الأربعاء, 21-فبراير-2007
المؤتمر نت - غلاف الكتاب المؤتمرنت - هشام سعيد شمسان: -
دلالة المقاومة في كتابات المذحجي الشعرية
هذا هو الديوان الثالث، في سلسلة كتاباته الشعرية، والتي يطل من خلالها الشاعر عبدالملك المخلافي على شرفات وطنية، وحكايا إنسانية، ممتدة إلى أقاصي اللسان العربي والإسلامي. فبعد " أيلول والأحفاد" الذي يلح فيه الشاعر على فكرة الانتماء اللا نهائي للوطن، يجيء " حوار الأحفاد" تألياً ليؤكد على روحية هذا الانتماء، والتماهي في أبعاده الزمنية: ماضياً، وحاضراً، واستقبالاً.
وها هو يجدد عهده بأحفاده من خلال كتاب " المقاومة، والأحفاد" والذي يضيف فيه الشاعر، بُعداً موضوعياً جديداً، وهو المقاومة والتي بدت كتيمة رئيسية تتجسد على رقعة الديوان لتشكل عنواناً يحتوي جميع القصائد الداخلية، فتتمظهر المقاومة في هذا الديوان على هيئات انزياحية، وأخرى مباشرة، حيث نجد أن الشاعر – وبعفوية لا قصدية – يوظف دلالة المقاومة، لتشمل أنماطاً من المعالجات الشعرية فهي تأتي في سياق مباشر – كمقاومة المحتل كما في " مفتاح القضية" و" لغة الغيظ" و" من بنت جبيل"، و" الأحفاد والمقاومة".
أو قد تكون في سياق " غير مباشر" كمقاومة اليأس، والكسل، كما في نحو " اقرأ الدرس" ، أو مقاومة آثار الماضي وإرثه المتخلف بالتطلع إلى المستقبل، كما في "هدية للأحفاد" و"رحلة الأحفاد" وقد تكون هذه المقاومة على هيئة رفض للدونية التي يوسم بها اليمنيون من قبل الآخرين، لتأتي المقاومة – هنا – في صورة ضمنية للتذكير بالماضي العريق لليمنيين:
" من نقمْ صنعاْ
مشرق العُرب، أرض مكرب وسبأْ
من ديار الفاتحين
من أتى بالحق سعياً
دين حب وسلام
دين حق للملأ
من سواحل حضرموت
من زبيد العلم دار العلماء . ( من الشرق تحية).
........................................................................
وقد تأتي المقاومة على صورة رفض للواقع المتأخر للأمة بمقاومة الانهزامية؛ كما في ابن البتول، والفارس الصغير:
" عند المساْ
عليْ يفكرْ كالبتولْ
يحلمْ يطورْ في الحقولْ
يعملْ مهندسْ
للمضخاتْ والسدودْ
والثورْ يصبحْ مكنةً تحرثْ حقولْ
يزرعْ خضرْ وفاكهةْ
كل الحبوبْ
يعملْ مجاري للمياهْ
بعد المطرْ تروي السهولْ ( ابن البتول).
ومن تلك "المقاومة" التي يحفل بها الديوان مقاومة الدجل، والكذب السياسي الذي تحتفي به الصحف الحزبية، ا ليومية ؛ حيث تأتي المقاومة هنا على صور رفضية متعددة كما في نص "ما السياسة".
كما يدلف الشاعر إلى المحيط الأسري، مشدداً على ضرورة مقاومة ظاهرة التدليل الأسري، التي تدفع بالأبناء إلى مهالك التفكك ، وإحلال المحبة بالكراهية.
ويجب هنا أن نشير إلى أن الشاعر يتخذ – في جميع كتاباته – أسلوب السرد التربوي مدخلاً إلى الموضوعات ، ليؤسس نوعاً من التعالق بين الحدثيات، وتربية الفكرة، القائمة على ركيزتي الدين، والوطن، كعاملين حيويين لبناء الموضوعات الداخلية.
وما ينقص الشاعر – كملاحظة أخيرة – هو تدعيم هذه النصوص بالإيقاع الخارجي، والمتمثل بالوزن العروضي "التفعيلة" ليكون شعره متناغماً مع اتجاهه الأسلوبي، لا سيما، وهو يتخذ من الموضوعات التربوية إطاراً لما يكتب.
ومما ينوه له – كذلك – الاهتمام بالضبط الصوتي (لا اللغوي)، كيما يبرز الإيقاع واضحاً، أثناء قراءة النصوص التي تلتزم التفعيلة العروضية كما في هذا المقطع:
كان أيمنْ يرتميْ في حضنْ جدهْ
عندما كان صغيرْ
علهُ يلقى بعض حلوى
أو يجدْ دفئاً فيحلمْ
فنحو هذا المقطع يسير وفق تفعيلة عروضية واحدة هي: فاعلاتن، وفروعها" ولا بد من ضبطٍ صوتيٍ لأواخر الكلمات لتبدو القراءة صحيحة التنغيم.
ونذِّكر – اختتاماً - بأن كثيراً من الألفاظ ضُبطت ضبطاً خاطئاً: إملائياً ، ونحوياً، مما يستلزم التنبه لها في الطبعات القادمة.

- اسم الديوان ( المقاومة والأحفاد)
- الديوان صادر عن مركز عبادي للدراسات والنشر.
- عام النشر 2007م

تمت طباعة الخبر في: السبت, 04-مايو-2024 الساعة: 08:29 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/40654.htm