الأحد, 18-أبريل-2010
المؤتمر نت -  عبدالعزيز الهياجم -
الأمانة والصدق
لماذا نفقد قيم الأمانة والصدق من أجل بيع سلعة أو سلع أو الترويج لبضاعة مغشوشة دون اكتراث بتبعاتها على المواطن وما يعود إليه من آليات وممتلكات يمكن أن تتلف بسبب هذا الغش وهذا التدليس الذي لا يعبر سوى عن ضمير ميت وعدم خوف من الله ولا من أي عقوبات دنيوية أو أخروية.

التحقيق الذي نشرته الثورة يوم الجمعة للزميل صقر الصنيدي حول ظاهرة زيوت السيارات المغشوشة يعبر عن مأساة كبرى وكارثة قيمية وأخلاقية لا يمكن وصفها سوى بالانحدار والسقوط من قبل عديمي الضمير الذين لا هم لهم سوى جني الأموال أيا كان مصدرها ولا يفرقون بين حلال أو حرام، ولو كان لديهم ذرة من ضمير أو أخلاقيات أو قيم دينية وإنسانية لما اندفعوا إلى تجارة قذرة وإجرامية تسمى بيع زيوت السيارات المغشوشة والتي تكلف الكثيرين سياراتهم التي تذهب ضحية استخدام هذه الزيوت حينما يسلمون سياراتهم إلى إياد غير أمينة لتعبث بها أيما عبث.

التحقيق أشار إلى أن نحو شحنة مكونة من خمسة آلاف علبة تمثل جريمة تم إيقافها في اللحظات الأخيرة منذ عدة أشهر في أمانة العاصمة وفي معمل واحد، وربما لو مرت تلك الجريمة لكانت قد أحالت نحو ألف سيارة إلى التقاعد .. والأدهى من ذلك أن المعلومات أشارت إلى أن المشكلة ليست جديدة وإنما تعود إلى نحو ثمانية أعوام . وطبعا عندما نتناول هذه الظاهرة أو نسلط الضوء عليها فلا يعني ذلك تعميما على كل أصحاب محلات تغيير الزيوت ولكن على البعض منهم وفي نفس الإطار هناك مشكلة عدم وجود الأمانة لدى البعض في ورشات إصلاح السيارات الذين يشكو البعض منهم ويعتقد أنهم يمارسون عمليات غش من نوع آخر، وانهم لا يكونون عند مستوى الثقة التي تمنح لهم . فعند عمل أي مفاقدة يطلب منك المهندس في الورشة أن تترك السيارة وتشتري القطع المطلوبة وتذهب لتأتي مثلا في المساء أو في اليوم الثاني وتأخذها جاهزة، ولكن للأسف الشديد أن البعض لا يكون أمينا وأحيانا لا يتم تركيب القطعة الجديدة التي اشتريتها واستبدال ذلك بتركيب قطعة مستعملة موجودة لدى أصحاب الورشة بحيث يستفيد هو من بيع القطعة الجديدة التي اشتريتها أنت ..
وفي أحيان أخرى تكتشف أن القطعة الأصلية " الوكالة " التي كانت مركبة فوق سيارتك لا زالت صالحة، وأن ما طلبه المهندس منك لشراء واحدة بدلا عنها ليس أكثر من حيلة للاستفادة من قطعتك الثمينة وغير الموجودة في السوق وبحيث تباع تلك القطعة الوكالة المستعملة في محلات " التشليح" وأنت تكتفي بقطعة غير أصلية تعمل معك شهر أو شهرين وتنتهي.

أنا أقول ذلك دون تعميم لأن هناك الكثيرين هم أعلى أمانة سواء كانوا من أصحاب المحلات والورشات أو العاملين فيها لكن هناك البعض هم بعيدون كل البعد عن قيم الأمانة والثقة . ومجددا نقول لهؤلاء إن كان السبب هو البحث عن مزيد من المال والربح فيمكن أن يأتي ذلك بصورة مشروعة بحيث يكون العمل أمينا وبإتقان وبضمير حتى ولو كان بسعر مرتفع . وطبعا الحديث عن الأمانة لا يقتصر على المحلات والورش الخاصة بالسيارات فحسب وإنما في كل الأمور الأخرى، سواء بالنسبة لمهندسي المسجلات أو الغسالات أو الثلاجات أو أي أجهزة الكترونية، مطلوب أن يكون هناك ضمائر حية تشعرنا بأن الدنيا لا زالت بخير وأن القيم الدينية والإنسانية لا زالت تعمل وهي غير معطلة .. قال الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :" من غشنا فليس منا".
[email protected]

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 11:43 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/79944.htm