الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 10:02 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -  ليست أعمالاً إجرامية فحسب؛ ولا جبانة أو خسيسة فقط، بل هي كل ذلك وغيره، فقل عنها ما شئت، وتحدث عنهم بما ترى، فهي ممارسات «شمشونية» لا يقرها عقل سوي، ولا يقبلها منطق صحيح، ولا يمكن أن يستوعبها إنسان ذو فطرة سليمة، يؤمن بكرامة الكيان الإنساني، ذلك الذي ميزه الله بالاصطفاء من بين سائر...
عبدالرحمن محمد الشامي* -
... لكن بأي ذنب قُتل ضحايا لندن؟
ليست أعمالاً إجرامية فحسب؛ ولا جبانة أو خسيسة فقط، بل هي كل ذلك وغيره، فقل عنها ما شئت، وتحدث عنهم بما ترى، فهي ممارسات «شمشونية» لا يقرها عقل سوي، ولا يقبلها منطق صحيح، ولا يمكن أن يستوعبها إنسان ذو فطرة سليمة، يؤمن بكرامة الكيان الإنساني، ذلك الذي ميزه الله بالاصطفاء من بين سائر المخلوقات، ويقر بأدنى درجة من التعايش السلمى الواجب بين البشر على هذه الأرض، التي ضيقوها على الناس بما رحبت، التعايش الإنساني بين المنحدرين من أصل بشري واحد، بصرف النظر عن دينهم أو معتقدهم أو أفكارهم أو مقتنعاتهم، أو أي شيء آخر ناتج عن كسب إنساني، أو مرده إلى دين سماوي، بهذه الموازين الفطرية، لا يمكن لإنسان أن يقبل التفجيرات المريعة التي حدثت في العاصمة البريطانية «لندن»، ناهيك عن موقف جميع الأديان والشرائع السماوية، التي تشترك كلها في مسألة الحفاظ على حياة «النفس البشرية»، كواحدة من الغايات الخمس التي جاءت كل الأديان من أجل المحافظة عليها.

ما ذنب أسرة فجعت في عائلها الذي ذهب يضرب في مناكب الأرض من أجل توفير قوتهم اليومي، وتأمين حياة آدمية لهم؟ وما جرم طالب استقل القطار مبكراً ليلحق بمدرسته أو جامعته؟ وما جريرة عامل كادح ذهب سعياً وراء رزقه؟ وما خطأ طبيب أو طبيبة في طريقه لمعالجة مريض، أو إجراء عملية لإنقاذ حياة مصاب فأضحى هو المصاب؟ ما ذنب كل هؤلاء وغيرهم من الأنفس البريئة: رجالاً ونساء، شيوخاً وأطفالاً، استقلوا «القطار» أو «الحافلة» في يوم «الخميس» ذاهبين إلى أعمالهم، وأداء واجباتهم اليومية، ولم يعرفوا أن يد الغدر التي لا ترحم كانت في انتظارهم، كما لم يدر في خلد أي منهم أن منطق الجبن والخسة لا يعرف التمييز، فاغتالوا السائرين في وسط الطريق، دون ذنب اقترفوه، ولا جريرة ارتكبوها! هذه الأسئلة وغيرها لا تدور بأذهان تلك العقول الضالة، والأيادى الشيطانية التي قتلت أنفسا بريئة، كما قتلت بالأمس أخا لهم في اللغة والدين والعقيدة، بحجة أنه «مبعوث الدولة الكافرة»؛ وفق تصريحهم المنشور على شبكة «الإنترنت». هكذا اختلطت عليهم الأوراق، والتبست عليهم الأمور، ومن يدري فمن الآتي بعد في «القائمة»، أو من «الكافر» منا غداً، المهدر دمه؛ ومن ثم المحكوم عليه بالإعدام؛ وفق هذا المنطق المعوج في تفسير الدين، بحيث أصبح «الإسلام» مظلوماً بين جهل فئة ليست بقليلة من أبنائه، وسوء فهم كبير من غير أبنائه!.

نستشعر جميعاً؛ وبخاصة منا المقيمين في الدول الغربية، أن هذه التفجيرات ستلحق أضراراً كبيرة بأواصر العلاقة والتفاهم بين المقيمين من أبناء الجاليات الإسلامية والعربية مع غيرهم، كما ستضعف من محاولات الإصلاح المستمرة، ورأب الصدع الناشب عما تمخضت عنه أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001. بل يمكن لعواقب هذه التفجيرات إعادتنا إلى المربع رقم واحد، في إقامة حوار وتفاهم بين المسلمين وغيرهم من ذوي الديانات الأخرى، كما لا يقل خطورة عن هذا الشأن ما تمثله استراتيجية العقيدة التفكيرية، التي غدت تحكم تعاطى عناصر «القاعدة» مع المسلمين، ناهيك عن غير المسلمين، ومن ثم فالسؤال المطروح هو ما العمل في هذه الحقبة الزمنية العصيبة؟

ليس من المبالغة القول؛ بأن القضية عقدية في المقام الأول، والتعامل مع هذه المسائل الفكرية هو الأصعب من كل أوجه التعامل الأخرى، فما السلوكيات إلا تجليات للمعتقدات الحاكمة لتصرفات هؤلاء الأشخاص، وعليه أصبحنا أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى إجراء عمليات إصلاح فكرية على مستوى بيئتنا الداخلية أولاً، ومحاولات إيجاد حوارات ممتدة مع البيئة الخارجية: الشعبية والرسمية ثانياً، فلا بد من فتح أبواب الحوار الحر المباشر، والنقاش المسؤول بين أبناء الداخل، فلم يعد بكافٍ إطلاق أحكام عامة، ومفاهيم واسعة، مكتفين بالحديث عن قيم التسامح والأخوة الإسلامية، على حساب الهروب من الخوض بكل جرأة وصراحة في المفاهيم الأساسية القابعة في الأذهان؛ حتى لو لم تنطق بها الألسنة، كالجهاد والتفكير، والعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في الداخل والخارج. بل لا بد من مناقشة كل القضايا مهما كانت حدتها، وتفكيك جزئياتها، وبسط المفاهيم التي يثور خلاف حولها، من أجل خلق نهج فكرى وسطى، وتفكير سليم. فالثقافة الدينية المتشددة التي تغرس في أذهان الناشئة، وتقدم للأجيال على مدار عقود منصرمة هي التي أسهمت في خلق بعض أفراد هذا الجيل من المتطرفين. صحيح أن هناك عوامل أخرى: داخلية وخارجية لا بد من جدولتها، ورسم استراتيجيه للتعامل معها، وربما كنا على حافة الهاوية، وكل ما يحدث ما هو إلا مجرد مسكنات، تخفف الألم ولا تستأصل المرض الحقيقي المزمن في الجسد العربي، والعقلية العربية!

أما بيئة الخارج، وقلبي على القاطنين في هذه البيئة اليوم، والذين لا حساب لهم في منطق الفكر الجهادي لأرباب القاعدة، ونهجهم التكفيري للآخرين، هؤلاء مهمتهم صعبة، وأدوارهم مزدوجة في الوقت ذاته.، فمطلوب منهم القيام بأكثر من عمل، بدءا من نبذ التهمة عنهم، ومروراً بإزالة جوانب الالتباس العديدة والشائعة المتعلقة بكثير من الأفكار والمفاهيم في الذهنية الغربية، ناهيك عن محاولة الذود عن أنفسهم، وتأمين حياتهم، ومن ثم فمن أول ما يتوجب علينا جميعاً عمله، التحلي بأقصى درجات الصبر، وضبط النفس، والتعاون مع جميع الإجراءات الوقائية المتخذة من الجهات الأمنية، جراء هذه التفجيرات، لحماية بلدانهم، وتحقيق أمن مواطنيهم. لكن ذلك لا ينبغى أن يصل بنا إلى حد الانزواء الكلى، والانكفاء على الذات، بل لا بد من المشاركة المجتمعية، ولو أتيحت الفرصة للمشاركة في عمليات مساعدة الضحايا لربما كان ذلك أبلغ تعبير عن إدانة هذه التصرفات الإجرامية، ووقوفنا صفاً واحداً، وجنباً إلى جنب ضد قوى الظلام والمرجفين الذين يحاولون إقصاء كل رأي آخر، وأي معتقد لا يتماشى وفهمهم الأوحد للدين، ووصايتهم المفروضة عليه وعلينا. أما أطراف الرأي العام الفاعلة في المجتمع الغربي فهذا هو وقت عملها، فعليهم يقع عبء التواصل المستمر مع شتى وسائل الإعلام، لتغطية الندوات والمؤتمرات الصحافية التي يتوجب عليهم إقامتها في هذا الظرف العصيب، غير مكتفين بإدانة هذه الممارسات. بل لا بد من تجاوز أدوارهم إلى عملية تصحيح بعض المفاهيم المتداولة في وسائل الإعلام الغربية، وبخاصة مفهوم «الجهاد المقدس» ومسألة «التفكير» التي تتردد كثيرا في هذه الوسائل. أدرك أن في البيئة الغربية العديد من العلماء المتخصصين، من ذوي العقول النيرة، والذين لهم إسهامات فكرية في مناقشة هذه المفاهيم، وتجلية اللبس عنها، غير أنها لم تنل حظها من الشيوع الذي تستحقه، كما أن لديهم المقدرة الكافية على كيفية التحاور مع العقليات الغربية، انطلاقا من فهمهم العميق للدين الإسلامي، وتعايشهم الممتد في البيئة الغربية، غير أنهم ليسوا معروفين لوسائل الإعلام، وكل ما على المعنيين بالأمر هو محاولة البحث عنهم، وتلمس السبل الكفيلة لفتح قنوات التواصل والحوار معهم، لأهمية دورهم في ممارسة عملية تصحيح للمفاهيم التي يجب أن تصحح.
*اكاديمى يمنى - بوسطن








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024