمارس حقي في واستثناؤه الجميل لبيتي وأصدقائي وأناسي وأحبائي وأمي.. ومدينتي الساحرة، ووطني الطيب كفلاح أصيل عهده العطاء واستثنائة الطلب أو الاستئثار.
- احب من الدنيا جلسة الاصدقاء الذين يضيفون لك أشياء وتتعلم منهم كل يوم درساً مفيداً.. أحب الاصدقاء الذين حوارهم معجون بالتلميح الجميل والذكاء المتواضع والابتسامة الطيبة والكلمة الحلوة والسؤال عنك حاضرا أو غائباً.
- أحب فيهم أن أقرأ مالم أقرأه.
- واسمع من الاخبار ما فاتني سماعه.
- وأعرف ما قصرت بمعرفته.
أحبهم لأنهم إضافة تتجدد لاتكرار يتواصل بلادة متناهية.
· أخيرا.. أقول
أحب أن اتجدد وتتجدد أيامي.
حتى الناس الذين قدر لهم وقدر عليّ ملازمتنا لبعض أريدهم أن يتجددوا، فالتجدد يطيل العمر ويعمره حبا وهدوءا وصفاء ذهن، فالذين لا يحرصون على التجدد عبارة عن أصنام تتحرك ولا شيء غير ذلك.
· خاتمة.
ما قرأته عزيزي القارئ في السطور الآنفة عبارة عن خاطرة ولاشيء غير خاطرة.
· للتأمل.
أعلن انحيازي الكامل للحمار، فالحمار حيوان مظلوم من بني البشر.
المرأة مخلوق عجيب فهي كنبع حين تحب وكالجحيم عندما تكره.. وبين محبتها وكرهها شعرة فاين أنا من معاوية.
·" الكتابة تورط علني"
·أوافقلك الرأي بانك إداري جيد.. لكن الصحافة بحاجة للكاتب الجيد.
·الناس في الصيف مذبوحون مرة بالحر الشديد ومرة بفاتورة الكهرباء.
·مثلما تطرد الغيوم الغيوما
الغرام الجديد يمحو القديما.
·عندما أعلن عليك الحب لا أحتاج للغة كي أقول ما أريد.
·نصيحة
للروح والجسد حق علينا، فامنحوا أرواحكم وأجسادكم إجازة عن كل فعل مشين!!
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 28-أبريل-2024 الساعة: 08:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/27290.htm