الثلاثاء, 12-ديسمبر-2006
المؤتمر نت - . تقرير : نيكوليـــن دن بـــور* -
مغربيــات هولندا طموحات تجارية وقيود
بينما تتحسّن الأعمال التي تقوم بها سيدات الأعمال في المغرب بشكل مطّرد، فالأوضاع في هولندا لا تبشّر بالكثير؛ فما زال عدد السيدات المغربيات اللواتي يُدرن أعمالاً خاصة في هولندا قليلاً نسبيًّا. يؤسس المركز المغربي للتجارة والاستثمار شبكة أعمال بين السيدات المغربيات في كلا البلدين.

عندما كانت السيدة "خديجة لمراني" طفلة صغيرة كان لها حلم مستقبلي لم يكن ليتحقق يومًا ما في المجتمع المغربي في تلك الأيام؛ فقد كانت تحلم بإدارة شركة خاصة. وعندما هاجرت إلى هولندا مع والديها منذ 33 سنة، بقيت تفكر في حلمها ذاك.

افتتح أبوها واحدًا من أوائل محلات المغاربة في روتردام، وتعلمت "خديجة" سرّ الصنعة منه. لم يُسمح لـ"خديجة" بالتحصيل العلمي العالي، فتزوجت وأنجبت ثلاثة أولاد. وبعد نقاش استمر لسنوات، استطاعت إقناع أسرتها بالبدء بإدارة عمل خاص.

" لا يسمح للنساء في عائلتي بالعمل؛ فقد تعبت معهم حتى اقتنعوا أخيرًا. وقبل ذلك بدأت معركة إقناع زوجي حتى يساندني". بعد ذلك استغرق إيجاد مصرف يوافق على تمويل أفكارها وقتًا طويلاً، فلم يكن للمصارف اطّلاع على نوعية المنتجات التي ترغب "خديجة" بطرحها في الأسواق. وبالرغم من كل هذه الصعوبات استطاعت أخيرًا أن تفتتح محلاً لألبسة الحفلات والمناسبات المغربية.

قصة "خديجة" هذه تصلح نموذجًا للسيدات الهولنديات من أصل مغربي؛ فعلى قدر ما يواصل البعض منهن في هذا المسار، نجد الكثير منهن يستسلمن؛ بسبب ممانعة الأهل، أو تحفّظ البنوك، أوعدم حصولهن على شهادة علمية تؤهّلهن لذلك.

وفي المقابل، فإن أكثر من نصف رجال الأعمال المبتدئين في المغرب هم من الجنس اللطيف؛ فقد أولى ملك المغرب "محمد السادس" حقوق المرأة ومساواتها بالرجل أهمية خاصة، وجعلها من أولويات سياسته. وقد قام بفعل الكثير من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية للمرأة في المغرب.

يلاحظ الناطق باسم السفارة المغربية في هولندا أن المغاربة هنا يترددون كثيرا في البدء بأعمال تجارية خاصة: "الأوضاع في فرنسا وبلجيكا أفضل بكثير؛ فهناك تفتتح السيدات مثلاً محلات للحلويات المغربية. أما في هولندا فهذا يندر حدوثه، مع أن هناك طلب عليها".

مشكلة أخرى تعاني منها أيضًا السيدات المغربيات في هولندا هو العدد الكبير للتراخيص والشهادات اللازمة لافتتاح المحالّ التجارية؛ فالسيدات ذوات التحصيل المدرسي المتواضع مكبّلات اليدين. فما زالت "خديجة" تنتفض كلما فكّرت في هذا، فتقول: "في البداية أنت بحاجة إلى ترخيص لافتتاح المحل، ثم إلى شهادة رب عمل، وبعد ذلك شهادة حِرفية، وتتوالى عليك المتطلبات".

استشارة أصحاب المحلات التجارية الأخرى في مثل هذه الظروف لم تأتِ بنتائج كثيرة حتى وقت قريب. يبدو أن شبكات علاقات أرباب العمل الحالية غالبًا ما تكون قلاعًا محكمة التحصين من قبل الهولنديين الأصليين.

تشير نتائج البحث ـ الذي قام به المجلس الاقتصادي الاجتماعي ـ إلى أنه بالرغم من تزايد أعداد أرباب العمل من أصل أجنبي، فإن مؤسسات مثل فروع الاتحادات العاملة في مجال التجارة وغرف التجارة، ومنظمات أرباب العمل تبقى حصونا مغلقة على الهولنديين الأصليين، وليس هنالك إلا القليل من التعاطف لاحتياجات هذه الفئات المهنية.

ولهذا السبب تظهر بشكل مستمر الكثير من شبكات العلاقات البديلة. منذ 1998 ظهرت شبكة علاقات تسمى ’منظمة سيدات الأعمال السوداوات في هولندا Zwarte Zaken Vrouwen Nederland ‘ والتي تضم سيدات من أصل غير هولندي، ومنذ فترة وجيزة تأسست أيضًا شبكة علاقات لرجال الأعمال المغاربة في أمستردام. وشهد يوم الجمعة الماضي تأسيس اتحاد لما يسمى بـ ’ المركز المغربي للتجارة والاستثمار‘ الخاص بسيدات الأعمال المغربيات. وفي نفس اليوم افتتحت الأميرة "ماكسيما" مجمّع شركات لنفس المجموعة. ويساعد هذا المشروع السيدات في تأسيس شركاتهن الخاصة.

والمشروع هو مبادرة من منظمة ’أمنية‘ والتي - على مدى خمس سنوات - ساعدت أكثر من 400 سيدة من أصل مغربي في مدينة أمستردام على إيجاد عمل لأنفسهن، أو باتباع دورات مهنية، أو بإيجاد عمل طوعي.

وتؤكد "خديجة لمراني" – والتي كان عليها أن تدبّر كل ذلك بنفسها - بأن هذا ضروري جدًّا:
"في كل الأحوال أنا أنصح السيدات المغربيات أن يتعلّمن قدر الإمكان، وألا يستسلمن؛ فمن الممكن لهن بالتأكيد تحقيق ما يطمحن إليه؛ فالاستمرار يمنح الرضا عن الذات

*اذاعة هولندا/ترجمة: مجيـــر ضاحـــي
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 04:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/37843.htm