الخميس, 11-مارس-2004
بقلم‏د‏.‏ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الشريف -
حديث القرآن عن نعمة الأمان‏(11)‏

لم يكتف القرآن الكريم ببيان أن حالة النعاس التي ساقها الله ـ تعالي ـ للمؤمنين في غزوة بدر كانت من أجل تثبيتهم وغرس فضيلة الأمن والطمأنينة في قلوبهم‏.‏
بل نراه في موضع ثامن يسوق هذه الحالة ـ أيضا ـ في غزوة أحــد‏,‏ بعد أن أصابهم ما أصابهم من بلاء وهم ونصب فيقول ـ سبحانه ـ‏:(‏ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشي طائفة منكم‏,‏ وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية‏...)‏ آل عمران‏154.‏

وهذه الاية الكريمة قد جاءت بعد حديث طويل عن أحداث غزوة أحد‏,‏ وكيف أن المؤمنين قد انتصروا علي أعدائهم في أول المعركة‏,‏ ثم بعد ذلك أصيبوا بالهزيمة‏,‏ بسبب أن بعضهم ـ وهم الرماة ـ قد خالفوا ـ وصية رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ الذي قال لهم‏:‏ كونوا في أماكنكم لتحموا ظهورنا‏,‏ ولاتبرحوا أماكنكم‏....,‏ ولكن الرماة عندما رأوا بعض المشركين يولون الأدبار‏,‏ تركوا أماكنهم ونزلوا إلي ساحة المعركة ليجمعوا الغنائم فالتف بعض المشركين علي المسلمين من الخلف فكان ما كان من اضطراب المسلمين واستشهاد ما يقرب من سبعين منهم‏,‏ ولقد أشار القرآن الكريم إلي ذلك في قوله ـ عز وجل ـ‏(‏ ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه أي تقتلون أعداءكم قتلا شديدا ـ حتي إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ماتحبون‏...)‏ آل عمران‏152.‏

أي‏:‏ والله لقد صدقكم الله وعده في النصر ـ أيها المؤمنون ـ عندما كنتم تقاتلون أعداءكم بايمان صادق حتي إذا ضعفت نفوسكم‏,‏ وتنازعتم في أمر جمع الغنائم‏,‏ من بعد ما أراكم الله ـ تعالي ـ النصر في أول المعركة‏...‏ حتي إذا فعلتم ذلك أصابكم ما أصابكم‏,‏ حيث منع الله عنكم نصره‏,‏ وتحول نصركم إلي هزيمة‏,‏ وفقدتم ما جمعتموه من غنائم‏.‏

ثم ذكر ـ سبحانه ـ عباده المؤمنين الصادقين ببعض مظاهر لطفه بهم‏,‏ ورحمته لهم‏,‏ حيث أنزل علي طائفة منهم النعاس الذي أدخل الطمأنينة علي قلوبهم‏,‏ وأزال الخوف والفزع من نفوسهم فقال‏:(‏ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشي طائفة منكم‏...).‏

والمقصود بالنعاس هنا ـ كما سبق أن أشرنا ـ‏:‏ الفتور الذي يكون في أول النوم‏,‏ الذي من شأنه أن يزيل عن الإنسان بعض متاعبه‏,‏ ولايغيب صاحبه عن الإدراك‏,‏ فلذلك كان أمنة لهم‏,‏ لأنه لو كان نوما ثقيلا لهاجمهم المشركون‏.‏

والمعني‏:‏ ثم أنزل الله عليكم ـ أيها المؤمنون ـ بعد أن أصابكم من الهم والغم ما أصابكم‏,‏ أمانا واطمئنانا كان من مظاهره نعاس اطمأنت معه نفوسكم‏,‏ واستراحت معه أبدانكم من غير فزع ولا قلق ولا خوف‏,‏ وكان هذا الأمان والاطمئنان لطائفة معينة منكم‏,‏ أخلصت جهادها لله‏,‏ وخافت مقام ربها‏,‏ ونهت أنفسها عن الطمع والهوي‏..‏

أما غيرها فلم ينزل عليهم هذا النعاس‏,‏ بل بقوا في خوفهم وفزعم لأنهم لم يكونوا صادقين في إيمانهم‏,‏ بل كانوا لا يهمهم إلا أمر أنفسهم‏,‏ وما يتعلق بذلك من الحصول علي الغنائم‏,‏ وعلي شهوات الدنيا‏,‏ شأنهم في ذلك شأن أهل الجاهلية الذين فسقوا عن أمر خالقهم‏.‏

ونري القرآن الكريم في موضع تاسع يبين لكل ذي عقل سليم‏,‏ أن أداء العبادات التي كلفنا الله بها في أمان واطمئنان دون خوف أو فزغ‏..‏

هذا الأداء للعبادات في أمن وسكينة يعد نعمة تستحق الشكر الجزيل للخالق ـ عز وجل ـ حيث يسر ـ سبحانه ـ لعباده المؤمنين أداء ما كلفهم به بعد أن مكن لهم في الأرض‏,‏ وبعد أن نصرهم علي أعدائهم‏..‏

وقد جاءت الإشارة إلي ذلك في قوله ـ سبحانه ـ‏:(‏ وأتموا الحج والعمرة لله‏,‏ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي ولاتحلقوا رءوسكم حتي يبلغ الهدي محله‏,‏ فمن كان منكم مريضا أو به أذي من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك‏,‏ فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلي الحج فما استيسر من الهدي‏,‏ فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة‏......)‏ البقرة‏196.‏

وقد جاءت هذه الآية الكريمة بعد حديث متنوع عن القتال وآدابه وأحكامه‏,‏ وعن ألوان من الأذي والعدوان الذي وقع علي المؤمنين من أعدائهم المشركين‏...‏

ومن ذلك قوله ـ سبحانه ـ‏:(‏ وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولاتعتدوا إن الله لا يحب المعتدين واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل‏...)‏ البقرة‏190‏ و‏191.‏

ومعني الآية الكريمة بايجاز‏:‏ أتموا ـ أيها المؤمنون ـ الحج والعمرة باخلاص واتقان‏,‏ فإن منعكم مانع عن اتمامها كتعرض المشركين لكم بعد احرامكم بهما‏,‏ فالواجب عليكم في هذه الحالة ذبح ما تيسر لكم من الابل أو البقر أو الغنم تقربا إلي الله ـ تعالي ـ لكي تخرجوا من احرامكم بعد حلق شعر الرأس أو تقصيره‏.‏

ولاتحلقوا رءوسكم إذا كنتم محصرين حتي ينحر المحصر هديه في الموضع الذي حصر فيه‏,‏ كما فعل النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حين منعه المشركون من دخول مكة‏,‏ فقد نحر هديه في الحديبية ثم تحلل من احرامه‏.‏

فمن كان منكم ـ أيها المحرمون ـ مريضا بمرض أو به أذي من رأسه يحتاج معه إلي الحلق وهو محرم‏,‏ فعليه أن يحلق‏,‏ وفي هذه الحالة عليه فدية‏:‏ بأن يصوم ثلاثة أيام أو يتصدق علي ستة مساكين أو يذبح شاة ويتصدق بلحمها علي المحتاجين‏,‏ فإذا ما شعرتم ـ أيها المؤمنون ـ بالأمن والعافية‏,‏ وزال كل خوف من عدوكم‏,‏ وأديتم مناسك العمرة في أمان واطمئنان وتحللتم منها‏,‏ وأردتم البقاء علي تحللكم إلي أن تؤدوا فريضة الحج‏,‏ فعليكم في هذه الحالة أن تذبحوا ماتيسر لكم من الهدي من غنم أو بقر أو إبل‏,‏ شكرا لله ـ تعالي ـ علي ما منحكم من نعم من أهمها‏:‏ نعمة الأمن وأداء ما كلفكم به‏..‏ فمن لم يجد هديا يذبحه فعليه صيام ثلاثة أيام في أوقات أدائكم لمناسك الحج‏,‏ وسبعة أيام بعد فراغكم من مناسك الحج‏,‏ وبعد رجوعكم إلي أهلكم‏,‏ تلك عشرة أيام كاملة عليكم أن تصوموها تقربا إلي الله ـ تعالي ـ وشكرا له ـ سبحانه ـ علي نعمه التي لاتحصي‏,‏ التي من أعظمها نعمة الأمن والاطمئنان‏.‏

وشبيه بهذه الاية الكريمة في وجوب شكر الله ـ تعالي ـ علي نعمه التي من أهمها نعمة الأمان‏,‏ قوله ـ تعالي‏:(‏ حافظوا علي الصلوات والصلاة الوسطي وقوموا لله قانتين‏.‏ فإن خفتم فرجالا أو ركبانا‏,‏ فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون‏)‏ البقرة‏238‏ و‏239.‏

والمعني‏:‏ حافظوا ـ أيها المؤمنون ـ محافظة تامة علي أداء الصلاة في أوقاتها بخشوع واخلاص واتقان‏,‏ وحافظوا بصفة خاصة علي أداء الصلاة الوسطي ـ التي هي علي الارجح صلاة العصر ـ لما لها من منزلة سامية‏,‏ ومن مكانة عالية‏,‏ وقوموا في الصلاة قانتين أي‏:‏ مطيعين لخالقكم‏,‏ مؤدين لما كلفكم به من عبادات أداء كاملا في خشوع واطمئنان‏.‏

فإن كان بكم خوف من أعدائكم في حال قتالكم لهم أو كان بكم خوف لأي سبب آخر‏,(‏ فرجالا أو ركبانا‏)‏ أي‏:‏ فأدوا الصلاة وأنتم تمشون علي أرجلكم‏,‏ أو وأنتم راكبون علي دوابكم أو علي غيرها‏,‏ لأن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام‏,‏ وتجب المحافظة عليها في حالات الأمن والخوف‏,‏ والصحة والمرض‏,‏ والسفر والإقامة‏...‏

فإذا مازال خوفكم وصرتم آمنين مطمئنين فأكثروا من ذكر الله ـ تعالي ـ ومن شكره علي هذه النعمة الجليلة‏,‏ وقوموا بأداء ما كلفكم خالقكم به‏,‏ بالطريقة التي علمكم إياها رسولنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ فهو ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد علمكم بأمر خالقه ما كنتم تجهلونه من عقائد ومن آداب ومن غير ذلك من أحكام‏.‏

ففي هاتين الآيتين الكريمتين إشارة واضحة إلي أن نعمة الأمن علي رأس النعم التي تستحق من كل عاقل مداومة الاكثار من ذكر الله ـ تعالي ـ ومن شكره‏.‏

فإذا ما اتجهنا إلي الاحاديث النبوية الشريفة‏,‏ التي تمثل أقوال النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأفعاله وتقريراته‏,‏ وجدناها زاخرة بالتوجيهات السامية‏,‏ والإرشادات القويمة التي تدعو كل مسلم ومسلمة إلي نشر كل ما يتعلق بتثبيت نعمة الأمن في الافراد وفي الجماعات وفي الاوطان وفي كل مكان‏.‏

لقد بين لنا ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن هذه النعمة متي حازها الإنسان كان كمن حاز شيئا نفيسا لايقدر بمال‏,‏ فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ من أصبح آمنا في سربه ـ أي‏:‏ من أصبح آمنا في نفسه وفي أهله وماله ومسكنه وطريقه‏,‏ وعنده العافية في بدنه‏,‏ وعنده قوت يومه‏,‏ فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها أي‏:‏ فكأنما قد ملك الدنيا بمشتملاتها وخيراتها‏.‏

وبلغ من حرصه ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي نشر نعمة الأمن بين الناس‏,‏ أنه نهي المسلم أن يشير إلي أخيه بالسلاح‏,‏ سواء أكانت تلك الإشارة علي سبيل الجد أو الهزل‏..‏

ففي الصحيحين ـ البخاري ومسلم ـ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ لايشر أحدكم إلي أخيه بالسلاح فإنه لايدري لعل الشيطان ينزع في يده ـ أي‏:‏ يوسوس له بالشر ـ فيقع في حفرة من النار‏.‏

وفي رواية للإمام مسلم عن أبي هريرة ـ أيضا ـ أنه قال‏,‏ قال أبوالقاسم ـ صلي الله عليه وسلم ـ من أشار إلي أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتي ينزع‏,‏ وإن كان أخاه لأبيه وأمه‏.‏

بل إنه ـ صلي الله عليه وسلم ـ نهي أتباعه وهم في غير حالة الحرب أن يحملوا سيوفهم وهي مشهرة دون أن تكون في أغمادها‏,‏ خشية أن يمدوها بالأذي لغيرهم‏.‏

ففي سنن أبي داود والترمذي ـ رحمهما الله ـ عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ نهي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ أن يتعاطي السيف مسلولا‏.‏

وقد أباح ـ صلي الله عليه وسلم ـ لاتباعه من الرجال والنساء أن يعطوا الأمن لسواهم متي كان أهلا لهذا الأمن حتي ولو كان علي غير دينهم‏.‏

ففي البخاري عن أم هانئ بنت أبي طالب ـ رضي الله عنها ـ قالت‏:‏ قلت يارسول الله زعم ابن أمي علي‏,‏ انه قاتل رجلا قد أجرته وهو فلان بن هبيرة‏!!‏ فقال لها ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ قد أجرنا من أجرت ياأم هانئ‏.‏

قال صاحب التاج الجامع للأصول في احاديث الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ ج‏4‏ ص‏401:‏ فأم هانئ واسمها فاخنة شقيقة علي ـ رضي الله عنهما ـ أمنت رجلا اسمه جعدة ابن زوجها هبيرة بن أبي وهب المخزومي‏,‏ فأراد علي أن يقتله‏,‏ فأخبرت النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ بهذا فقال‏:‏ قد أجرنا من أجرت ياأم هانئ أي‏:‏ قد أمنا من أمنت يا أم هانئ‏.‏

وفي رواية لأبي داود والترمذي أنها قالت‏:‏ أجرت رجلين من أحمائي ـ أي‏:‏ من أقارب زوجي ـ فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ قد أمنا من أمنت‏.‏

وجاء في صحيح البخاري وفي سنن الترمذي عن علي بن أبي طالب راضي الله عنه ـ عن البني ـ صلي الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ذمة المسلمين واحدة‏,‏ يسعي بها أدناهم

وفي مسند الإمام أحمد بن حنبل‏,‏ قال ـ صلي الله عليه وسلم ـ المسلمون تتكافأ دماؤهم‏,‏ وهم يد علي من سواهم‏,‏ ويسعي بذمتهم أدناهم‏,‏ وبلغ من حرصه ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي نشر الأمان بين الناس أنه لم يأذن بقتل من حمل إليه رسالةمن أعدائه‏,‏ حتي ولو كان الحامل لهذه الرسالة مؤيدا لهؤلاء الاعداء‏.‏

ففي سنن أبي داود عن نعيم بن مسعود الاشجعي قال‏:‏ سمعت رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يقول لمن أرسلهما مسيلمة الكذاب بكتاب إلي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ سمعته يقول لهما بعد أن قرأ الكتاب‏:‏ ماتقولان أنتما في مسيلمة الكذاب؟ فقالا نقول كما قال‏,‏ فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ أما والله لولا أن الرسل لاتقتل لضربت أعناقكما‏.‏

ولقد كان ـ صلي الله عليه وسلم ـ يكثر من التضرع إلي الله تعالي ـ أن يديم علي أمته نعمة السلام والأمان والاطمئنان‏,‏ ففي صحيح مسلم عن ثوبان ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ كان رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ إذا ما انتهي من صلاته استغفر ثلاثا‏,‏ وقال‏:‏ اللهم أنت السلام‏,‏ ومنك السلام ـ أي‏:‏ الأمان ـ تباركت ياذا الجلال والاكرام‏.‏

وعن السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت‏:‏ قلت للنبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏ يارسول الله‏,‏ لو رأيت ليلة القدر ماذا أقول؟ فقال لها ـ صلي الله عليه وسلم ـ قولي ياعائشة اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا‏.‏

ونحن نقول‏:‏ اللهم أدم علينا جميعا نعمة السلام‏,‏ ونعمة الأمان‏,‏ ونعمة الاطمئنان‏,‏ ونعمة الرخاء‏,‏ ونعمة العفو والعافية‏,‏ إنك ـ ياربنا ـ علي ما تشاء قدير‏,‏ نعم المولي ونعم النصير‏.‏
نقلاً الاهرام

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 07:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/7548.htm