المؤتمر نت -

الإثنين, 10-أغسطس-2009
المؤتمرنت - سبأ -
ادهاشة يمنية بفوتوغرافية محمد السياغي
كانت ادهاشة محمد السياغي مختلفة، حد اعتبار معرضه الفوتوغرافي الأول ، الذي افتتحه وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي ووزير السياحة نبيل الفقية بصنعاء اليوم ، قد أعاد الاعتبار لفن الفوتوغراف مقابل فن التشكيل، وانتصر لفرادة أضواء العدسة أمام خصوصية ألوان الريشة، على الأقل في العشر السنوات الأخيرة في اليمن.

نحو ستين صورة حلقت عدسة السياغي من خلالها في أجواء اليمن ملتقطا بسنارة صياد ومستوعبا بعاطفية فنان ومتعاملا بحرفية صحفي مناظر نابضة بالحياة مستوعباً التفاصيل في نصوص رؤيوية عبقرية التكوين الضوئي.

بحساسية فنية تتقن لغة المشاعر وتجيد مخاطبة الأضواء والمناظر انطلاقا من رؤية فنان استكنهت جماليات الباطن قبل الظاهر .. عكست محتويات المعرض إنسانية جمالية باذخة تضوعت روائحها على نوافذ كل اللوحات.. بل انك تجد نفسك أمام نافذة كل لوحة وجهاً لوجه في حضره اليمن بكل أبهتها.. تلك الأبهة التي أجادت عدسة محمد السياغي محاورتها واستكناه روعتها : روعتها التي لم نألفها ، على الرغم من الفتنا واقعية كل تلك المناظر التي حاورتها .. وهي الروعة التي برع الفنان السياغي في إعادة صوغها بعدسة كان متميزاً في تطويعها لتلبي رغبته في إنتاج نصوص فوتوغرافية ، نقول دون مبالغة إنها أعادت الاعتبار لكل تلك المناظر ،من خلال لوحات ،بالتأكيد ؛ستدفع المشاهد ،بعد تجاوز دهشة الرؤية ، لإعادة النظر في علاقته بجماليتهاعلى ارض الواقع .

لم يعد الفوتوغراف مقتصراً على نقل الصورة الثابتة لمشهد صامت إن إنسانية الفنان ومهارة أدواته في التعامل مع الضوء والتناغم مع العدسة وضبط الحساسية الجمالية قبل الضوئية، قادرة على تمكينه من قراءة النص الحقيقي للمنظر، وكشف مستور تجلياته وتقديمه مولوداً جديداً نابضا بالدهشة بكل معانيها الفنية .. وهي الدهشة التي تجعل من الصورة الفوتوغرافية قادرة على تقديم نصوص رؤيوية تعيد اكتشاف ما نعجز عن اكتشافه بعيوننا في حياتنا اليومية في كثير من المشاهد .. ولعل (السياغي) قد جسد في معرضه الأول قدراً بديعاً من هذا الطرح .
اليمن كأمراة احتشدت أنوثتها بكل معاني الجمال؛ فجاءت منسوجة من جزئيات كل ألوان الطيف وكل مبهجات الجهات الأربع للعالم والمكونات الأربع للدهشة : فرادة ،غرابة ، براءة وأنوثة، ولعل الأخيرة قد اختزلت الثلاث السابقات، ولعل اليمن قد اختزل كل تلك المعاني، ولعل عدسة السياغي قد أدركت تلك الحقائق واستنطقتها ألحانا يانعة بالمحبة .. المحبة المتدفقة من ضفاف براويز كل تلك النصوص التي كتب من خلالها حكاية فوتوغرافية رائعة لليمن بعدسته هو.

وزيرا الثقافة والسياحة أشادا بمحتويات المعرض واعتبراه قد تجاوز كثيرا واستوعب أكثر ما في اليمن من بدائع انطلاقا من الطبيعة التضاريس الأعجوبة ومرورا بالمواقع والمعالم التاريخية للقرية والمدينة والسهل والجبل بل أنها تجاوزت كل ذلك إلى البحر والجزيرة وغاصت بين كل ذلك في تفاصيل عميقة عكست قدراً كبيراً من الإدراك الواعي لجمال المنظر.
رئيس المجلس الوطني للوثائق القاضي علي أبو الرجال ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" نصر طه مصطفى، اعتبرا هذا المعرض خطوة متقدمة في المعارض الفوتوغرافية المحتفية باليمن طبيعة وإنسانا وثقافة وحضارة، مشيدين بحرفية ومهارة "السياغي" في التعامل مع العدسة وقدرته على تطويعها بما مكنه من الخروج بهذه النصوص الجديرة بأن تقدم اليمن للآخر بصورتها المشرقة.
وكان وزير السياحة قد أعلن عزم الوزارة التنقل بالمعرض في أربع عواصم اوروبية ترويجا وتسويقا لليمن ومكوناته الجمالية والثقافية التاريخية والحضارية.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 01:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/72752.htm