الأحد, 13-ديسمبر-2009
المؤتمر نت -      عزالدين سعيد أحمد -
تعز المنكوبة!!!
أنهيت إجازة العيد في تعز وحالة من الأسى والرعب تتملكني أما الأسى فمصدره فقدان أكثر من صديق ومعروف بسبب الموت الذي يحصد الناس جراء انتشار الأوبئة وليس الزميل الصحفي نجيب الشرعبي آخرهم حتما ... وأما الرعب فهو بسبب شبح الموت الذي صار يخيم على كل بيت في هذه المدينة أما الكارثة الحقيقية فهي في تعامل الناس مع الموضوع وتعامل الحكومة أيضاً فالناس في حالة من اليأس حتى لم يعودوا يرفعون أصواتهم بالشكوى وعندما تداعى عدد من الشباب في رفع صوتهم بفكرة إعلان تعز مدينة منكوبة صدمني الإحباط الذي يتعامل به الناس وانه لا فائدة ترجى من أي جهد وتجد من يقول لك إن هذا أمر عادي وان هناك عشرة في المائة من سكان المحافظة مصاب بفيروس الكبد الوبائي ومنذ سنوات ولا من معين !! وهو أخطر من الايدز ومع ذلك لا معين ولا تفاعل وان مثلهم تحصدهم الملاريا ومثلهم مصاب بالإعاقة والحرمان!

والأدهى من كل ذلك هي طريقة حديث بعض المسئولين من الذين إذا وجدك تشكو فأنت محاصر بردين يبعثان على القهر الأول.. هو ان تجد من ينكر الأمر ويرد الشكوى إلى المكايدات السياسية وأنها مبالغة ولا تدري ما المقصود؟

أما الرد الثاني الذي يبعث على القهر أيضا فهو ان تجد من المسئولين التنفيذيين من يؤيد شكواك ويقول إن الإهمال حقيقة واقعة ويضيف وهو يقلب يديه بحركة مسرحية.

إنها فوضى وعدم احترام للقانون يا أخي ؟

ولا تدري ماذا تقول ساعتها ولمن تشكو لأنك تسمع بكاء هؤلاء المسئولين التنفيذيين قبل شكواك!! وأنينهم قبل تنهداتك !!

وقد أعجبتني مقارنة سائق الحافلة التي تحولت إلى سيارة لنقل الموتى وهو يقول إن في تعز مات خلال الأشهر الماضية من حمى الضنك أكثر من شهداء الثورة وتحرير فلسطين ؟ ومع ذلك لا أحد يلتفت إليهم ؟ولكنه يحمد الله ان دخله في العيد من خلال نقل الموتى أحسن من نقل الأطفال إلى الحدائق !

وان تصر وزارة الصحة على شراء أجهزة لكشف انفولونزا الخنازير وهي لا تكشف غير عجز الإدارة والقدرات بينما لا يوجد في أغلب المدن أجهزة غسل الكلى ولا مختبرات حديثة ؟ فذلك يجعل المواطن يموت من الحسرة المدهشة !! والحسرة المدهشة اختراع يمني تجعل المواطن يموت وهو كما يقول أهل الأدب (فاغر فاه) أي بلغة سكان اليمن الأصليين - يموت وهو مقعي !!- أو ملخج !!وهي حالة منتشرة منذ انتشار أغنية - اسأل التاريخ عني أنا يمني !ولا تدري لماذا نسأل التاريخ أو الجغرافيا ولا نسأل الواقع ؟؟

وصدقوني لقد خرجت من تعز أشد قهراً مع انتهاء العيد بعد أن شكوت حال الناس وحصد الأمراض المستوطنة للبشر إلى حد أن أهم المتفائلين رد علي بقوة «وأنت حابب تعيش ليش» ؟
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 08-مايو-2024 الساعة: 06:10 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/76327.htm