الإثنين, 15-سبتمبر-2008
المؤتمر نت -  المؤتمرنت- تقرير ـ ريام محمد مخشف -
رمضان شهر الجمود الرياضي في اليمن
تسيطر على النشاط الرياضي في اليمن كعادته كل عام خلال شهر رمضان حالة من الجمود والركود الكلي نتيجة توقف كافة الأنشطة والفعاليات والمسابقات الرسمية في مختلف الألعاب الرياضية، بما فيها منافسات الدوري العام لكرة القدم لأندية النخبة التي تنطلق في السادس من نوفمبر القادم.

وأرجع مراقبون ومحللون رياضيون أسباب هذا التوقف الإجباري - إذا صح التعبير - خلال الشهر الفضيل إلى عجز إدارات الاتحادات والأندية في رسم خطط وبرامج مدروسة وهادفة على ارض الواقع خلال الشهر الكريم أسوة بكل دول الإسلامية التي لا يتوقف فيها النشاط الرياضي مطلقا ، خاصة بطولة دوري النخبة لكرة القدم التي انتهت للتو وحدد موعد انطلاقه في مطلع نوفمبر القادم أي بعد شهر من انقضاء الشهر الكريم، في حين انطلقت في كل بلدان العالم مطلع الشهر الفائت، إضافة إلى ثقافة القائمين على الرياضة في البلاد بان شهر رمضان عبارة عن صيام بالنهار وجلسات سمر بالليل مع وريقات القات التي يتناولها عادة اليمنيون بكثرة بما فيهم نسبة من الرياضيين, وذلك كان ناتج عن العجز في مسألة البنية التحتية من منشئات وملاعب الرياضة اليمنية غير المهيأة للعمل بها ليلا.

ويرى هؤلاء ان مجالس السمر ومضغ القات تعد أبرز ما يميز ليالي رمضان في اليمن، إذ تختلف عادات اليمنيين في قضاء ليالي شهر رمضان المبارك من محافظة إلى أخرى, غير أن ما يجمع عليه جميع اليمنيون هو مضغ نبتة القات المكيفة وعلى حد سواء لمجالس الرجال سواء من الرياضيين أو السياسيين وعامة الناس فمجالس السمر الرمضانية التقليدية في اليمن يحرص فيها الناس على قراءة أجزاء كل ليلة من القران الكريم مع آخر ليلة من ليالي الشهر المبارك والبعض يزيد على ذلك بالتفقه في الدين من خلال استعراض كتب السنة والسيرة النبويتين ولدى البعض الآخر قراءة واستعراض ما تيسر من المعلومات العامة.

تضارب الاتهامات

تضاربت الاتهامات بين الاتحادات والأندية ووزارة الشباب والرياضة حول تحميل كل من الأخر السبب في توقف هذا النشاط حيث تعذرت الاتحادات والأندية بشحة الإمكانيات المادية المقدمة من الوزارة لتسيير النشاط التي لا تتجاوز ثلاثة ملايين ريال، في حين تقول الوزارة ان إدارات الاتحادات والأندية لا تقوم بتسيير نشاطها وفق أسس وخطط مدروسة وغالبا ما تتسم عملها بالتخبط والعشوائية.

وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) طرحت هذه القضية على عدد من المسؤولين المحليين والمختصين والمهتمين بالشأن الرياضي، وبحثت في أسباب توقف النشاط الرياضي الذي يتكرر كل عام في شهر رمضان المبارك وعن المسؤول عن هذا التجميد هل الاتحادات والأندية التي تلقي باللائمة على شحة الإمكانيات المادية أم وزارة الشباب التي تعتبر النشاط الرمضاني نشاط داخلي بالنسبة للاتحادات والأندية وخارج إطار الموازنة السنوية المعتمدة لهم من الوزارة أو انعدام الإنارة في معظم الملاعب في محافظات الجمهورية.

أمين عام الاتحاد العام لكرة اليد حمزة صالح أرجع، أسباب توقف النشاط الرياضي في بعض الاتحادات لسوء التخطيط السليم والبرمجة في توزيع المسابقات في هذا الشهر الكريم وضرب مثلا ان اتحاده دشن مع بداية رمضان بطولة تنشيطية في فروع الاتحاد من خلال إقامة التصفيات التمهيدية في محافظات الجمهورية بهدف تنشيط اللعبة، واستعداداً لإقامة بطولة الشباب.

وشدد صالح على ضرورة ان تقوم الاتحادات بالتخطيط المسبق وتوزيع المسابقات والبطولات على كل أشهر السنة بما فيها شهر رمضان وفق الحاجة الفنية التي يقررها الفنيين.
وحول تعذر الأندية بقلة الموارد المادية .. أشار أمين عام الاتحاد العام لكرة اليد حديث الإنشاء إلى ان الأزمة والضائقة المالية موجودة أصلا سواء في شهر رمضان أو قبله بل ان بعض الأندية تحصل على دخل مالي جيد من خلال عملية " الاستجداء " والمطالبة الذي تقوم به بعض إدارات الأندية لعدد من البيوت التجارية.

من جهته يرى المحلل الرياضي المعروف احمد الظامري ان انقطاع النشاط الرياضي خلال شهر رمضان هو مزيج من الأخطاء الإدارية بين الوزارة والأندية فالوزارة لا تشرف على خطط وبرامج الاتحادات الفنية وزادت الطين بله افتقار معظم الاتحادات الرياضية في البلاد لعملية التسويق الرياضي الذي سيضمن دخل إضافي للاتحادات التي تعاني شحة في مواردها والأندية لتسيير أنشطتها بالبركة وبصورة عشوائية وهو ما انعكس على خلو شهر رمضان من مسابقات اغلب الاتحادات باستثناء اتحاد اليد والجودو وبعض الاتحادات النشطة.

وأضاف قائلا: السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا لا تستفيد الاتحادات باعتماد مسابقات الفئات العمرية في هذا الشهر الكريم, واعتقد ان اعتماد مثل هذه المسابقات سيعطي شهر رمضان حركة رياضية بدلا من حالة الركود والخمول المستمرة.

وعلل مدير عام النشاط الرياضي بوزارة الشباب والرياضة خالد صالح حسين توقف النشاط الرياضي الرمضاني، إلى كونه يعتبر نشاط خارج إطار الموازنة السنوية التي تحصل عليها الاتحادات والأندية ورغم ذلك لم تسعى الأندية إلى تقديم مشروع جماعي هادف لدعم النشاط الرمضاني حيث إنها لو تقدمت بهذا المشروع إلى وزير الشباب والرياضة حمود عباد فإنه لن يقصر وسيدعم هذا التوجه الجاد.

ودعا صالح الاتحادات والأندية إلى الاستفادة من الأخطاء السابقة وتبني خطط وبرامج سنوية مدروسة وفق أسس ومعايير سليمة وصحيحة وتقديمها للوزارة بدلا عن أسلوب التخبط والعشوائية في تسيير عملها الإداري.

مبادرات طيبة

خلاصة القول انه رغم تكرار توقف النشاط الرياضي في اليمن خلال الشهر المبارك إلا انه يمكن الإشادة بالمبادرات النموذجية والرائعة التي يقوم بها نادي أهلي صنعاء اعرق الأندية اليمنية وأكثرها إحرازا للبطولات المحلية في تبنيه تقليدا سنويا على مدى سنوات في إقامة مسابقات كبيرة في مختلف المجالات أبرزها بطولة الدوري السنوي لكرة القدم الخماسية الذي انطلق في السادس من رمضان وحملت البطولة هذا العام أسم فقيد الكرة اليمنية ورئيس اتحادها السابق المرحوم علي الاشول.

وهو الأمر الذي يمهد لإنشاء اتحاد يمني لكرة الصالات ويشارك في هذه البطولة 20 فريقا من فرق الشركات والمؤسسات والأندية والأحياء الشعبية والجاليات العربية باليمن إلى جانب الإشادة بجهود اتحاد كرة القدم فرع محافظة عدن بدعم من البنك الأهلي اليمني في إقامة بطولة كأس الرئيس الخامسة لكرة القدم الخماسية للعام الخامس على التوالي خلال الشهر الفضيل ويشارك فيها ابرز نجوم الكرة في البلاد في زمانها الجميل أمثال الأحمدي والبارك وشرف محفوظ وعلي موسى وغيرهم من نجوم الزمن الجميل للكرة اليمنية.

إلى جانب الإشادة بجهود اتحاد كرة القدم فرع محافظة عدن في إقامة مسابقة الفقيد علي محسن المريسي نجم نجوم الكرة اليمنية الأوحد للعام الرابع عشر على التوالي رغم الإمكانيات المادية الصعبة، إلى جانب الظهور بشكل لافت هذا العام للمرة الثالثة على التوالي خلال الشهر الفضيل انتشار إقامة بطولات الكرة الخماسية, إضافة إلى بعض المسابقات الخفيفة التي تنظمها فروع الاتحادات في أمانة العاصمة وبعض المحافظات بصورة تنشيطية فقط وبدعم من بعض رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة.



المصدر: سبأ
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/62463.htm