الثلاثاء, 21-أكتوبر-2003
المؤتمر نت - عارف أبو حاتم -
القاص محمد عثمان في مجموعته (الفراغ المقابل) ينفرد بلغة سردية جديدة

القاص محمد أحمد عثمان أصدر مجموعته القصصية الثالثة عن المكتبة السردية لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وحملت عنوان (الفراغ المقابل) احتوت المجموعة على ثلاث عشرة قصة قصيرة موزعة على (94) صفحة قطع متوسط.
وتميزت هذه المجموعة بأفكار قصصها التي التقطت من وحي الواقع الاجتماعي المعيش، ويحاول القاص عثمان في مجموعته هذه أن ينفرد بلغة جديدة فيقول في قصة (خمسة أقدام من الجدار) متحدثاً عن صديقه محمد سعيد سيف واصفاً خطواته بأنها (عجلى، تتحاشى أي تماس مسرف بالأرض، وكأنما خيوط لا مرئية تجذبه نحو الأعلى، نحو الأعلى دائماً، محافظاً على هذا التماس الزاهد والحنون).
فاجتذاب صديقه نحو الأعلى ترميز لترفعه عن صغائر الأشياء وإسفافاتها، وزهده الدائم في حفاظه على درجة معينة من التماس المسرف بالأرض.
كذلك الحال مع القاص في قصة (أعلى من لفتات الاستغراب)، حين يصف مجنون الرصيف الذي اتخذ من عظمة الشدق تلفوناً خاصاً به، فيصف حال المجنون عند التحدث بالسماعة: (الكلام يسيل من فمه، يتسرب عبر أسنان السماعة) أيضاً في قصة (لا يخلف ارتعاشات في النباتات) يصف صوت أحد شخوص القصة بأنه (ما أن يرسل صوته في جولة كلامية أو غنائية حتى يعود عليه بآنية ممتلئة بالشكوى والتذمر).
وفي قصة (نزوة بفصل واحد) يقول (بين نظراته المزروعة ونظراته المقلوعة) وثمة عبارات أخرى يحاول بها القاص التفرد بلغة جديدة مختلفة عن اللغة السائدة في الكتابة السردية لدى أترابه من كتّاب القصة القصيرة. وتشذ عن قصص المجموعة قصة واحدة وهي (بعيداً عن رواغ المصابيح) التي تكاد تكون مسرحية لتركيزها على الحوار أكثر من الحدث.
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 12:16 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/3728.htm