الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 10:03 م - آخر تحديث: 09:33 م (33: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
ثقافة

بقلم شاعرة عربية

المؤتمرنت-آمال موسى -
لا بـــد مـن صنعــــاء !
لاشك أن المنظومة الثقافية العربية، تشكو من تخمة من الهنات والإنزلاقات الكثيرة، حتى أن إحصاء المظاهر السلبية المتوارثة والمبتدعة، قد أضحى أمرا شبيها إلى حد التماثل بالدوران في حلقة مفرغة. إلا أن ضبابية المشهد قد لا تمنعنا من إدراك شساعة الزيف المنتشر سواء في الذهنية الثقافية نفسها، أو في مشروع المثقف والمبدع، أو كذلك في علاقة المبدعين ببعضهم البعض.
ومن مواصفات المظاهر السلبية، هي قدرتها على التوالد، ورفعها شعار النسل من أجل البقاء. لذلك فإن ما يوصف بالصراع بين الأجيال، قد أفرز صراعا بين أفراد الجيل الواحد، فبدت الحياة الثقافية حربا متواصلة، ومكائد سخيفة لا تمت بأي صلة للفعل الثقافي والإبداعي. ولعل من الأهمية الإشارة إلى أن الصراع المنتقد، لا علاقة له بذلك الصراع الفكري المثمر والخلاق. فهو ليس صراع أفكار وقيم، أو صراع وعي فني يختلف مع وعي أخر ومغامرة فنية مغايرة.
إنه صراع عقد ومركبات نقص ولهث وراء فتات. وهو أيضا صراع يتخذ من الهوامش حلبة معارك بدل الاهتمام بالمتن وبالجوهر.
ولهذه الأسباب وأخرى كثيرة، فإن العلاقة بين أجيال المبدعين في مجال الكتابة خصوصا، مثلت في أغلب الأحيان والمشاهد الثقافية، حالة من التوتر والجحود والإنكار، بل أنها حالة من القتل المتبادل.
فخلال مشاركتي أخيرا في ملتقى صنعاء الأول للشعراء الشباب العرب، هزتني تلك العلاقة الخاصة بين الجيل السابق والجيل الجديد في الشعر اليمني، فتصدق للمرات اللامتناهية بأن الصدق متى مس أي علاقة، حولها إلى حديقة من الورد وإلى ذاكرة من تلك اللحظات التي تذيبنا وتوحدنا في ذات اللحظة. وعلى إثر ثلاثة أيام من الشعر والإنصات إلى أصوات مختلفة من شتى البلدان العربية، خصص الملتقى فقرة الاختتام لتكريم الدكتور عبد العزيز مقالح. وطبعا مسألة التكريم في حد ذاتها أمرا عاديا، خاصة أن للمقالح رصيدا هائلا من المجموعات الشعرية والكتب النقدية والبحوث الهامة، علاوة على أنه قد نال جوائز من كل حدب وصوب. ولكن ما هو غير عادي في لحظة تكريم المقالح هو ذلك التجمهر العاطفي الشاسع، وذلك التصفيق الحار، الذي يجعلك تشعر بأن الأفئدة هي التي تصفق للمقالح وليست كفوف أيادي اليمنيين.
كنت أراقب وقوفهم وكأنهم عساكر من وجدان، الشيء الذي جعل المقالح يبوح للجميع بأنه فعلا مرتبك. فما هو سر كل ذلك الحب الذي يكنه شعراء الجيل الجديد في اليمن للمقالح، ولماذا ترى فيه نبيا لهم ؟
لقد استحق بالفعل عبد العزيز المقالح ذلك التكريم الصادق والحقيقي، لأنه كان حضنا للمبدعين الشباب. لم يمارس معهم التكبر والفوقية، بل اقترب منهم ومن نصوصهم ومثل لهم سندا في مغامرة شعرية حديثة في صلب مجتمع معروف بتقليديته الشعرية.
فهو لم يتأخر في الكتابة عنهم وتشجيعهم بما فيم الذين لم يصدروا مجموعتهم الشعرية الأولى بعد. وبحكم المكانة الهامة التي يحظى بها في الأوساط الرسمية، تدخل لفائدة عدد كبير من الشباب، وساعدهم للحصول على بعثات معرفية تطور موهبتهم وزادهم الثقافي والعلمي. إن حبر المقالح قد سال على قصائد الشعراء اليمنيين الجدد، فكان حبرا من ماء، حبرا من حياة.
فالتواضع والإحساس العميق تجاه الشعر والشعراء لا يمكن إلا أن يخلقا علاقة استثنائية ومشتهاة. ذلك أن قانون الأخذ والعطاء، عندما يسري بشكل طبيعي يثمر جدلية خصبة بين الأجيال وحالة إيجابية من الولاء الراقي والتلقائية.
وطبعا المستفيد من مثل هذه العلاقات الصحية هو الشعر أولا والوطن ثانيا. وربما لولا ذلك التواصل العضوي والمتين لما تمكن اليمن أن ينتج جيلا متميزا من الشعراء، يستحق غزو المهرجانات العربية والأجنبية بكل شعرية وجدارة.
إن شعراء أمثال خالد حريري وأحمد السلامي وعلوان الجيلاني وهدى أبلان ونبيلة الزبير والحارث بن فضل وغيرهم، ينقلون لمن يتعاطى مع أشعارهم مغامرتهم الجادة والطريفة في ممارسة الشعر، ذلك أن الأوضاع القائمة على قيم حقيقية، تثمر تجارب ورموز في طور التشكل، تغني الشعر وتزيد في رفرفة أعلام الأوطان. لقد فعل حسنا عبد العزيز المقالح عندما سمى مجموعته الأولى «لا بد من صنعاء»، وما كان يدري أنه حقا لا بد منها لرؤية الأجيال وهي تتعانق ورؤيته وهو مرتبك بفعل سكرة الحب والامتنان.

نقلاً عن - الشرق الأوسط








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "ثقافة"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024