الإثنين, 09-أغسطس-2010
المؤتمر نت -  أحمد غيلان -
فرسان المهام الصعبة
بانعقاد الاجتماع الأول للجنة المشتركة للإعداد والتهيئة للحوار الوطني تكون القوى السياسية قد تخطت أولى العقبات وسطّرت أولى مفردات السير نحو الوفاق الذي يترقبه الناس على أمل الخروج برؤى ناضجة تكسر حالة التمترس المفتعلة على هامش واقع تحيط به أزمات وإشكالات جلها مفتعلة وبعضها مقصودة ومخطط لها أيضاً .

وعلى الرغم من الحضور البارز لهواة الفقاعات ، وممتهني التفخيخ والباحثين عن ثغرات قابلة لزرع الألغام في أول اجتماع ضم المتحاورين، إلا أن الرؤى الناضجة وأصوات العقلاء استطاعت أن تتجاوز المحك الأول ونقطة البداية من خلال التوافق على رئاسة لجنة الحوار واللجنة المصغرة المنبثقة عنها، وكذلك أماكن عقد اجتماعات اللجنة التي أراد البعض أن يفتح حولها جدلاً لزرع أول ألغام الحوار.

ولسنا بصدد النبش في تفاصيل التفاصيل التي غالباً ما تكون المداخل الرئيسية للشيطنة والشياطين، لكننا بصدد الإشارة إلى مؤشرات الأبلسة وقرونها، والتي غالباً ما يبدأها أناس أقل وعياً وإدراكاً وقدرة على استشعار مسئولية ما يقولون ويفعلون.

وليس ثمة شك بأن المتحاورين الذين يمثلون أطياف العمل السياسي يدركون ما تعانيه البلاد من إشكالات ونتوءات سواء أكان على الجانب الأمني أو الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، من أعمال التخريب والتمرد في صعدة إلى أعمال العنف وثقافة الكراهية في بعض المحافظات الجنوبية، إلى الأوضاع الاقتصادية المتردية إلى غير ذلك من الإشكالات التي زاد من تعقيدها التمترس السياسي والتأجيج الإعلامي، وتضاءلت فرص تجاوزها بتأجيل الانتخابات التشريعية التي كان يمكن أن تشكل مدخلاً حقيقياً لتجاوز تلك المشاكل والحد من تأثيرها بالإصلاحات الدستورية والقانونية، غير أن اتفاق فبراير أجل تلك المعالجات وفوت فرصة لم نستطع أن نستدركها خلال المرحلة المنصرمة منذ فبراير 2009م، وليس أمامنا الكثير من الوقت لنضيعه مرة ثانية، كما ليس هناك من جدوى لأية جهود تبذل في إطار الحوار المرتقب، مالم تأت برؤى واقعية وجادة للتغلب على تلك المشكلات التي باتت تؤرق الوطن والشعب، بعيداً عن المصالح الأنانية الضيقة للأحزاب أو القوى أو الأفراد .

الحوار الوطني الذي ينتظره الشعب وتحتاجه البلاد ليس مولداً لاستعراض عضلات هواة الجدل وحذلقة الملاقيف.. بل هو فرصة لكل من تهيأت له فرصة الحضور في مقام يتصدر الخوض في قضايا كبيرة تتصل بحاضر ومستقبل اليمن .. وليس ثمة شك بأن الذين يستشعرون المسئولية بدافع من انتماء وطني سيحرصون على تسجيل حضور إيجابي يخدم الوطن، ويغلب مصالح الشعب بفعل نبيل وكلمة طيبة وموقف يكبر به صاحبه عندما يكون أكبر من الصغائر وأسمى من الكيد والزيف والمماحكات.

نعم ننتظر نجومية تشعل باقات الأمل وتطفئ حرائق الزيف وتنتصر لليمن واليمنيين، وننتظر نجوماً تفرزهم مرحلة شاءت الأقدار أن تمنح رجال ونساء الحوار فرصة وشرف المشاركة في رسم ملامحها واختطاط حروف مبتدئها وخبرها .

وليس غريباً ولا مستبعداً أن تبرز من بين صفوف لجنة الحوار أصوات نشاز - بالفطرة أو بالتعود- أو حتى بفعل إياد تحركها نوازع عبثية مغرضة لا تتحقق لها استقامة إلا بإعوجاج الحال واضطراب المآل.. لكن الوطن اليمني والشعب اليمني والقيادة السياسية بزعامة الرئيس القائد علي عبد الله صالح راعي الحوار الوطني، يعلقون الآمال الكبرى على رجال ونساء حازوا ثقة أطراف الحوار، وغدوا بهذه الثقة فرسان رهان القوى السياسية كلها، وخلفها القيادة والشعب والوطن الذي ما انفك ينجب صناع المجد وبناة الحاضر والمستقبل وعمالقة المهام الصعبة حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل .
• عن 14 اكتوبر
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 04:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/83237.htm