الإثنين, 03-مايو-2004
المؤتمر نت - لم أكن أعلم أن للعصفور صوتاً جميلاً". ذلك ما قاله رامي (10أعوام) لوالدته عندما سمع صوت العصفور للمرة الأولى. لقد استفاد اخيراً من عملية جراحة لزرع قوقعة اصطناعية في أذنه. وتتألف قوقعة الاذن الطبيعية من مجموعة معقدة من العظام, التي تتولى نقل الموجات الصوتية الى عصب السمع. وتقوم القوقعة الاصطناعية بهذا الدور, حال زرعها في أذن المريض... المؤتمر نت -
التكنولوجية تردم الهوة بين المعوقين والمجتمع
"لم أكن أعلم أن للعصفور صوتاً جميلاً". ذلك ما قاله رامي (10أعوام) لوالدته عندما سمع صوت العصفور للمرة الأولى. لقد استفاد اخيراً من عملية جراحة لزرع قوقعة اصطناعية في أذنه. وتتألف قوقعة الاذن الطبيعية من مجموعة معقدة من العظام, التي تتولى نقل الموجات الصوتية الى عصب السمع. وتقوم القوقعة الاصطناعية بهذا الدور, حال زرعها في أذن المريض.
تعترف والدة رامي, ردينة العقاد رئيسة "جمعية أولياء الصم", بأن رحلة ابنها للخروج من واد الصمت لم تنته بعد: "ما زال لدى رامي سنتان من المراقبة والاهتمام لتلمس التطور". جاء كلام العقاد على هامش الندوة العلمية "التواصل مع الأصم في المجتمع" التي عُقدت اخيراً في "مؤسسة التنمية الفكرية" في لبنان تحت شعار "حاكيني بإيديك لأسمعك بعيوني", ضمن فاعليات "أسبوع الأصم العربي".

وتشرح العقاد إن "زراعة القوقعة الاصطناعية تتطلب تقويم المريض قبل اتخاذ القرار بإجراء العملية. ويلي ذلك مرحلة من اعداد المريض للجراحة. وبعد زرع القوقعة, يبرمج جهاز خاص للسمع ليلائم احتياجات المريض. وبعد ذلك, تأتي مرحلة إعادة التأهيل والتدريب على السمع مع البرمجة الالكترونية".

اسباب متعددة للصمم

يشرح الدكتور أنطوان نعمة أن اسباب الصمم متعددة. يعود بعضها الى مرحلة ما قبل الولادة, وينجم بعضها الآخر من عوامل مثل الوراثة والاصابة بعدوى فيروسية في عمر مبكر وتعرض الطفل لالتهاب السحايا. ويشدد على ضرورة التشخيص المبكر "الذي يسمح بالمعالجة المبكرة, فيما يؤدي تأخر التشخيص إلى عمر العشر سنوات الى فقدان السمع كلياً".
ويلفت نعمة إلى أن جراحة زراعة القوقعة "تتطلب شروطاً معينة, مثل خلو الطفل المصاب بالصمم الشديد من أي التهابات في الإذن, او من أمراض تشكل خطراً على حياته, وأن يضع سماعة في الاذنين لفترة من الزمن قبل العملية لتحديد مدى استجابته, اي مقدار ما تبقى من قوة سمع لديه". ويشدد على ضرورة استثناء الاطفال المتأخرين عقلياً من هذه العملية المعقدة, التي قد لا تكون مفيدة لهم.

تستمر المعالجة النطقية والسمعية لمدة 6 أشهر قبل إجراء العملية. ويأخذ إعادة التأهيل 6 أسابيع بعدها. ويوضح نعمة ان "القوقعة الاصطناعية تعمل على ايصال الكلام عبر ذبذبات كهربائية, الى عصب السمع".

شهدت جراحة زراعة القوقعة تطوراً ملحوظاً, مما سمح بخفض العمر المناسب لإجراء الجراحة من سنتين إلى سنة. اجريت أول جراحة في لبنان عام 1994. وسُجل نجاح 34 عملية من هذا النوع, شملت 26 طفلاً و8 من الراشدين. وتكلف العلمية في لبنان 35 ألف دولار.

وينبِّه الاختصاصيون الى ضرورة تكامل التقويم الطبي والنفسي واللغوي للمريض, قبل إجراء العملية. ومثلاً, تُعَرِّف المعالجة النفسية فيفيان توما الأهل على مشكلة الصمم, وكذلك انعكاسها على تطور الطفل عموماً. وتبين لهم طرق التعامل مع المشكلات التي يعانيها طفلهم. وتعطيهم معلومات كثيرة عن مراحل عملية زرع القوقعة, وآثارها المتوقعة, سلباً وايجاباً. والمعلوم ان تلك الجراحة تُحسن نوعية السمع والنطق تدريجاً, خصوصاً اذا تدرب الطفل على تطوير سبل تواصله مع الآخرين. وتؤدي هذه الامور الى تحسن ثقة الطفل بنفسه وقدراته.

وتشترط توما إجراء لقاءات مع العائلة والولد معاً قبل زرع القوقعة. وبهذه الطريقة تتوصل الى معرفة دقيقة لكيفية التفاعل بين الأهل وولدهم. بعد ذلك, تعمد الى لقاء الولد منفرداً, من اجل كسب ثقته, وللاجابة عن الأسئلة التي تثير مخاوفه.

وتسعى توما الى تلمس المستوى المعرفي والعقلي لدى الطفل, اضافة الى معرفة وضعه العاطفي والنفسي. وفي كل ذلك, تهدف الى اكتشاف مدى تماسكه النفسي, اضافة الى علاج اي اضطراب قد يعانيه.



المصدر : الحياة
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 09:26 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/2014x/9720.htm