الأحد, 25-أبريل-2004
المؤتمرنت/الصحوة نت -
وداعاً أبا عمار - محمود ياسين
سيدي الرئيس أبا عمار.. لديّ أعمال كثيرة ينبغي إنجازها ولن أجد وقتاً في الأيام القادمة لرثائك لذلك أتيت اليوم لأتناول معك العشاء الأخير.. وكأنني يهوذا الأسخريوطي يتعشّى مع المسيح قبل أن يسلمه لأعدائه اليهود ليذبحوه.
وهأنا أحدق في الفراغ بعيني يهوذا ونظرة المخطئ الذي لا يملك إلا أن يخطئ. فأنا أولاً وأخيراً عربي، لا يسعني إلا البكاء لأجل من تخليت عنه وأسلمته للأعداء. عربي أراقب رعشة يدك الأخيرة بنفاد صبر من أرهقته الدموع المكبوتة في انتظار الشهقة الأخيرة للرجل المريض.

أبا عمار.. نعيش معك.. نجوع معك.. نسير معك، وحين تموت نحاول أن لا نموت معك، مات عبدالناصر وبقي محمود درويش نشيداً جنائزياً يحاول أن لا يموت، ذلك أن الموتى لا يتمتعون بنشوة البكاء.
أبا عمار.. قاتلت في بيروت وصيدا.. سقط رفاقك واحداً واحداً، بكينا معك.. وعدنا إلى البيت.
أبا عمار: سجّل، أنا عربي.. يجدر بي أن أبكي، أن أبكي الآن ذلك أن لدي مشاريع كثيرة ستشغلني عن البكاء عندما يغتالونك ثم إني مصاب بالربو وقد نصحني الطبيب بتجنب زحمة المظاهرات، لذلك وداعاً أبا عمار، كلنا عرفات، افتحوا الحدود!

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 16-مايو-2024 الساعة: 11:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/9482.htm