الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 11:07 ص - آخر تحديث: 01:27 ص (27: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - علي حسن الشاطر
علي حسن الشاطر -
هل يتجاوز اليمنيون خدعة الحوار السابق؟
ما يجري في اليمن من حرب واقتتال داخلي، وما نتج عنهما من مآسٍ وكوارث، وفوضى واضطرابات وعنف وعنف مضاد ودمار لكل المقدرات الوطنية، كشف زيف ما جرى من حوارات أراد بها البعض ذر الرماد على العيون وتخدير أعصاب اليمنيين الذين أُثقلت كواهلهم الحروب والصراعات منذ أكثر من خمسين عاماً، وعمقت اليأس في نفوسهم، فحاول ذلك البعض إيهام اليمنيين بأن الحوار سيحل كل مشاكل اليمن، ولم يكن يتوقع أحد بأن خدعة الحوار لم تكن سوى مظلة لتعقيد الأوضاع، وخلق أزمات جديدة أكثر حدة تحت مسميات عدة، وبالتالي إيصال البلاد إلى الوضع المرعب الذي تعيشه اليوم؛ لأن المتصارعين أرادوا من الحوار حل مشاكلهم وترتيب أوضاعهم أولاً ثم أوضاع أحزابهم، وبما يمكنهم من الوصول إلى السلطة والاستحواذ على مقدرات الوطن، وتهميش وإقصاء الآخرين وعدم القبول بالآخر، وكان ذلك واضحاً من خلال الإسفاف في ذلك الحوار الذي استمر حوالي عشرة أشهر في إطار ما سمي بمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اُنفق عليه عشرات الملايين من الدولارات، ولم يحقق أي نتيجة سوى الإنفلات الذي فتح شهية بعض الأطراف للانقضاض على كل شيء في الوطن، وفتح الباب على مصراعيه للقوى التي لم تكن صادقة أثناء الحوار، وتعمدت بكل الوسائل عرقلة مسار الحوار بوضع الشروط التعجيزية، ومارست كل أنواع الابتزاز والانتهازية بهدف كسب الوقت والحصول على المزيد من المكاسب الذاتية، وكان من المستغرب كثيراً بأن الإرادة السياسية اتسمت بالسلبية وعدم القدرة على الحسم والجدية في تنفيذ ما تم التوصل إليه من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي كان يجب أن تكون الخطوة الأولى وضع جدول زمني للتنفيذ بحسب درجات الأهمية لكل قضية بدلاً من التراخي والمماطلة التي أوصلت الأمور إلى مثل هكذا وضع.

ولعله تم الاكتفاء باتفاق المتحاورين على تمديد الفترة الإنتقالية التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والتي لم يتم أصلاً الالتزام بالتزمين المحددة لتنفيذ بنودها، لأن ما نفذ منها تم بانتقائية مدروسة؛ الأمر الذي جعل بعض الأطراف تستغل هذه الثغرة وتعمل على تنفيذ أجندتها الخاصة والإنقلاب على المبادرة وعلى التسوية السياسية الهادفة إلى إخراج اليمن من مأزق الإنهيار، والتزمت بالتسوية كل القوى السياسية، وعلى ضوئها خرج اليمنيون يوم 21 فبراير2012 لانتخاب الرئيس التوافقي لفترة انتقالية مدتها عامان، أملاً في إنقاذ اليمن من الإنزلاق نحو حرب أهلية، وبالتالي معالجة أسباب الأزمة وإنهاء الإنقسام الحاد الذي شهدته الساحة، ومعالجة التداعيات والآثار المدمرة للأزمة، وإحداث التغيير المنشود نحو الأفضل الذي نادى به الشباب وخرجوا من أجله إلى ساحات الاعتصامات والاحتجاجات وقدموا الضحايا منهم في سبيل تحقيق ذلك الهدف، ومن أجل أن تبدأ اليمن عهداً جديداً خالياً من الصراع على السلطة الذي تخوضه الأحزاب وقوى النفوذ والتسلط فيما بينها، والذي برز على السطح بقوة بعد انتخابات عام 2006 بفعل تهديد الطرف الخاسر فيها بإثارة الشارع وقيادته لعمليات احتجاجية واسعة وشاملة، وهو ما تم بالفعل برغم إقرار ذلك الطرف بالهزيمة وتسليمه بنتائج الإنتخابات التي تمت بطريقة ديمقراطية حرة ومباشرة بإشراف محلي ودولي كبير، فعمل على استنهاض قواه للتحريض على أعمال العنف والفوضى وإثارة المشاكل في أكثر من منطقة؛ مستخدماً سلاح المناطقية والجهوية والمذهبية والطائفية التي من خلالها استطاع أن يشعل الحرائق ويغذي الصراعات ويشجع التمردات والأعمال الإرهابية، وإشاعة الفوضى العارمة، والتقطعات في الطرق العامة وضرب أبراج وخطوط نقل الكهرباء، وتفجير أنابيب النفط والغاز، والتسبب في الاختلالات الأمنية، وتلك كانت عناوين أزمة عام 2011 التي أرادت قوى النفوذ والتسلط والهيمنة أن تكون كذلك، غير أن الإتفاق على الخروج من الأزمة بتسوية سياسية شاملة ترضي جميع أطراف الصراع بمن فيهم الشباب وتضمن مشاركتهم في السلطة، قد أفشل مخطط إشعال نار الحرب وتمزيق الوطن، وشكلت تلك التسوية تجربة متفردة في إطار دول ما سمي بالربيع العربي.

كان الكثير من المتابعين والمهتمين ينظرون إلى الحل اليمني للأزمة بتقدير وإعجاب كبيرين، كونه جنب اليمن الإنزلاق نحو حرب أهلية طاحنة، ونحو المزيد من الكوارث والمآسي والخراب والدمار الذي حدث في بعض الأقطار العربية، ومع كل ذلك وبكل الأسف فقد وصلت اليمن إلى ما هو أسوأ وأبشع مما حدث للآخرين بفعل جنون وهوس بعض أبنائها المتشبثين بالسلطة والطامعين في مزيد من الثروة والجاه والنفوذ على حساب معاناة الناس وآلامهم.

لقد أصبح من الثابت بأن جولات الحوار اليمني السابقة كانت عديمة الفائدة وفاشلة وعقيمة وخدعة كبرى مررتها بعض القوى بخبث، فهل يستطيع اليمنيون - وقد وصل حال بلادهم إلى هذا الوضع السيىء- تجاوز مطبات وخديعة الحوار السابق، والإتجاه نحو حوار جديد وجاد وصادق يساعدهم على إنقاذ وطنهم..؟!

عن صحيفة الرياض








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024