السبت, 31-مارس-2007
المؤتمر نت -   المؤتمرنت -
تجربة يمنية على طاولة خبراء التراث المعنوي في أبو ظبي
افتتح اليوم بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، الملتقى الإقليمي الأول للمنطقة العربيـة حول اتفـاقية صون التراث غير المـادي بعنوان "التنفيـذ وإعداد قوائـم الحصر". والذي ستستعرض فيه أروى عثمان من اليمن تجربة المنظمات غير الحكومية اليمنية في الحفاظ على تراث اليمن.

ويستمر الملتقى خلال الفترة من 31 مارس/آذار الحالي إلى 3 أبريـل/نيسان المقبل بالتعـاون مع وزارة الثقـافة والشبـاب وتنميـة المجتمع وقسم التراث غيـر المـادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".

وحضر افتتاح الملتقى الذي يأتي متزامنا مع افتتاح الدورة السابعة عشرة لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب بلال البدور وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد لشؤون الثقافة، ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.

بالإضافة إلى عدد من المسؤولين والخبراء العرب والأجانب المعنيين بالتراث غير المادي.

ويشارك في هذا الملتقى خبراء في مجال التراث المعنوي من مختلف أنحاء العالم خاصة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو".

وسيقوم مندوب "اليونسكو" مورينو تريانا سيزار بتقديم شرح شامل لاتفاقية الحفاظ على التراث غير المادي لعام 2003 والتي وقعت عليها أكثر من 75 دولة من دول العالم.

وألقى محمد خلف المزروعي كلمة في بداية الملتقى رحب في مستهلها بالمشاركين بالاجتماع الإقليمي الأول للمنطقة العربية حول "اتفاقية صون التراث غير المادي: التنفيذ وإعداد قوائم الحصر".

هذا الاجتماع الذي يتزامن مع تنظيم معرض "روائع التراث الثقافي للبشرية، ومعرض الأعمال التي فازت بجائزة الشيخ زايد لروائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية.

وتتزامن جميعها مع أكبر فعالية ثقافية في الدولة، وهي معرض الكتاب وجائزة الشيخ زايد للكتاب.

وقال المزروعي "إن كل هذا الزخم الثقافي يجسد رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة أبوظبي ومساعيها الدائمة للحفاظ على تراثها الثقافي الذي يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من التراث الجماعي للدول العربية كلها."

وأضاف "أن الله تعالى مَنَّ على دولنا العربية بتاريخ طويل وحافل يمتد آلاف السنين، كما منّ عليها بتراث غني يعد عصب حياتنا اليومية ومعتقداتنا، ومن ثم يقع على عاتقنا مسؤولية حماية هذا التراث وتعزيزه، وذلك من خلال العمل المشترك ومن خلال الاستفادة من الموارد المادية والإنسانية واستغلالها بشكل مستدام."

وأشار إلى أنه في أبوظبي "تتواصل الجهود وتتسارع لحماية وتعزيز تراثها حيث حددت استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي للإمارة وإدارته الملامح الأساسية للحفاظ على هذا التراث."

لكنه قال "إن الأهم من ذلك هو تأكيد الاستراتيجية على الحاجة لإطار عمل مشترك مع المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية والدول الصديقة والشقيقة للحفاظ على التراث العالمي."

وذكر المزروعي أنه "من هذا المنطلق كانت دولة الإمارات المتحدة من الدول السباقة للتوقيع على اتفاقية اليونسكو للعام 2003 الرامية للحفاظ على التراث غير المادي، ذلك أن الهيئة تعمل جاهدة على تسجيل الصقارة وغيرها من عناصر التراث المعنوي في القائمة التمثيلية للتراث العالمي."

وأوضح "أن التسجيل يتيح فرصة طيبة لتأكيد التزامنا بالاهتمام بالتراث والحفاظ عليه وإدارته بشكل مستدام خاصة الذي نتقاسم قيمه وغناه مع الدول العربية والمجتمع الدولي على نطاق أوسع."

وأعرب المزروعي عن سعادته برؤية المزيد من الدول العربية موقعة على هذه الاتفاقية خدمة لقضايا الأمة وثقافتها.

وفي ختام كلمته تقدم المزروعي بشكره لإدارة التراث غير المادي باليونسكو ووزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع اللتين شاركتا في تنظيم هذا الملتقى.

كما وجه الشكر لوسائل الإعلام المحلية والأجنبية على مساهمتها في تغطية أنشطة وفعاليات الهيئة، ومنها معرض الكتاب وهذا الملتقى.

كما شكر كل من شارك في تنظيم معرض روائع التراث الشفهي وغير المادي الذي يضم أكثر من تسعين عملا من الروائع من 70 دولة من مختلف أنحاء العالم والتي حُفظت بفضل الدعم الكبير الذي قدّمته بعض الحكومات.

ويأتي على رأس هذه الحكومات دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت جائزة باسم الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان لروائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية.

جدير بالذكر أن دولة الإمارات العربية المتحدة كانت من أولى الدول التي صادقت ووقعت على هذه الاتفاقية إيماناً من قيادتها الحكيمة بضرورة العمل على الحفاظ على تراث دولة الإمارات العربية المتحدة.

إضافة إلى أنها عضو فاعل لمدة 4 سنوات في اللجنة الحكومية لصون التراث فيما كان من الضروري أن تعمل دولة الإمارات على حث بقية الدول العربية على المصادقة على هذه الاتفاقية، ذلك أن عدد الدول التي وقعت عليها حتى الآن لا يتناسب مع أهميتها وفائدتها.

وحيث أن الحفاظ على التراث لا يمكن القيام به إلا عن طريق إعداد قوائم جرد شاملة لهذا التراث، وذلك حتى تعرف كل دولة ما هو موجود على أراضيها، وما يستحق أن نهتم به مع التركيز على العناصر المهددة بالاندثار أكثر من غيرها فسيكون تركيز الملتقى على قوائم الجرد.

ويهدف الملتقى إلى إعداد قوائم حصر في غاية الأهمية للحفاظ على التراث حيث تمت دعوة خبراء عالميين لتقديم تجربة دولهم في هذا المجال، إذ يشارك خوسيه مانويل رودريجس والسيدة ايزيريس مدريد، بتقديم تجربة فنزويلا التي تعد الرائدة في هذا المجال في منطقة أميركا اللاتينيـة كما سيتم التعرض لتجربة المكسيـك.

وسيعرض ستوري هايوكي ونجوين كيم دونج تجربة اليابان وفيتنام على التوالي، في الوقت الذي يعرض فيه سانجو جليسيجو عبدالليا من دولة مالي التجربة الأفريقية في مجال الحفاظ على التراث غير المادي وإعداد قوائم الحصر.

ويشارك أيضاً خبراء من فرنسا وبلغاريا وبريطانيا بعرض تجارب بلادهم.

ومن الخبراء العرب يستضيف الملتقى الدكتورعبدالرحمن أيوب من تونس وعبدالحميد حواس من جمهورية مصر العربية خاصة أن كليهما خبير في مجال التراث غير المادي ولديهما خبرة طويلة في أرشفة وحفظ التراث.

أما اليومان الأخيران من المؤتمر فسيخصصان لمناقشة تجربة كل دولة من الدول العربية في مجال الحفاظ على التراث وإعداد قوائم الجرد.

وسوف تشارك جميع الدول العربية في هذا الملتقى الهام حيث ستمثل بعض الدول بوكلاء الوزارات المختصة أو بالمدراء المعنيين، بجانب عدد من كبار أساتذة الجامعات المشهورين مثل:

د. أحمد مرسي من مصر، ود. سيد حامد حريز ود. الأمين أبومنقه من السودان، ود. عبدالحميد بوارايو ود. الزعيم حنشلاوي من الجزائر، ود. هاني العمد من الأردن، وكامل إسماعيل ود. علي القيم من سوريا.

بالإضافة إلى نوري ضو الحميدي ود. علي محمد برهانة من ليبيا، ود. سمير قفص ود. السعدية عزيزي من المغرب، وغيرهم من كبار العلماء والخبراء.

وبجانب كل ذلك ستكون هناك جلسة مخصصة لتجارب المنظمات الدولية والإقليمية حيث تعرض مورينو تريانا سيزار من المنظمة العربية للتربية والعلم والثقافة تجربة اليونسكو العربية والاتفاقات والمؤتمرات السابقة التي عقدت وأهم توصياتها.

ولا يقتصر الأمر على المنظمات الحكومية فهناك مشاركة من ممثلين للمنظمات غير الحكومية، إذ تعرض أروى عثمان من اليمن تجربة المنظمات غير الحكومية في الحفاظ على تراث اليمن.

من ناحية أخرى ستخصص جلسة لدولة الإمارات العربية المتحدة تقدم فيها نبذة عن مجهودات الوزارات والهيئات والإدارات الاتحادية والمحلية في الحفاظ على تراث الدولة.

وتزامناً مع كل هذا الزخم الفكري تنظم هيئة أبوظبي للثقافة والتراث معرضاً لروائع التراث الشفهي وغير المادي.

لقد قامت منظمة اليونسكو من أجل رفع الوعي بأهمية التراث والحاجة لحمايته برصد وسام تحت عنوان "إعلان روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية."

وفي الأعوام 2001 و 2003 و 2006 أعلنت منظمة اليونسكو عن تسعين عملاً من الروائع مُقدّمة من 70 دولة من مختلف أنحاء العالم.

ومن خلال هذا الوسام وغيره من مبادرات منظمة اليونسكو، حصلت أكثر من 120 دولة من الدول الأعضاء على خبرة كبيرة في التعرف على التراث غير المادي وحمايته.

جدير بالذكر أن هناك الكثير من الروائع التي حفظت بفضل الدعم الكبير الذي قدمته بعض الحكومات، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة التي خصصت جائزة باسم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لروائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية.

وستعرض خلال المعرض كل الأعمال التي فازت بهذه الجائزة القيمة.
(ميدل ايست اونلاين)
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 06:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/42323.htm