الخميس, 04-مارس-2004
المؤتمر نت - آلاء الصفـار -
متى نؤدي حق هذه الأم العظيمة ؟
هذا نموذج مشرف مشرق من حقه أن نجعله في الصدارة ليكون نصب أعين كثير من أبنائنا وبناتنا ، لعل بعضهم ينتفع بهذا النموذج فيحاكيه ويزيد عليه وينافسه في هذا الطريق ..
- - -- - - -
ببشاشة وسماحة نفس…يقول لأمه في حنو: أبشري ما تطلبين؟! ماذا تريدين ؟! ماذا تحبين؟! وقبلات على رأسها بين حديث وآخر.. هذا حديثه وفعله مع والدته.
ألا تريدين أن تذهبي لآل فلان تسلمين عليهم؟! لا يدع والدته تطلب منه ذلك .. بل هو يعرض الأمر .. فلربما كانت محرجة من طلبه.
لرغبة في نفس والدته قرر القيام برحلة إلى القرية التي تربت ونشأت فيها والدته وهي ترى مراتع الصبا وتجدد له الدعاء وهي تستعيد الذكريات.
بين حين وآخر يناول والدته مبلغاً من المال .. سنوات وهو يفعل ذلك.. ما نقص ماله .. وما تأثرت تجارته.
يتحين الفرص.. متى تريدين الذهاب إلى مكة .. الجو يا أمي هذه الأيام معتدل وليس هناك زحام .. الحمد لله الأمور متيسرة والسبل متوفرة.. هيا يا أمي.
ما دخل المنزل أو أراد الخروج منه إلا قبل رأس والدته ودعا لها بطول العمر والبركة في العمل..
تعجب يوماً وهو يستمع إلى والدته تقرأ سورة الفاتحة ، وانتبه على صوت في داخله يؤنبه.. : أنت مدرس .. تمنح العلم للتلاميذ.. ووالدتك تخطئ في قراءة سورة الفاتحة؟! ألزم نفسه بساعات يقضيها بجوار والدته حتى حفظت قصار السور
وأجادت قراءة الفاتحة .. قراءة جيدة محكمة ..
رحم ذلك الضعف من والدته، وتذكر كيف كانت عنايتها ورعايتها له.. وقال: بماذا أجازيك.. وكيف أقضي بعض حقك؟!
- - - -
قال: منذ ثلاث سنوات استمعت إلى محاضرة عن حقوق الأم.. وبعدها عقلت الأمر وسعيت في برها. جعلت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "ففيهما فجاهد "
أساساً لتعاملي مع والدتي.. أقدم رغباتها وألبي طلباتهما .. وأعلم بعد ذلك وقبله أني لم أوف حقوقهما.
قال لزوجته قبل أن يدخل بها : هذه أمي التي ربتني ، ورضعت من ثدييها .. وأنت يا زوجتي العزيزة مثلما تحبين أمك فأنا أحب أمي ورضاي في رضاها.. أنت امرأة عاقلة.. فلا تغضبيها ، لأن في غضبها غضبي ، ولا يكن في قلبك عليها شيء.. عندها تأكدي يا زوجتي.. أنك ستكونين تاج رأسي ، و سيصفو لك قلبي.. وتهنأ بك نفسي.
- - - -
لأنه الأخ الأكبر أصر وبشدة أن تبقى والدته عنده، وقال لها: سأجعل بيتي مفتوحاً للزائرين والمسلّمين.. هنا يا أمي سترين الأبناء والأحفاد فلتهنأ وتقر نفسك.
يجلس مع والدته ساعة أو تزيد كل يوم.. يسمع حديثها، وتبث شكواها، وتذكر بأيامه الأولى.. وهو يستمع في دعة وحبور.. ويزيد فرحه ما يراه من سرور والدته.
ما قام أو جلس إلا ودعت له.. وما غاب إلا أتبعته الدعاء بالصحة والعافية والستر.. تتلهف لعودته وتسر برؤيته .. إنه رجل عرف الله حقا ، فعرف حق والديه عليه .. وهو دائما يحاول جاهدا أن يجازي من أحسن إليه ولو ببعض الوفاء..
فكيف بأمه ؟.؟ كيف بمن هو فلذة كبدها ، وقطعة منها ؟ ولحمه وضعله من لبنها ؟؟
لا يمل من تكرار ( رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) ..

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 10:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/7268.htm