الجمعة, 14-سبتمبر-2007
المؤتمر نت - عكام المهاب المؤتمرنت -
عكام :استقبل2500اتصال يومياً واحفظ20 ألف والبعض يسألني عن سعر القمح
عرفه كثير من الناس صوتاً لاصورة باسم "عكام" من خلال تواصلهم معه عبر الرقم "333888" إلى عمليات وزارة الاتصالات: ياعكام لوسمحت عندنا مشكلة في التلفون أسعفنا بحلها.. يا أخ عكام قطعوا الحرارة عن تلفوننا أعطونا فرصة حتى نسدد, وغيرها من الاتصالات من ساكني صنعاء أومن المدن والمديريات في المحافظات الأخرى..

شهرة هذا الاسم وان رضي عنه البعض أو حنقوا منه أو غضبوا عليه في حال زادت مطالباتهم عن الحد المعقول لإعادة حرارة الهاتف ولم يستجب لهم حتى يتمكنوا من التسديد تجاوزت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وصار هذا الموظف البسيط أشهر من أي وزير فآلاف الناس يعرفونه من خلال الهاتف بصوته المميز وسرعة رده والصحفيون أكثرهم ارتباطا به وكل مسؤول في الدولة كبيرا كان أو صغيرا لابد أن هذا الاسم قد ورد على مسمعه مرة أو مرتين أو تواصل مع الغير بواسطته..

هل عكام اسمه أم لقبه ؟ يقول هو اسمه واسمه الكامل عكام حمود صالح المهاب من كحلان الشرف بمحافظة حجة وهو المسئول عن عمليات مكتب وزير الاتصالات في اليمن منذ إنشائها عام 2001م لحل مشاكل المواطنين التي يواجهونها في الاتصالات سواء في الهاتف الثابت أو الهاتف النقال يمن موبايل والانترنت والبريد وتليمن, كما أنه كما يقول عكام حلقة وصل بين قيادة الوزارة ومدراء العموم سواء في الأمانة أو الفروع في المحافظات وبين الوزارة والمشتركين بشكل عام, ويشرف عليها بشكل مباشر الأستاذ كمال الجبري وزير الاتصالات وتقنية المعلومات, وتقديم خدمات لليمنيين بشكل عام سواء في الداخل أو الخارج.

ويقول عكام أن الأستاذ كمال الجبري منذ تعيينه وزيرا للاتصالات وتقنية المعلومات وجه بحل مشاكل المواطنين المتعلقة بالاتصالات من خلال العمليات وفي المقدمة الصحفيين لحل مشاكلهم وإعادة أرقام هواتفهم إن قطعت وإعطائهم فرصة للتسديد.
والمهم في عمل "عكام" انه يتلقى في الأيام العادية ما بين 500 ألف اتصال ويزيد ضغط الاتصالات عليه عند نهاية الدورة الهاتفية وصدور الفواتير أو حدوث مشاكل في شبكة الهاتف الثابت أو الانترنت أو حتى يمن موبايل:
"استقبل ما بين 1500- 2500 اتصال في اليوم تقريبا أو عند صرف مرتبات المتقاعدين تردني اتصالات من كل المحافظات للاستفسار عن رواتبهم كما ترد اتصالات من المغتربين في السعودية وأمريكا لطلب أرقام هواتف مصالح حكومية أو خاصة أو أرقام هواتف أفراد في بعض المحافظات او اصلاح هواتفهم وحل مشاكلهم".

لكن عمل عكام لايخلو من حدوث بعض الاتصالات الغريبة أو الطريفة أحيانا: "هناك من يتصل بي مستفسرا عن قيمة الكيس القمح أو من يتصل ليطلب مني أن أرسل له سيارة لشفط بلاعته وذات مرة اتصلت مواطنة مستنجدة بي لإنقاذها من ظلم أبيها الذي يريد تزويجها من ابن عمها وهي لاتريده, وتلقيت اتصالا من رابع يطلب مني إعادة التيار الكهربائي إلى منزله أو يطلب التليفزيون أو يطرح علي فتوى معتقدا أنني يحيى الدره مقدم برنامج فتاوى في إذاعة صنعاء.

وعموما يقول عكام ايا كانت مواضيع اتصالات الناس وطلباتهم فلا نستخف بها أو نهملها فما كان منها منطقيا لبيناه وأرشدناه لمايعمل أو زودناه بأرقام مصالح خدمية تفي بالغرض أو نوصله عبرعمليات الوزارة إلى الجهة التي يقصدها.

ولايخفي هذا الموظف الذي يعمل في عمليات وزارة الاتصالات على مدار الساعة باستثناء ساعات قليلة للنوم أن اغلب مشاكل الهواتف الثابتة تنتج من تقطيع الكابلات نتيجة حفريات الكهرباء أو المياه والمجاري فيتصل الناس غاضبين ومنهم من قد يصدر كلاما يصل حد الشتائم وحين أجد نفسي أمام وضع كهذا أغلق سماعة الهاتف ولكني أعمل على حل المشاكل التي شكوا منها ولم يكن أمامهم من يفرغوا غضبهم فيه سواي, إلا إذا كانت المشكلة أكبر فانه يتم إبلاغ وزير الاتصالات بها.

عكام قدر لنا ما يحفظه من أرقام هاتفية سواء الثابتة أو أرقام يمن موبايل بالألاف وزملاء له قدروها بأكثر من عشرين ألف رقم ثابت وجوال ويقول أنه عندما يسمع رقم الهاتف "ثابت أو نقال" مرتين يحفظه ولايمكن أن ينساه بما فيها أرقام المشتركين, فهو إلى جانب كثير من أرقام المواطنين المتصلين يخزن في ذاكرته معظم أرقام الوزارة التي يعمل فيها وفروعها وأرقام مدراء مكاتبها وموظفيها وأرقام الوزارات الأخرى والمصالح الخدمية الأخرى سواء في صنعاء أو في باقي المحافظات.

ولأن طبيعة عمله تفرض عليه ملازمة الهاتف لاستقبال الاتصالات من الناس حتى وهو يتناول غداءه أو فطوره فان مناديل الجيب لاتفارقه وهو يتناول الغداء في المطعم للرد على اتصال الى هاتفه النقال او محول من رقم العمليات الشهير "333888" وهو الرقم الذي صار ملتصقا به الى حد الاعتقاد أنه عنوان منزله أو شفرة اسمه, فهو بحكم انه ما يزال عازبا رغم بلوغه الثلاثين من العمر وجد من غرفة عمليات الوزارة مسكنه الدائم: "عمليات وزارة الاتصالات بيتي الأول والأخير ونادرا ما أسافر إلى منطقتي أو أحضر مناسبات فرح أو حزن لأقرباء أو أصدقاء لأن العمل سيتعطل وقد جربنا تشغيل مساعدين لي لكنهم لم يتحملوا العمل وتعبه فبقيت وحدي, ومنذ أن عملت هنا إن قررت زيارة الأهل في حجة في مناسبات الأعياد فإنني أقوم بذلك عشية العيد وأعود إلى العمل في نفس يوم العيد بعد الغداء, وتلفوني النقال يظل مفتوحا لايغلق..

اذا هل لديك وقت لمشاهدة برامج تليفزيون أو فضائيات عربية أو غير عربية؟ ألا تشعر بالملل أحيانا؟ سألناه:
بل اشعر بمزيد من الراحة كلما أديت عملي وانتهى اليوم وقد حلت مشاكل المتصلين, وفي بعض الأحيان وخاصة بعد الثانية عشرة مساء أشاهد بعض الأفلام التليفزيونية التي تروي قصصا بطولية ويجذبني كثيرا مسلسل الأطفال "توم وجيري" ولا أجد عيبا ان قلت ذلك لأن أغلب الفضائيات لم يعد فيها شيء يستحق المشاهدة , لأنام إلاَّ بعد صلاة الفجر.

وسألنا عكام الذي أكد أنه يفضل ركوب الدراجات النارية للتسريع به من المطعم الى العمل عن قطع خطوط الهواتف الثابتة عن المشتركين إذا ما حانت ساعة التسديد ولم يسددوا هل يشمل ذلك الوزراء والمسؤولين الآخرين في الحكومة فقال : نعم ذلك يشملهم إذا ما تجاوزوا سقف المبالغ المحددة لهم من قبل الوزارة فلافرق بين هذا وذاك وكل سواء في هذه المسألة.
وأخيرا يقول عكام إن الفضل بعد الله في توظيفي يعود للأستاذ القدير عبدالملك المعلمي وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السابق فهو من رباني وعلمني وأخذ بيدي وساعدني ودعمني إلى أقصى الحدود منذ عام 1995م , كما أن الوزير الحالي الأستاذ كمال الجبري لايقل تقديرا ودعما لي عن الأستاذ المعلمي وأعجز فعلا عن شكر الاثنين والثناء عليهما, وأقول ان الأستاذ الجبري هو الأستاذ المعلمي والمعلمي هو الجبري بالنسبة لي.
*26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 09:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/48878.htm