المؤتمر نت - اخوان اليمن يحرمون الاختلاط ويحللونه في ساحات الاعتصام

الإثنين, 18-أبريل-2011
المؤتمرنت -تقرير -
الإخوان والاختلاط... انفصام ممقوت وانتهازية سافرة !!
لم يفوت الإخوان المسلمين في اليمن أي فرصة يرونها سانحة للنيل من رئيس الجمهورية والإساءة إليه حتى وإن كانت الحجة تخالف توجهاتهم ومعتقدات ظلوا يرددونها طوال سنين مضت منها ماهو شرعي ومنها ماهو سياسي.

آخر هذه الفرص الانتهازية المقيتة نصيحة رئيس الجمهورية باعتباره ولي الأمر لأبنائه وبناته في اعتصام ساحة الجامعة وتذكيرهم بعدم جواز الاختلاط لإبعاد أنفسهم عن إساءات بدأت تنتشر على الانترنت يردد مروجوها أن مصدرها ساحات الاعتصام .

إخوان اليمن الذين سيّروا مظاهرة كبيرة إبان مناقشة البرلمان لقانون يمنع زواج القاصرات كانت حجتهم حماية المرأة من الانزلاق في الرذيلة -حسب شيوخ الإخوان وخاصة القادمين من جامعة الإيمان.

اليوم هم أنفسهم يسيرون نفس الأخوات في تظاهرة أيضاً احتجاجاً على نصيحة الرئيس حول الاختلاط وكأنهم يريدون أن يقولوا للعالم أننا نحلل متى نشاء ونحرم متى نشاء وليس لأية تشريع قدسية في عملنا.

هل يمكننا أن نفهم أن النساء اللواتي خرجن في المظاهرات التي سارت في شوارع صنعاء وإب وتعز هن مع الاختلاط وأنه لن يأتي يوم يخرجن لتحريم حق آخر من حقوق المرأة.مع العلم أن تحريف كلام رئيس الجمهورية وتحويره إلى قصد الإساءة والطعن بحق اليمنيات في ساحات الاعتصام جريمة يجب على الجهات المختصة أن تقاضي من يقفون وراءها لأن الرئيس لن ولم يكن يوما من الأيام داعية سوء ضد بناته أو أبنائه من شباب الوطن وسني حكمه تؤكد ذلك.

وليس ببعيد عن اليوم بل وأمس الاول فقط تعرضت ناشطات مدنيات كن يتظاهرن ضد الرئيس للضرب من قبل متطرفي حزب الإصلاح وجنود الفرقة الأولى مدرع بحجة أنهن يختلطن بالرجال آو كاشفات الوجه.

هذا الانفصام الممقوت الذي يستوطن صدور قادة الإصلاح لن يسمح لهم بإدانة فعلة أعضائهم في ساحة التغيير أو الجنود الذين يتبعون المتمرد علي محسن الأحمر فكيف إذا قلنا إنه من حق المعتدى عليهن أن يُخرجن مظاهرة حاشدة انتصارا لهن.

دعاة التحريم وتجار الفتوى في التجمع اليمني للإصلاح يعرفهم الجميع وليسوا بعيدين عن واجهة الأحداث ، فهم من كفر نساء حضرموت ورجالها.
وفي تصريح لمصدر إصلاحي مسئول عام 2007 لم يخجل أن يحرم مهرجان البلدة السياحي لأنه مكان اختلاط الرجال بالنساء وصرفيات بذخية وسهرات ماجنة .

وهم أيضاً في تجمع الإصلاح الإخواني المتطرف من أساء لأبناء عدن حين اعتبر حضورهم أمسية فنية قبل عامين غير جائز شرعا لأنه مدعاة للفتنة .

وهل نسي الجميع حديث الإصلاحي المتطرف محمد الحزمي عن القيادية في حزبه توكل كرمان وهجومه عليها بحجة التقائها بالنصارى وعملها المشبوه معهم.

انتهازية إخوان اليمن وصلت حداً لا يمكن استيعاب مفرداته ،حيث أصبحت الشريعة وحدودها ونصوصها والتي يدعون الالتزام بها وعملهم على تطبيقها- أداة لينة يوجهونها حيث أرادت أهواءهم المريضة والحاقدة.

مشائخ الإصلاح يحرمون الدراسة في المدارس والجامعات والعمل في المؤسسات الحكومية والإعلام بحجة الاختلاط بل ،وصل الحد بهم إلى تحريم قراءة المرأة للقرآن الكريم وهذا موثق في أدبياتهم وليس خافيا على أحد وسنورد هنا بعضاُ منه.

الدكتورعبد الكريم زيدان وهو أستاذ في جامعة الإيمان وقيادي في حركة الإخوان المسلمين يقول في فتوى نشرها موقع جامعة الإيمان إنه لايجوز أن يتكلم الطالب مع الطالبة في الجامعة فالأصل عدم الجواز إلا للضرورة أو الحاجة فلا بد من تحاشي الحيطة وتوقي الشبهة والحرام، بأن يكلِّمها للضرورة أمام الأخريات من زميلاتها.

فتوى أخرى لأحد مشائخ جامعة الإيمان تحرم دراسة الطالبات في الجامعت بحجة الاختلاط وتقول إنه من المعلوم أن اختلاط الشابات بالشباب ذريعة إلى الفساد، والواجب على الدولة أن تخصص كليات للبنات، كما أن الواجب على أولياء الأمور أن يسعوا إلى ذلك بمطالبة الدولة من جانب، وبحلول نابعة من الجهود الذاتية من جهة أخرى لتوفير الجو الملائم لكل من الأولاد والبنات لطلب العلم وصيانة الأعراض .

إخوان اليمن الذين تنادوا إلى الاحتجاج على نصيحة رئيس الجمهورية هم من نظم ندوة خاصة حشروا لها العشرات من المشائخ للرد على الدكتور حسن الترابي حين تحدث لقناة الجزيرة عن رأيه في الاختلاط حين نظر اليه على انه غير محرم .

حيث يقول الشيخ العلامة محمد الصادق مغلس المراني وهو قيادي إصلاحي بارز رداً على الترابي في ورقة عمل قدمها في الندوة التي لقي الترابي فيها كل صنوف الإساءة والتجريح يقول الصادق " ومن أقوال الترابي وفتاواه في الفقه قوله بل دعوته إلى اختلاط الرجال بالنساء وجواز مصافحة النساء الأجانب ومعلوم أن الشرع يدعو المرأة إلى القرار في البيت «وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى» والمرأة لا بأس عليها أن تخرج لحاجتها مع الاحتجاب والاحتشام لكن أن يدعو للاختلاط وامتزاج الرجال بالنساء في الإدارات والمدارس والجامعات بحيث لا يمانع ولا ينهى ولا يقبح امتزاج الرجال بالنساء واختلاطهم وجعلهم جنباً إلى جنب في الصفوف حتى في الصفوف يجوز عنده أن تصافح المرأة الرجل لكن لا تلاصقه يعني يمكن أن نرى خليطاً صفوفاً فيها الرجال والنساء وهذا في دين الترابي أمر سائغ لا بأس به ولا غبار عليه والمصافحة كذلك مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يصافح النساء في البيعة وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها « فلا والله ما مست يده امرأة قط- إلا نساءه» ما كان يقول إلا «قد بايعتكن على ذلك» وقال صلى الله عليه وسلم عندما قالت له إحدى النساء ألا تبايعنا تعني المصافحة فقال «اني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة» وصحح الألباني حديثاً بلفظ» لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له» فكيف يقال بجواز المصافحة والاختلاط والامتزاج والصلاة صفوفاً مختلطة بل أن تكون إماما وخطيباً؟

هذا الرد القاسي كان على حديث الترابي فأين الصادق اليوم من انتهازية حزبه وقادته الذين اعتبروا نصيحة رئيس الجمهورية تجريحا لهم في حين هي لم تخرج عن إطار النصح الأبوي العفيف وكيف لرجل أصله من ريف يمني قبلي نظيف وطاهر يحترم العادات والتقاليد والأعراف أن يوجه إساءة لأبنائه وبناته .


وليس ببعيد هنا رفض مشائخ الإصلاح تعيين امرأة في الأمانة العامة للحزب بحجة ان حضورها اجتماع الأمانة العامة غير جائز شرعا لأنه اختلاط بالرجال بعد أن اقر المؤتمر العام الرابع للحزب جواز حضور المرأة اجتماعات الأمانة العامة والمكاتب التنفيذية وتعديل النظام الداخلي على هذا الأساس .

وقد تبنت الأمانة العامة حينها هذا الرأي وقدمت مشروع تعديل للنظام الأساسي للتجمع اليمني للإصلاح بتحويل مكتب القطاع النسائي إلى دائرة وذلك يقتضي انضمام مسئولة العمل النسائي إلى الأمانة العامة لتكون عضواً فيها وتحضر اللقاءات المتكرر في عدة أيام من كل أسبوع ولمدة ساعات كما بين سابقاً .

هذا التعديل لم يقبله مشائخ الإصلاح ومنهم الشيخ الزنداني والديلمي والصبري وغيرهم. فاقترح الزنداني أن تقام ندوة في جامعة الإيمان يحضرها مدرسو الفقه ويستحب أن يكونوا مشايخ الفقه في دراسة المذاهب الخمسة ويحضرها الشيخ محمد الوقشي ومن وقع معه من على جواز تعديل النظام الداخلي للحزب.

واقيمت الندوة وخرجت بفتوى وقع عليها اكثر من 30 من كبار قادة الإصلاح على رأسهم الزنداني والديلمي والصبري والخميسي وآخرين.

الفتوى حرمت إدخال رئيسة للعمل النسائي ضمن الأمانة العامة للتجمع ، وكذلك ضمن المكاتب التنفيذية للمحافظات حيث جاء في نصها " نناشد إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح ، هذا التجمع الذي نشأ من أول يوم فيما نحسب على التقوى ، وعلى الالتزام بالكتاب والسنة ، وما كان عليه سلف الأمة ، وما مضى عليه المسلمون على مدى القرون ، نناشدهم عدم الإقدام على إدخال رئيسة للعمل النسائي ضمن الأمانة العامة للتجمع ، وكذلك ضمن المكاتب التنفيذية للمحافظات ، وذلك ؛ لأن هذا الفعل يعني حضور امرأة بين رجال لعدة ساعات كل أسبوع ومجالستهم في الاجتماع ، ومهما كان هنالك من الحجاب والاحتشام ، إلا أن التكرار المستمر ينتج عنه ولو مع عدم القصد سقوط الكلفة ، والنظرات المتكررة التي يصعب معها الحفاظ على غض البصر ، وينتج عنه الكلام الكثير وربما الحركات المتعددة التي يصعب معها الالتزام الدائم بالضوابط الشرعية إلى آخر الأحوال التي تؤدي إلى التعرض المتكرر للفتنة بعدد الاجتماعات" ،

ويقول الموقعون على الفتوى : إنها يجب أن ينتشر العمل بها في كل المحافظات ، بمثابة الفتوى لمجالس وملتقيات ولجان من الرجال والنساء في داخل التجمع وخارجه ، ممن يقتدون بما يحدث في التجمع ؛ نظراً لريادة وكثرة من فيه من العلماء والدعاة ، ويكون التجمع قد سن بهذا الفعل سنة له وللآخرين ربما لا تقف عند حدود البلد ".

أين كانت ناشطات الإصلاح والمنادون بالديمقرطية والحرية حين كان مشائخ الإصلاح يحرمون حضور رئيسة دائرة المرأة الحزب اجتماع للأمانة العامة للإصلاح ولماذا لم نسمعهم يحتجون أو يتظاهرون بحجة حرمان المرأة من حق دستوري .

النائب الإصلاحي والقيادي عارف الصبري لخص ذات مساء رمضاني العام الفائت في ندوة أقيمت لمناقشة الأوضاع الراهنة في اليمن الأزمة في اليمن بدعم الدولة لأنشطة خاصة بالمرأة مخالفة للشرع منتقدا الأموال الطائلة "التي تصرفها الدولة على الرياضة النسوية مثلاً وغيرها من الترهات، التي يدفع ثمنها المواطن"،.

وفي ذات الندوة يقول الشيخ محمد الصادق" إن بعض الصحف تمارس السخرية بالدين، وهو منكر يجب ردعه؛ محذراً من مظاهر الانحراف الأخلاقي في المجتمع، واختلاط الرجال بالنساء في دوائر العمل الرسمية وغير الرسمية، ومظاهر الانحراف التي نشاهدها عبر القنوات الفضائية، خصوصاً في رمضان!.

أين كان نشطاء الفيس بوك ومتظاهرات ساحة التغيير حين حرمت جامعة الإيمان حتى الدردشة الكتابية على النت حيث تسأل طالبة الشيخ عبد الوهاب الديلمي خطيب ساحة التغيير وتقول" هل يجوز أن أتحدث مع شاب عن طريق الماسنجر في حديث غير مخل بالأدب ؟؟

ويأتي الرد من الديلمي بقوله "الأخت السائلة الكريمة بارك الله فيكِ وزادكِ من خيري الدنيا والآخرة، وبعد فالذي يظهر من خلال السؤال أن المحادثة تحصل بين رجل وامرأة أجنبيين وعليه يظهر تحريم هذه المحادثات عبر برنامج المحادثة (الماسنجر) ولو كان ذلك عن طريق الكتابة، ومثله غرف الدردشة وهو ما يُسمّى بـ الشات، فيجب أن يُغلق هذا الباب؛

ويضيف الديلمي " المحادثة بين الجنسين : إذا كانت المرأة أجنبية عن الرجل وليست زوجة أو محرماً، ولو بالكتابة فقط باب من أبواب الشيطان، وخُطوة في طريق الزلل والتدرج في خطوات الشيطان "

ويواصل فتواه بالقول "فلابد على الأخت السائلة وغيرها أن يغلقوا أبواب هذه المحادثات، والابتعاد عنها بالكلية؛ لأنها فتن تؤتى المعاصي والفواحش من خلالها، فهي محادثات آثمة، فلا يحل لامرأة دخول الغرف الصوتية للرجال الأجانب ولا حتى بريد الرسائل الذي يقود إليها لمراسلتهم والحديث معهم.

وجاء في فتوى المنتدى الفقهي بجامعة الإيمان رقم14 في موقعه على الإنترنت عن مشاركة المرأة في مسابقات القرآن: إنه لا يجوز للمرأة كما قال العلماء في المذاهب الأربعة و غيرها أن تجهر بقراءة القرآن بحيث يسمعها الرجال الأجانب ولا بأس بجهرها بذلك عند النساء أو الزوج أو المحارم .

وطالبت جامعة الإيمان القنوات الإسلامية أن لا يقيموا تلك المسابقات ، فإن ذلك يكون سبباً لافتتان الرجال بأصوات النساء فيقعوا في الإثم من حيث أرادوا الأجر حيث يتعين إذا كانت المسابقة لتشجيع النساء والبنات على حفظ القرآن أن تكون مقتصرة على النساء فيما بينهن منفردات ، و يشرف على ذلك شيخات ولا يذاع ذلك ولا يسجل . والله أعلم .

كما إن الفتوى خلصت إلى أن المرأة ممنوعة من الظهور الإعلامي المرئي في القنوات والمواقع والمسارح والسينما ونحوها ، ومن الكلام الفاتن ، حتى لو كانت محتجبة ، لأن المقصود من الإعلام المرئي النظر ، والنظر إلى المرأة حرام ولو كانت محتجبة .

أما الكتابة الإعلامية في الصحافة و المواقع والقنوات وغيرها من المرأة فتجوز بالضوابط الشرعية للكتابة، دون ظهورٍ بالصورة الفوتوغرافية أو اختلاطٍ بالرجال، ودون انتقال .

وبعـد حصر هذه المواقف أو الفتاوى الموجه حيال المرأة وهي لقيادات حزب الإخوان المسلمين في اليمن والتي حرمت حضور المرأة أي اجتماع حزبي وهي منقبة أو قراءة القرآن الكريم بصوتها في مسابقة تلفزيونية أو الدراسة في الجامعة بحجة الاختلاط أو الدردشة على النت أو العمل الإعلامي او غير ذلك من الفتاوى المكدسة في أدبيات الإصلاح أين المتظاهرات اللواتي خرجن احتجاجا على نصيحة الرئيس .

لماذا لم نشاهد مظاهرات احتجاجية على تكفير جامعة الإيمان ومشائخ الإصلاح للجنة الوطنية للمرأة واتحاد نساء اليمن وناشطات مدنيات وقفن إلى جانب سن قانون يحظر زواج الصغيرات.

ولماذا خرجن نسوة الإصلاح في تظاهرة ضد الرئيس وضد قانون يحظر زواج الأطفال ولم يخرجن للتظاهر ضد من كفر شوقي القاضي احد نواب الإصلاح لأنه ساند القانون وأين كن اثناء فتوى الزنداني ورفاقه بحرمة دخول رئيسة دائرة المرأة في حزبهن اجتماع الأمانة العامة بحجة ن الاختلاط حرام.

هل أصبح كل مايقوله الرئيس علي عبد الله صالح كفراً بواحاً رغم أن الشيخ الزنداني لم يتحرج يوما وهو يقطع تورتة عيد تولي الرئيس الحكم وهل الخصومة بقبحها تطبع وجوه من لا يفقهون لغة التخاطب ومفردات مواجهة الرجال لبعضهم دونما انتهازية أو تصيد للأخطاء.


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 10:19 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/90358.htm