الجمعة, 13-نوفمبر-2009
المؤتمر نت -    د.علي مطهر العثربي -
أزمة الفشل ..!!
يبدو أن الفشل الذي تعانيه بعض القوى السياسية دفعها إلى انتهاج سياسة التأزيم والتذمر واستباق الأحداث وتضخيم الوهم الذي تعيشه.
فتارة تردد عدم تهيئة المناخات المناسبة، وهي تدرك بأن الحوار من أبرز أهدافه تهيئة المناخات المناسبة لإنجاز الأهداف الوطنية «الكبرى».
وتارة تتحدث بصلافة عن موضوع التوريث، وهي تدرك أننا في مجتمع ديمقراطي قائم على التعددية الحزبية، وأن كل حزب أو تنظيم سياسي أو تكتل سوف يدخل الانتخابات سيكون له مرشحون معتمدون أو مختارون من قواعد تلك الأحزاب أو التكتلات.
وفي هذه الحالة تنتفي مسألة التوريث المزعومة ولا يقول بها إلا من كان فشالاً وغير قادر على التعامل مع الهيئة الناخبة وليس لديه الاستعداد لتقديم برامج انتخابية تلبي طموحات الجماهير ليكسب ثقتها.
إن الأعذار الواهية التي دأبت أحزاب اللقاء المشترك على ترديدها على مسامع الجماهير والمنظمات الدولية وكل المهتمين بالشأن الانتخابي في بلادنا لم تعد تنطلي على أحد، بل أصبحت دليلاً فاضحاً على فشلها وعدم قدرتها على تحمل أمانة المسئولية.
لأنها قد ارتكبت أخطاءً سياسية في غاية الخطورة، ولم يعد بمقدور الهيئة الناخبة نسيانها أو غفرانها، لأنها أخطاء مسّت الثوابت الوطنية وتجاوزت حدود الحرية السياسية.
ولم تجرؤ هذه الأحزاب على الاعتراف بها وتقدم الاعتذار للشعب وتفتح صفحة جديدة في التصالح مع نفسها أولاً، ثم مع الشعب ثانياً، ثم مع القوى السياسية الفاعلة في ساحة الفعل الوطني.
الأمر الذي أفقد هذه الأحزاب صوابها ولم تعد قادرة ـ على الأقل من وجهة نظري ـ على التفاعل الموضوعي مع واقع الحياة السياسية في بلادنا.
إن افتقاد أحزاب المشترك لموضوعية التعامل مع الواقع قد جعلها شبه مشلولة ولم يعد لها من فعل غير إحداث الزوابع وافتعال الأزمات، ولم تقدم ما هو نافع ومفيد حتى الآن، لأن استمرارها على القفز على الواقع هو السبب في وصولها إلى هذه الحالة.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل هذه الأحزاب قادرة على التعامل مع الواقع الىمني بموضوعية؟!.
والإجابة عن هذا السؤال تكمن فيما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، والذي نرجو أن يكون إيجابياً وعقلانياً ويخدم الوطن بإذن الله.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 21-مايو-2024 الساعة: 06:00 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/75448.htm