الثلاثاء, 23-مارس-2004
الرباط (رويترز) -
سميح القاسم: الثقافة اخر خندق للعرب والاستشهاد دفاع عن الكرامة
قال الشاعر الفلسطيني سميح القاسم يوم الاثنين ان الثقافة هي اخر خندق للعرب والاستشهاد اخر ماتبقى ليعتزوا به.
وفي لقاء مع مثقفين واعلاميين مغاربة بمقر اتحاد كتاب المغرب قال الشاعر الذي يكره بأن ينعت بالشاعر الفلسطيني ويحبذ وصف الشاعر العربي إن"الحياة مهمة الى حد أنه حين تصبح كرامة الانسان والشعوب وكرامة الامة مهددة بالاهانة فان الحياة تصبح وسيلة للدفاع عن الكرامة وتفقد اهميتها المطلقة. وهذا ما لا يريد فرسان الغزو والعولمة أن يفهموه."
وتزامنت زيارة الشاعر سميح القاسم للمغرب حيث من المقرر ان يقيم أمسية شعرية مساء الاثنين بمسرح محمد الخامس بالرباط مع اغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ أحمد ياسين فجر الاثنين.
وقبل بدء اللقاء الصحفي وقف القاسم مع الكاتب المغربي ورئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي امام مقر سفارة فلسطين في الرباط المجاور لمقر اتحاد الكتاب يراقب في صمت عشرات المغاربة الذين احتشدوا امام مقر السفارة للتعبير عن غضبهم لمقتل الشيخ ياسين رافعين شعارات تدين "السياسة الصهيونية والتحالف الامريكي البريطاني."
وفي اللقاء الصحفي كانت الهتافات تصل بقوة الى مقر الاتحاد مما جعل الشاعر الفلسطيني يقول "ماذا تريدون اكثر؟ أليست هذه أجمل قصيدة؟"
لكنه حزين على الوضع العربي. "مأساتنا العربية أشبه بمأساة اغريقية.
"يستطيع الإخوان الإغريق أن يرتاحوا الآن من سمة الماسي. لقد حملناها عنهم. أصبحنا العرب الضحية ننعت بالارهابيين والجلادون برجال السلام."
وغير سميح القاسم من لهجته الحزينة التي لم تفارقها السخرية طيلة اللقاء وقال "أسترشد بما حدث للاخ ياسر عرفات مع احد الزعماء العرب الذي توفي ولا حاجة لذكر اسمه إذ قال له هذا الاخير: ألا تخاف ان يطلق احد جنودنا عليك الرصاص فأجابه ياسر عرفات: احنا عايشين بالغلط منذ 48."
وأكد سميح القاسم الذي يحمل الجنسية الاسرائيلية والذي سجن عدة مرات تشبثه بالهوية والثقافة العربية وقال "نحن لا نريد استبدال أم كلثوم بمادونا او فريد الاطرش بمايكل جاكسون ولا عبدالوهاب او المطربين المغاربة والعراقيين والجزائريين كما لا نغير صحن الكسكسي او المجذرة او الكبسة بالهامبورغر."
واضاف "لدينا ثقافة نعتز بها ولا نريد استبدالها نأخذ ما يريحنا ونعطيهم ما يريدون. لكن لن نقبل بإلغاء هويتنا الثقافية العربية فالكاوبوي لن يلغي حضارة 3000 سنة."
وعن علاقة الشعر والثقافة بالسياسة قال سميح القاسم (65 عاما) انه ضد فكرة إبعاد الثقافة عن السياسة معللا ذلك بان "السياسة ليست هواية او لعبة غولف" وانما هي "حياتنا اليومية وقصيدتنا وخبزنا وحديقتنا."
وشدد على ان"الخندق الاخير الذي بقي للعرب هو الثقافة."
واضاف"ان سقط هذا الخندق سنكون قد سقطنا الى يوم القيامة تحت احذية الغزاة."
وقال مازحا "صديقي عادل امام قال انه احسن من جامعة الدول العربية وانا لا أريد له هذه الاهانة ان يشبه نفسه باللاشيء."
واضاف "الجامعة العربية مشروع جاءت به بريطانيا كبديل لمشروع الوحدة العربية. واذا كانت الدعوة الى الوحدة العربية جنونا فانا اكبر مجنون."
وتغيرت نبرات صوت سميح القاسم الى الاسى وهو يقول انه في النصف الاول من حياته صدق كل شيء وفي النصف الثاني لم يعد يصدق شيئا سوى الواقع المر بعيدا عن الكلام والانشاء مضيفا ان "احتياطي الكذب عند العرب اكبر من احتياطي النفط."
وقال انه يؤمن بالتعددية وبفتح باب الاجتهاد كما اوصى بذلك الرسول "فنحن لسنا قطعيين ولا نريد ان نكون كذلك نحترم التعددية ونختلف في افكارنا الاجتماعية والسايسية لكننا نتفق على حقنا في الاجتهاد."
وانفعل ورفع يده وهويتحدث عن اسرائيل "أتحداهم أن يظهروا لي فترة في تاريخهم أنظف وأشرف من بقائهم تحت الحكم العربي سواء في الاندلس او في الدول العربية."
ورفع صوته عاليا "أفران الغاز أوروبية والمحارق أوروبية والمشانق والمذابح في حق اليهود اوروبية ولم يروا منا الا المعاملة الحسنة والطيبة."
من زكية عبدالنبي

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 11:14 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/8021.htm