إسرائيل تهدد لبنان ..و«حـزب الله» يصـيب ضابطاً ويتصدى للمروحيات «نحن هنا، ونحن هنا، ونحن هنا ايضا». هذه هي خلاصة ما حدث يومي الاثنين والثلاثاء، بدءا من منطقة الناقورة حيث وجهت مجموعة «مجهولة الهوية» اربع قذائف في اتجاه سفينة اسرائىلية دون ان تصيبها، وانتهاء بمنطقة الناعمة جنوب بيروت التي يقوم بين تلالها «نفق» للفصيل الفلسطيني اياه تعرض على مدى السنوات السابقة الى سلسلة من الغارات، ودون ان يعرف الغرض من استمرار تلك «النقطة» في مكانها. وقال مسؤول في القيادة العامة لـ «القبس» ان احدا لم يصب في الغارة. ولم يتوقف الرد الاسرائىلي عند تلال الناعمة بل تعداه صباح امس الى محيط مزارع شبعا الذي تعرض للقصف المدفعي. وكان لافتا قيام مقاتلي «حزب الله» بتوجيه الصواريخ والقذائف على المواقع الاسرائىلية في رويسات العلم والسماقة فأصيب ضابط بجراح. وتوتر الوضع مجددا، وانهمرت نحو خمسين قذيفة 155 ملليمترا على اطراف الهبارية وكفرشوبا فاندلع حريق في احد احراج الصنوبر فيها، وصولا الى اطراف كفر حمام واحراج راشيا الفخار. صاروخ على مروحية وحلقت طائرات الهليكوبتر في اجواء شبعا والعرقوب، فتصدت لها مضادات «حزب الله»، وشوهد صاروخ «سام - 7» يتجه نحو احدى الطائرات التي ابتعدت عن مساره بسرعة لتنكفئ الطائرات وتعود الى داخل الاجواء الاسرائيلية، ليعقب ذلك تحليق للطائرات المقاتلة فوق صور وبنت جبيل. دوريات وسجل تكثيف للدوريات الاسرائىلية على الطرف الآخر من الخط الازرق، جابت دوريات من القوة الامنية اللبنانية المشتركة الطرقات المتاخمة، لتتقاطع مع دوريات قامت بها الكتيبة الهندية التابعة للطوارئ الدولية. واذ تقدم لبنان بشكوى الى مجلس الامن نفت الجبهة الشعبية - القيادة العامة ان تكون هي من اطلق الصواريخ على السفينة الاسرائىلية، كما نفى مسؤول حركة «فتح» سلطان ابو العينين ان يكون اي فصيل فلسطيني قد شارك في العملية. لا تصعيد ولا يبدو وجود اتجاه الى التصعيد من الجانبين، فيما اعتبر وزير الخارجية جان عبيد انه «كلما غيمت او خيمت فوق اسرائىل سحب المآزق والمشاكل الداخلية التي تثيرها سياسة العنف والقوة والاستكبار المعتمدة من قبل حكومة ارييل شارون، تمطر هذه لبنان بالقصف والانتهاكات في البر والبحر والجو». وقد اثار السفير الاميركي فنسنت باتل موضوع التوترات الاخيرة مع الرئيس اميل لحود، مشيرا الى موقف بلاده الذي «يشدد على اهمية المحافظة على الاستقرار في لبنان وعدم تدهور الوضع الامني». إسرائىل تهدد وكان وزير الدفاع الاسرائىلي شاؤول موفاز قد رأى في غارة ليل الاثنين على تلال الناعمة «تحذيرا واضحا بأن اسرائىل لن تسكت على الهجمات التي يشنها «حزب الله». مع العلم ان الحزب نفى اي مسؤولية عن اطلاق الصواريخ على السفينة. وقال نائب وزير الدفاع ان «حدوث الغارة قرب بيروت التي هي العصب الاقتصادي للبنان يعني ان هذا البلد يمكن ان يدفع غاليا ثمن مواصلة الانشطة الارهابية». وصرح رئيس لجنة الدفاع والخارجية في الكنيست ان الغارة تشكل تهديدا للحكومتين اللبنانية والسورية، مضيفا ان الرد بالطائرات «يهدف الى تجنب تحول الحياة على الحدود الشمالية الى جحيم». |