الأحد, 30-مارس-2008
المؤتمرنت -
بغداد منطقة خضراء وأخرى حمراء
جازفت الصحافية الفرنسية آن نيفا بالاقامة أسابيع من دون حماية في بغداد وفي العراق احد أكثر البلدان خطورة على المراسلين الغربيين، لتدلي بشهادة عن الحياة اليومية للعراقيين في كتابها “بغداد منطقة حمراء”.

وتصف الصحافية في كتابها عن العراق الذي دخل سنته السادسة في الحرب، “بغداد الغامضة بغداد الملعونة بغداد المنسية”، مظهرة “الانغلاق” الذي يعيشه العراقيون وخصوصا الشابات العراقيات في “المنطقة الحمراء” للعاصمة التي تتعارض مع “المنطقة الخضراء” التي تضم سفارة الولايات المتحدة ومقر السلطة العراقية.

وتمنح نيفا التي نالت شهرة بعد مقالاتها عن الشيشان، فرصة الحديث لهؤلاء العراقيين العاديين الذين “لا يسمع صوتهم أبدا”.

وهي تتحدث من الداخل عن المتاعب اليومية لأسرة في سعيها لتأمين الغذاء والوقود للسيارة أو المازوت لتشغيل مولد الكهرباء بسبب انقطاع التيار في بلد يمكن أن تبلغ فيه الحرارة 50 درجة مئوية في الصيف.

كما تصف جانبا أكثر غموضا من هذه الحياة اليومية، هو عالم “العلاقات الافتراضية”، من تبادل الأحاديث العاطفية بين الشبان والشابات الذين لا يملكون أي امكانية لذلك غير مواقع الدردشة على الانترنت بسبب الحواجز بين الطوائف واضطرارهم للبقاء في أحياء باتت تفصل بينها حواجز وجدران أسمنتية يزينها البعض لمحو شبح الخوف الذي يسيطر على كل واحد.

وتروي الصحافية الفرنسية أن التنقل بسيارة في بغداد يشكل “لعبة متاهات يجازف فيها كل واحد بحياته”، مشيرة الى أزمات السير الخانقة ومنع التجول ومخاطر وقوع اعتداءات و”حواجز الخوف” حيث يمكن أن تتحول أي عملية تدقيق الى أمر قاتل.

كما تتحدث عن مخاطر أن يعلق الفرد بين نارين عند مرور قافلة عسكرية أمريكية أو للشرطة العراقية.

وعلى الرغم من “تفكك” العراق، تبذل نيفا جهودا لوصف المدينة التي يواصل رسامون رغم كل شيء، عرض أعمالهم فيها في معرض حوار الذي أسسه قبل سنوات قاسم السبتي الفنان الرسام الذي يعود اليه الفضل بعدم السماح بانهيار الفن في بغشداد.

كما تتحدث آن نيفا عن زياراتها بعباءتها السوداء التي تشكل ضرورة، الى الجنوب الشيعي أو الشمال الكردي وتنقل روايات عائلات عراقية لجأت الى سوريا والأردن وأكراد وتركمان وشيعة وسنة ومسيحيين وحتى فلسطينيين لاجئين في العراق.(أ.ف.ب)
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 06:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/55762.htm