الناقد عبدالملك مرتاض لـ (المؤتمر نت)

الخميس, 29-يناير-2004
المؤتمر نت - 
هاجم الناقد الجزائري المعروف عبدالملك مرتاض الروائي المصري نجيب محفوظ والشاعر السوري أدونيس  معزيا فوز محفوظ بجائزة نوبل "إلى أمور أخرى" وأن أدونيس ( لا يشفع له تبرؤه من أسمه العربي).
وقال الناقد: عبدالملك مرتاض في -حوار موسع مع "المؤتمر نت"- إن جائزة نوبل إذا كانت ( أعطيت لأستاذنا الكبير نجيب محفوظ فذلك لا يعود إلى أنه كاتب رواية فقط، وإنما يعود إلى أمور أخرى).
المؤتمر نت-حاوره عارف ابو حاتم -
على أدونيس أن ينبطح أكثر ومحفوظ لم ينل نوبل لأنه روائي فقط(الحلقة الثالثة)

هاجم الناقد الجزائري المعروف عبدالملك مرتاض الروائي المصري نجيب محفوظ والشاعر السوري أدونيس معزيا فوز محفوظ بجائزة نوبل "إلى أمور أخرى" وأن أدونيس ( لا يشفع له تبرؤه من أسمه العربي).
وقال الناقد: عبدالملك مرتاض في -حوار موسع مع "المؤتمر نت"- إن جائزة نوبل إذا كانت ( أعطيت لأستاذنا الكبير نجيب محفوظ فذلك لا يعود إلى أنه كاتب رواية فقط، وإنما يعود إلى أمور أخرى).
واستبعد الناقد مرتاض أن ينال الشاعر السوري علي أحمد سعيد ( أدونيس) جائزة نوبل. وقال: "والله لن ينالها إلا إذا أعلن موقفاً مع إسرائيل ومع أمريكا".
مشيراً إلى أن تغيير أدونيس لاسمه العربي " لا يشفع له". وأن عليه "أن ينبطح أكثر" حتى ينال نوبل.
وأشار الناقد مرتاض أن على أدونيس " أن يزور إسرائيل مثلاً" حتى ينال نوبل كما زارها "........." في إشارة خفية منه إلى زيارة محفوظ لإسرائيل ضمن الوفد المرافق للرئيس أنور السادات إبان اتفاقية كامب ديفيد".
وفي رده عن سؤال أن محفوظ لو لم يهاجم عبدالناصر ويزور إسرائيل لما نال نوبل. اكتفى مرتاض بالقول "هذا أمر معروف".
وانتقد مرتاض لجان التحكيم في الجوائز العربية "الخليجية" وقال: " يبدو أنهم لا يعرفون أن هناك شقاًُ أساسياً للأمة العربية، وهو المغرب العربي". مشيراً إلى أن الجوائز العربية " لا تجاوز نهر النيل غرباً".
واتهم مرتاض الجوائز العربية بالأدلجة وأن "هناك جوائز مخصصة لأيديولوجية معينة فقط، ولجنسيات عربية فقط". داعياً أعضاء لجان التحكيم إلى التفطن بأن "عامة المثقفين لا يغيب عنهم ما يفعلون".
وصعّد مرتاض في لهجة انتقاده للجوائز العربية "الخليجية" معتبراً أنها "بدأت تنحو منحى نوبل"
وقللَّ مرتاض من أهمية عدم فوزه بجائزة عربية وقال : " لن أكون شقياً إذا لم أنل أي جائزة عربية".
نص الحلقة الثالثة من الحوار
- لك موقف صارم ومتشدد من الكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية، ووجهة في هذا الخصوص رسالة إلى الرئيس الجزائري تعتب عليه خطابه إلى الشعب بالفرنسية، ماذا عن هذا الصراع اللغوي القائم بين الجزائرييين؟
· الصراع اللغوي في الجزائر- للأسف- صراع حقيقي وشرس، أحياناً يبين وأحيانا لا يبين، أنا أرفض من موقع أنت عربي وجزائري ومسلم أن استعمل اللغة الفرنسية في خطاب المواطنين أو التعامل معهم، وأقبل باللغة الفرنسية والإنجليزية وحتى اللغة العبرية وبلغة الشياطين والقردة والخنازير أقبل بها أن تكون في لغة البحث واللغة الأكاديمية، وفي لغة المختبرات، لكني أرفض أن تكون هذه اللغة مستعملة في خطاب المواطنين من رسميين وغير رسميين وعلى هذا الأساس حاولت أن أقوم بهذه المبادرة البسيطة جداً وأن شديد الاعتذار بها، وأول كتاب لي في الأدب الجزائري عنوانه (نهضة الأدب العربي المعاصر في الجزائر) خصصت في فصلاً عنوانه (الصراع بين العربية والفرنسية).
الفرنسيون عندما جاءوا إلى الجزائر كان أجمل شيء لديهم يتلذذون به اضطهاد المعلمين باللغة العربية، واضطهاد المثقفين باللغة العربية فهدموا المساجد وحولوا بعضها إلى متاحف، وبعضها إلى محطات قطار وحولوا بعضها الآخر إلى كنائس، وهذا معروف في تاريخ الفرنسيين في الجزائر، حاولوا أن ينبذوا الشخصية العربية للشعب الجزائري أصدرت الحكومة الفرنسية في عام 1938م مرسوماً يقضي بمنع التعليم باللغة العربية حتى في الكتاتب القرآنية في أعماق الأودية وقمم الجبال، وفي أبعد الأمكنة من الحواضر، فكان إذا واحداً يعلم حرفاً باللغة العربية فإنه يسجن ويضطهد، وجعلوا لذلك حيلة خبيثة وفي أن المعلم إذا أراد أن يعلم باللغة العربية، فعليه أن يطلب رخصة، لكن هذه الرخصة لا تعطي له أبداً، وأمام هذا الوضع الذي عانته اللغة العربية على عهد الاستعمار الفرنسي، فقد جعلت كل غيور، وكل محب لهذه اللغة، وكل جزائري يعطف على اللغة العربية- على الأقل- ينبذ الفرنسية لأنها اضطهدت اللغة العربية.
وعندما يجيء هذا الاستقلال ثم نعلم اللغة الفرنسية لأبنائنا في السنة الثانية ابتدائي، ودون أن تقدم لنا فرنسا أي مساعدة، نحن ننشر لها لغتها بالمجان نحن نساعدها على نشر اللغة الفرنسية، وعلى فكرة فإن الجزائر أكثر البلدان الفرنكفونية نطقاً باللغة الفرنسية خارج فرنسا، ففرنسا مثلاً بنت الجامعة الفرنسية بالإسكندرية بمصر فهي التي ينقها، هي التي تمول التعليم فيها، وتقوم بذلك في جملة من البلدان.
الجزائر – مع الأسف – تقوم بتكريس نشر اللغة الفرنسية بالمجان، وهذا غبن عظيم، ونحن لا نعلم أبنائنا اللغة الإنجليزية في السنة الثانية ابتدائي وهي اللغة العالمية، ولغة التكنولوجيا وإنما نعلمهم الفرنسية، وهذا الأمر الآن مثار جدال بين الذين يناصرون اللغة العربية والذين يناصرون اللغة الفرنسية في الجزائر. وهذا هو الوضع اللغوي الراهن.
- ترشحت لجائزة سلطان العويس في أكثر من مرة، وفي العام 2001م كاد أن يعلن أن الدكتور عبدالملك مرتاض هو الفائز بالجائزة في مجال النقد ثم أعلنت الجائزة لناقد آخر، بقطع النظر عن كونك فزت أم لم تفز، هل تعتقد أن الجوائز العربية والدولية عموما تقف وراءها معايير غير تلك المعلن عنها من إبداع وتميز وتجديد وتنوير؟
· أنا لاحظت عندما كتبت كتابي (ألف ليلة وليلة) رداً على الذين يزعمون أن هذه الحكاية من أصول هندية وفارسية، انا رددت على ذلك وقلت أن أصولها عربية ودللت على ذلك بان الشخصية في (ألف ليلة وليلة) ترفل في جغرافية عربية، في بغداد ودمشق ونهر دجلة إلى البصرة، وعندما تبحر السفينة فإنها تقع في جزر سحرية وعالم سحري لا وجود له في عالم الجغرافي.
يبدو لي – وأقولها بجد- أن هذه الجوائز لا تعرف جغرافيا معينة من الأقطار العربية، مثلاً لا تجاوز نهر النيل غرباً، لا تجاوزه أبداً فمعنى ذلك أن هؤلاء الذين يكونون في لجان التحكيم يبدو أنهم لا يعرفون أن هناك شقاً وأساسياً للأمم العربية، وهو المغرب العربي، هذا أمر، الأمر الآخر كأن هناك جوائز مخصصة لأيديولوجية معينة فقط، ولجنسيات عربية فقط، وهناك جوائز أخرى مخصصة لأيديولوجية أخرى، يعني هناك أيديولوجية يسارية وأيديولوجية، مثلاً تجد مثقفين في المغرب الأقصى ينالون جائزتين أو ثلاث جوائز من بلد معين، بحيث لا تنال الجزائر، أو كأن الجزائر شعب من الأميين فقط، ولا يوجد به مفكرون، ولا يوجد به نقاد ولا يوجد به مؤرخون، ولا يوجد به دارسون للإسلام.
من المحزن حقيقة أن تقتدى هذه الجزائز، وأن تصل إلى هذا الوضع المحزن – وليس بالضرورة أن أكون استحق هذه الجوائز- لكنها ملاحظة ألاحظها لعلها تهز أولئك الناس فيتفطون إلى أن عامة المثقفين لا يغيب عنهم ما يفعلون، عامة الناس في بلاد المشرق وبلاد المغرب بدأوا يلاحظون عندما تكاثر تقديم هذه الجوائز إلى يسار عربي فقط أو إلى يمين عربي فقط أو إلى جنسيات عربية بعينها أكثر من مرة، دون أن تعطى لجنسيات أخرى، هذا شيء ليس طيباً وليس جيداً ونرجو أن تقع المراجعة التامة لمثل هذه الأمور حتى يكون هناك شيء من النزاهة العلمية الصارمة في منح هذه الجوائز.
وعلى كل حال لن أكون شقياً إذا لم أنل أي جائزة عربية.
- يفهم من كلامك دكتور عبدالملك أن الجوائز العربية أصبحت – بالفعل- تنحو نحو نوبل، بمعنى أن لها معايير غير تلك المعلنة.
· يبدو لي أن الجوائز العربية الكبرى، ولا داعي لأن نذكرها، - وكلها في الخليج- كأنها بدأت تنحو منح جائزة نوبل، ولاحظ أن جائزة نوبل- فيما أعلم وحسبت ما قرأت في مقالة من المقالات- أن عدد أعضاء لجنة جائزة نوبل هم ثمانية عشر عضواً يقال بأنه اثني عشر عضوا من أصول يهودية، وستة أعضاء من أصول أخرى، مما يجعل هذه الجائزة يتحكم فيها اليهود أساساً، وأنها لا يمكن أن تعطى لعربي يناؤ أمريكا أو إسرائيل حتى لو كان طلع مع الشمس، وأنا أتحدى الذين يقومون على جائزة نوبل، وإذا كانت أعطيت لأستاذنا الكبير نجيب محفوظ فذلك لا يعود الى أنه كاتب رواية فقط، وإنما يعود الى أمور أخرى، وأنا كنت أرجو أن تعطى لطه حسين، فقد أثر تأثيراً عظيماً في العالم العربي، لا نجد طفلاً في الثالثة أو الرابعة من التعليم الابتدائي من المغرب الى البحرين وهو لا يعرف طه حسين أو لم يقرأ له، لقد أثر في منهجه، وفي فكره، وجمال كتابته، لكن طه حسين لم يعط جائزة نوبل، وكان عليه أن ينادي بضرورة التعايش مع إسرائيل، مع كذا وكذا حتى يعطى الجائزة، لكنه لم يفعل ذلك.
أنا أتصور أنها إذا أعطيت لعربي في المستقبل فبالتأكيد وأنا أتنبأ بذلك – ستعطى لأدونيس، وقيل أنه في المرة الأخيرة ترشيح أدونيس وأصيب بخيبة أمل، ولو كنت أنا مكان أدونيس ما كنت أترشح لها والله ما أترشح لها، الصديق أدونيس والله لنا ينالها، إلا إذا أعلن موقفاً مع إسرائيل ومع أمريكا، أما إذا ظل عربياً قحساً، وينادي بـ…
- أدونيس لم يعد عربياً، لقد تبرأ حتى من اسمه العربي؟
· على الرغم من ذلك، لا يشفع له تبرئه من اسمه العربي، ولا بد أن ينبطح أكثر، أن يزور إسرائيل مثلاً، كما زارها (....)
تصور أن كاتباً عربياً وأن قاص أو روائياً تكون له من الوقاحة، ومن الخيانة، ومن خسة النفس أنه يزور إسرائيل ويعلن مواقف معينة، ويكتب كتابة حقيرة، بسيطة، لا تساوي بصلة، فإن هذا الكتابة سينال بها جائزة نوبل في يوم من الأيام أو ينال جائزة سلام.
- البعض يرى أن نجيب محفوظ لو لم يهاجم جمال عبدالناصر، ولو لم يزر إسرائيل مع الوفد المرافق للسادات لما نال جائزة نوبل؟
· ماذا أقول لك، هذا أمر معروف..
لذلك نرجو أن تكون الجوائز العربية نظيفة، جداً حتى إذا نالها شخص، فإن الناس جميعاً يحترمونه على أساس أنه يستحق الجائزة هذا من وجهة، ومن جهة أخرى أن الناس جميعاً يحترمون هذه المؤسسات ويعتزون بها على أساس أنها تشجع الفكر، وتشجع الإبداع، وتشجع العبقريات العربية. والله العظيم واحد يقول لي التقيت بفلان في سفر وقال لي: لماذا لم تترشح لجائزة كذا، وهي جائزة كبيرة، فيقول لي هاتفياً: أرسل لي كتبك، ويقول بعد شهر يخاطبني بالهاتف: لقد نلت الجائزة، أقسم بالله على ذلك، لقد قالها لي شخص ولا يزال حيا يرزق، وشخصية، ولكن لا داعي لأن نكشف عن هذه الأمور، الذي تحدث عنه اعتقد الأستاذ أدوار الخراط عندما نال جائزة العويس للرواية، قال هذا في إحدى القنوات المصرية قال: إن فلان قال لي لماذا لم تترشح وهو تقريبا لم يترشح أصلاً- ثم بعد ذلك اتصل به شخصية أدبية معروفة في بيروت، ويقول بعد شهر خاطبني بالهاتف أنني نلت الجائزة. هناك إعرابي نزل من البادية وكان يبيع بضاعة ولا يحسن كيف يبيعها للناس، فالناس لا يقبلون عليه، فرأى تجاراً من المدينة يبيعون بضاعة سيئة والناس يقبلون عليها، لأنهم يتحدثون بلغة عربية ملحونة فقال عجباً لهؤلاء الناس يلحنون ويربحون ونحن لا نلحن ولا نربح. إذاً هناك شخصيات أدبية عربية ستكتب خمسين كتاباً، ستين كتاباً، سبعين كتاباً، وبالتأكيد تموت ولا تنال هذه الجوائز إذا مضت هذه الجوائز على هذه السيرة. فأنا أدعو بكل أخوة ومحبة وتقدير لأعضاء لجان التحكيم وللسادة القائمين على هذه المؤسسات أن يحاولوا أن يغيروا من سيرتهم إذا كان الشيء الذي أقول صحيحاً، قد أكون مخطئاً.


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 04:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/6073.htm