السبت, 30-أغسطس-2008
المؤتمر نت -  عبد الله الصعفاني -
ومن ينشغل بالصحفيين ؟!
استكثر أحد القراء ميلي إلى الكتابة عن أوضاع الصحفيين بين الحين والآخر، وكانت حجته أن الكل يعاني، فلماذا يبحث الصحفيون عن كادر يحقق التوازن بين الأجور وبين متطلبات الحد الأدنى من العيش الكريم.

وأظن هذا القارئ قال نصف الحقيقة؛ فالجميع يشكو .. لكن النصف الآخر من الحقيقة أن الصحفي يقضي يومه كاملاً مهموماً بمهنته التي تهتم بشئون المجتمع وأوجاعه وطموحاته .. وليس من العدل أن يعامل كموظف يؤدي ساعات دوام محدودة.

من يمتهن الصحافة ولا يتعاطى الاسترزاق أو الابتزاز يقضي حياته في حالة من التوتر متنقلاً بين هموم المجتمع وينسى نفسه، وهي حالة قد تدعم القول بأن الصحفيين أقصر الناس أعماراً وأكثرهم أوجاعاً.

الصحفيون يكتبون عن أهمية أن يكتفي المعلم وأن يرتقي حال الطبيب ويربطون بين أداء كل عامل وبين الحاجة لأن يعيش الحياة الكريمة التي تجعله يستغني عن الرشوة والسحت، فمن يتحدث عن معاناة المنتمين إلى مهنة الصحافة إن هم لم يكتبوا عن أنفسهم ؟.


وإذا كان الرئيس علي عبدالله صالح وجه صراحة بسرعة تطبيق الكادر الخاص بالصحفيين فهي فرصة لأن يضغط الصحفيون باتجاه إخراج مشروع قانون توصيف الوظيفة الصحفية من حيز التنفيذ.

هذا المشروع مكتمل ومستوعب للحد المعقول من الطموحات .. ولم يبق إلا رفعه من وزارة الخدمة المدنية إلى رئيس الوزراء لتوقيعه، وعدم اهتبال الوقت سيجعل مشروع القرار يأخذ طريقه إلى ذات سلة الكادر الذي كان ثم باد.

ومن حق الصحفيين على نقابتهم أن تسكت عن الكلام والبيان مؤقتاً، وتعقد الاجتماع القادم في ساحة الخدمة المدنية، وحينها سترتفع أسهمها في بورصة لا شكر على واجب.
*عن الجمهورية
تمت طباعة الخبر في: السبت, 11-مايو-2024 الساعة: 07:33 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/61917.htm